قيل الكثير عن مامتوقع من نتائج الانتخابات التشريعية في العراق و التي تم في 12 / 5 / 2018 ‘ وابرز ظاهرة من ماقيل هو ما يحاول تصويره بان العراقيين سينتقمون من ( الفاسدين ) الذين يسرقون كل شيء قابل للسرقة بما فية ( امل العراقيين ) ‘ ولكن كان ممكن ‘ في تلك الايام أن تقرأ في وجوه الكثيرين من الذين ( لاحول لهم ولا قوة ) الحزن لانهم كانوا يشعرون بما ( مهيء و مخطط ) خلف انشغال الناس بـ( الحرب على الفساد ) والتوجه الى بناء المؤسسات الدستورية الحقيقية .
اغرب ما كان في عملية الانتخابات هو ترويج غريب ومكثف يطمئن الناس بأن ( المفوضية المستقلة للانتخابات ” والعالم يعرف انها غير مستقلة بكل المقاييس حيث ومنذ تاسيسها يتم اختيار اعضاءها من قبل اطراف مشاركة في العملية السياسية ولكل منهم مرشح لايمكن ان يرفض ويمثل ذلك الطرف بكل قوة في برنامج عمل المفوضية ” وهي كانت يطمئن أنها بالمرصاد ضد اي محاولة للتزوير حيث صرف ” والله اعلم كم صرف ” الكثير لشراء الاجهزة الالكترونية العصرية ” ذو العقل الديكتاتوري لايقبل اللعب ” يمنع اي محاولة للتزوير اوسرقة اصوات المواطن ) ‘ ولكن لم ينتهي التصويت في بعض المراكز ‘ حتى رفع اصوات الجهات التي لها وزنها على الساحة بأن ألاجهزه الالكترونية اخترقت ونقل اصوات المواطن العراقي ووزعها حسب رغبة الاجهزة ” المصنعة من كوريا الديمقراطية ….وليس كوريا الديكتاتورية ” …!! ولله في خلقه شؤون …!!
وكلما تحدث هذه الامور ( الجريئة في العراق الجديد ..!! ) اتذكر تأريخ الاحزاب العراقية العريقة الوطنية من متخرجي المدار س العلمانية بيمينهم و يسارهم و شعاراتهم مالئة الدنيا وشاغل الاهوار والجبال طوال اكثر من مئة من جانب ‘ ومن جانب اخر ‘ أراجع صدى ( كل هذه الابواق الامريكية من اذاعات سوا و الحرة عراق ” طبعا منطلقين من واشنطن كعبة العشاق الامريكي الهوى وهم يدرسون العراقيين المعاني السامية للديمقراطية وتبادل الحكم بطريقة مايجري في البيت الابيض و اعداد اكثر من حاجة العراق من منظمات المجتمع المدني يعملون كخلية النحل في صفوف المجتمع العراقي يدا فعون عن حرية المرأه ومعنى الحكم المدني و يحاسبون بشفافية متميزه الفساد ويعلمون العشرات بل المئات من الشباب حرية الزيان ( بريكي والميوعة ) والملبس والاغاني و يساندون حيتان الحكم يروجون للحكم المدني و …..!!! وعندما تقراء نتاج جهود كل هولاء مجتمعة ‘ ترى التزوير بالشكل الذي يتحدث عنه ( اطراف العملية السياسية ) وترى الفاسدين في اوج قوتهم ويهددون من يمنعهم بشر الانتقام ‘ والشباب حدث بلا حرج في ” النوادي الملونه على طريقة الشوارع الخلفية في الغرب يمارسون ما لايمارس في عقر دار المصدر الاصلي في لندن و باريس و قمتهم الاعلى واشنطن ..ولاينسون تسجيل انجازاتهم وتوزيعها على ( تويتر و اخواته ..!! ) ليظهروا دون خجل وجه العراق المحرر منذ 2003 .
