مما لاشك فيه ولاريب ان من يقود دفة الحكم في العراق من برلمانيين ووزراء وحكومة عبارة عن مجموعة او ثلة وجدت نفسها تحكم وتتأمر وبدون سابق انذار في بلد يعتبر القاعدة التي ستنطلق منها دولة العدل الالهية لذلك تجد ان الاغلبية العظمى منهم لا يدري كيف يتصرف وكيف يتعامل مع الامور وماهي اهدافه وكيف سيحققها ولذا نجد ما وصل اليه الوضع في العراق الى ما وصل اليه الان والذي خدم وما يزال يخدم هذه المجموعة انها لم تكن بمحك مع الاحداث او مع الشعب لذلك فان الاضواء تم تسليطها على شخص رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي فقط والذي هو بالطبع لا يختلف عنهم فهم يريد ان يحكم العراق وبأي طريقة كانت ولديه تصور اكده له بعض المقربين من شخصيات حزب الدعوة وبعض المستشارين ان الشعب العراقي لا يتم قيادته الا بأسلوب الطاغية الهدام فهو الاسلوب الاصح في القيادة وقد فاته ان اسلوب الطاغية قد اودى به الى حفرة لا تتسع الا للجرذان في الدنيا وحفرة اخرى في قعر جهنم هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الاستاذ المالكي قد بدأ من حيث انتهى الهدام والحال ان الهدام في ايامه الاخيرة كان ضعيفا او يتضاعف فمن الخطأ ان يأتي بعده من ينتهج نهجه ومع ذلك فان الاستاذ المالكي قد ركب الموجة مع سبق الاصرار والترصد وفعل ما فعل وكان يخشى من شيء مهم جدا هو خروج الشعب بمظاهرات غاضبة لأنها السلاح الوحيد الذي لا يمكن ان يواجه وقد لاحظنا ذلك وبصورة جلية في المظاهرات التي كان يقوم بها ابناء التيار الصدري في مناسبات عديدة فهي على الرغم من سلميتها ودستورية مطالبها الا انها كانت تدخل الرعب في كل اجهزة السلطة والحكومة وفي مقدمتها شخص رئيس الوزراء لذلك كان هذا الامر الذي يؤرق المالكي وخصوصا اذا كانت المظاهرات التي تخرج من غير طائفة المالكي الشيعية لأنه قد يستطيع ان يؤثر على سلطة اتخاذ القرار الفتوائي في الشيعة فيصدر امر بحرمة تلك المظاهرات او حرمة المشاركة فيها اما اذا كانت الجهة التي تخرج بالتظاهرات خارج هذه المنظومة فالويل كل الويل للمالكي وفعلا جاءت اللحظة التي خرج بها الشعب منتفضا وحدث ما كان يخشاه المالكي ففي هذه المرة خرجت جماهير اهل السنة في تظاهرات كان يرعب التفكير فيها شخص الاستاذ المالكي ولكن مع الاسف واقولها بمرارة حدثت الكارثة وحدث مالم يكن يحدث في الحسبان وهو ان هذه التظاهرات خرجت لسبب تافه وغير قانوني ويثير حفيظة الاغلبية من الشعب وهو اعتقال اناس متورطين بقضايا ارهاب رافعة اعلام لجهات خطرها يصيب اهل السنة قبل غيرهم وهي اعلام الارهابين في سورية واعلام تركيا وصور رئيسها واضف الى ذلك الشعارات التي كانت يرددها المتظاهرين كانت تفوح منها رائحة الحقد والكراهية والبغضاء وصعد المنصة اكثر من وجه قبيح لا يريد الخير لا لأهل الانبار ولا الى العراقيين بأجمعهم ثم بعد ذلك خرجت علينا الفضائيات بان رجل الدين السني المعروف والمتواجد في الاردن الشيخ عبد الملك السعدي سيقود المظاهرات مما زاد في امكانية ان تكون تلك التظاهرات طائفية بامتياز ولكن حدث امر عجيب فلقد جاء الشيخ السعدي بحديث اثلج صدور العراقيين وعلى اختلاف مذاهبهم وارعب قلوب الطائفيين والارهابيين فكان حديثه البلسم الشافي لكل جروح العراق قديما وحديثا وكان لدخول السيد مقتدى الصدر على الخط الاثر الكبير في تعضيد كلام الشيخ ومع ذلك لم يلتزم او لنقل لم يرق الامر للمحشدين للتظاهرة فكلام الشيخ العلامة لا يحقق اغراضهم بل سيدفع الامور الى التهدئة وقد يوحد العراقيين بدلا من ان يفرقهم واستمرت التظاهرات بطريقة سلمية جيدة وخفة حدة الخطاب الطائفي ولكن كانت المطالب او اغلبها غير دستورية او غير عقلائية او خارج سلطة الحكومة كل هذه الامور ارجعت للسيد المالكي صوابه وهدئت من روعه وجعلته في بحبوة من امره فالغول الذي كان يتوقعه بظهور المتظاهرين قد ولى وان الامر اصبح تحت السيطرة خصوصا بعد تخلي الزعامات السياسية المحرضة عن المتظاهرين واصبح موضوع التظاهرات ازمة كبقية الازمات التي اعتاد عليها السيد المالكي وستنفرج ان عاجلا او اجلا وبذلك استطاع المالكي ان يأمن السلاح الذي طالما ارقه في نومه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .