لم تمض يوم الا واهالي تلعفر النازحين في محافظات العراق من شماله الى جنوبه يقدمون قرابين الشهداء أسوة بأقرانهم من المكونات والاطياف التي تتكون منها المجتمع العراقي في سبيل الدفاع عن العراق ومقدساته .
منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش في منتصف الشهر العاشر من عام 2016 وابطال تلعفر الغيارى المنضوين في الشرطة الاتحادية وفي صنوف الجيش العراقي الباسل وفي تشكيلات الحشد الشعبي المقدس يقدمون الشهداء واحداً تلو الأخر بمحاور القتال المختلفة على جبهات الموصل والمناطق التابعة لها .
وكنتيجة حتمية لغدر العدو الداعشي بالكر والفر والهجوم بشتى الاساليب من سيارات مفخخة وقصف بالهاونات والعبوات الناسفة والتعرضات العرضية الراجلة مع السيارات المغلمة إذ لا تمر يوم والا تضجر الارض بالدماء الزكية لهؤلاء الابطال جملة وفرادى .
ولكن أن يستشهدا شخصان من أسرة واحدة وبوقت واحد وبمكان واحد نقطة تستحق التعرج عليها .. لانه شرف لا يناله الا من اختاره الباري لصفاء قلبه وايمانه العميق بالقضية السامية التي يبذل من اجلها الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك .
الشهيدان السعيدان ” قاسم عنقود البالغ من العمر ستون عاماً ونجله يوسف قاسم عنقود الذي لم يبلغ الثلاثون عاماً والمنتسبين لتشكيلات لواء الحسين حشد تلعفر ” نالا شرف الشهادة سوية يوم الاحد المصادف 19/ 2/2017 في تعرض لداعش لمقرهما في قاطع غرب تلعفر ليضيفا فاجعة جديدة ولكنها مفخرة ووسام تاج لأهالي تلعفر الذين قدموا ما يفوق ال (600) شهيد منذ نزوحهم في 2014 ولحد يومنا هذا في ساحات الوغى بالرمادي وتكريت والفلوجة والثرثار وجبال مكحول وغيرها من جبهات القتال المختلفة .
أن البطولات القتالية والملاحم العسكرية الفذة التي يسطرها القوات الامنية بكافة تشكيلاتها والحشد الشعبي المقدس في محاور القتال على القطعات المختلفة تبعث الأمل والتفاؤل بقلوب العراقيين أن النصر قادم لا محالة وأن طال الأمد وأنه يجب على الحكومة العراقية عدم التفريط بهذا الانجاز والسماح للمرتزقة من الدواعش السياسيين بتأجيرهذه التضحيات الجسيمة لمصالحهم ومنافعهم الشخصية .. والا فأن مصيرهم الزوال كأقرانهم من الدواعش المسفلين بأرض الوغى .