واتذكر تحليلي المعنون ( تمرس في الفتن ام انغلاق منظم لبقاء الحال على ماهو علية – ص 49 -62 كتاب الكرد والتحدي الظلم في الشرق الاوسط – طبعة السليمانية ) وهو تحليل كتبته عن دراسات تتحدث عن الشخصية العراقية ‘ منها دراسة ( الاستاذ باقر ياسين بعنوان : شخصية الفرد العراقي / ثلاث صفات سلبية خطيرة : التناقض ‘‘ التسلط ‘‘ الدموية ) وهانحن نقراء مايقال عن ( نتائج ارقى انتخاب اجري من خلال (العقل الالكتروني ) والذي يعتبر عملية خداعية مشينة بالعقل العراقي المسكين لاعادتة الى المربع الاول من الحيرة وعدم وجود ضوء لرؤيا واضحه حول مصيره اتذكر ما ختمنا به التحليل المذكور : ( …اذا ماذا كان يفعل منذ الثلاثينيات القرن الماضي المفكرين وقادة اليسار والوطنيين والديمقراطيين لمحاربة جذور التخلف والجهل والنعرات المذهبية في هذا البلد وهم طوال هذه السنوات كانوا يطبلون في العراق بشعاراتهم النضالية البراقة ؟ ) ‘‘ والان وبعد مرور 16 عام على ( تحرير العراق ) ليس فقط من الحكم الديكتاتوري كما دعوا ‘ بل بشروا الناس انهم يحولون عراق التاريخ الى مصدر مشع للديمقراطية في الشرق الاوسط ‘ ويحيون حضارة العدل وقانون الحامورابي …!! ‘ وبعد مرور هذه الاعوام نرى ان اسهل طريق لنشر الفساد هو الديمقراطية التي وضع حجرها الاساس الادارة الامريكية وعاونها ( بعضهم مباشر وبالمناصفة والاخرين غير مباشر) القوى الاقليمية المتنوعة في المنطقة ‘‘ الاستاذ الباحث يعتقد ان سبب عدم نجاح نهج الديمقراطي هو ازدواجية الاكثرية الجاهلة بين الناس في العراق ‘‘ ونحن اشرنا بان الذنب في كل ماحدث ليس ازدواجية الاكثرية الجاهلة بين الناس في العراق ‘ بل ان ذنب في كل ما حدث ويحدث هو ازدواجية الشخصيات السياسية الكثيرة في هذا البلد وبالتحديد الذين لم ياتوا على كرسي المسؤولية عن طريق تحقيق الشعارات البراقة كانوا يرفعونه بل جائوا على الحاضر لينفذوا ما اراده الد اعداء بلدهم ولشعبهم ولتاريخيهم وهم كانوا ( وعلى طول الخط ولحد الان ) مرتاحين لما فعلوه
حتى الانسان المبتدأ في الثقافة يعلم انه لاتبنى السلطة الديمقراطية الا من يكون مؤمن بها وليس من يدعيها‘ وهذا يعرفها الجميع ‘ أما في الوضع العراقي الحالي فان صقور الحرب الذين قرروا أسقاط ( الدولة واسسها ) كان هدفهم ( ولايزال وعلى المدى المنظور ..الى 2030 على ادنى فترة ) اسقاط الارادة الوطنية بشكل يصعب نهضته بالسرعة التي يتوقعها المخلصين لتاريخ والشعب العراقي ‘ وأن تحويل العراق ألى ساحة صراع اقليمي وتنافس او تدخل ادارة الشر الامريكي في هذا الصراع بشكل منظم هو احد المتطلبات التي تمنع هذا النهوض
فنتيجة الانتخابات الاخيرة إفراز لهذه السياسة امريكيا و اقليميا ‘ فنرى على الساحة ‘ ولكي تؤدي نتيجة هذه العمليه الى بقاء الحال على ماهو علية هناك ايران وبنشاط متميز ‘ وهناك الرغبة والمال الخليجي ‘ وهناك تحركات ايضا مدروسة من انقرة ‘ ومتوج كل هذه التحركات بمباركه وتأثيرالتدخل الامريكي بل تعلب دور مخطط لضمان التوازنات بين كل هؤلاء في حدود يضمن الهدف الامريكي اساس او يمنع اصطدام بين مصالح الجميع من في الساحة ‘ ويخدع نفسه من يعتقد أن الادارة الامريكية تحارب ( باي شكل جدي ) الوجود الايراني في العراق …!!
من افرازات هذه الصورة أن كل من يشترك في الانتخابات في العراق منذ 2003 ( عدا بعض الاستثناءات ) عند البدء بالعملية ‘ يتجهون الكل بحسب حساب ( الربح والخسارة في التحالف خارج الارادة الوطنية العراقية ) للتاثير على النتائج ( ملاحظة : اكثر من 160 من اعضاء البرلمان العراقي لهم الجنسيات المزدوجة …!!!) وجهدهم يهدف خدمة مصالح تلك القوى الخارجية المتصارعة على ارض العراق وليس مستقبل ( توجهات الديمقراطية لبناء ارادة العراق ‘‘ ألا قليل منهم وهم محاصرين بمجربين في خدمة الخارجية التي يُراد للقوى المشاركة في الانتخابات أو «الفائزة» فيها خدمة مصالح محورين قوييْن من خارج البلد.
اكيد ‘ أن المواطن يُشارك في «الديموقراطية» التي تتطور تاريخياً ‘ في العراق ‘ ومن بعد الانقلاب العسكري في 1958 حيث اسقط تجربة البناء ارادة الامة العراقية ‘ لم يحصل أن يجرى عمل منظم لتلك المشاركة بشكل منظم يدعم التوسع الوعي للمواطن بضرورة ذلك ‘ ومنذ ذلك الوقت تحول العراق بابا مفتوحا ( بشكل واسع احيانا و اقل في بعض المراحل ) للتدخل الاجنبي وضعوا اسس و نظموا العمل ‘ لذا نرى وبوضوح أن نتائج عمليات الانتخابات ( لحد هذا الوقت ) تاتي بشكل او اخر على وقع التدخل الخارجي ‘ وصح من قال حول الموضوع : ليست نتائج الانتخابات فقط بل النتائج المترتبة على العملية الانتخابية لجهة أن ما كان هو ما سيكون وأن موارد البلد إما ستُهدر أو أنها ستؤول في نهاية النهار إلى قوى خارجية مرئية أو غير مرئية. أما البلد على ما يعنيه البلد كدولة ومجتمع وحقوق وتوزيع للموارد فيصير أسيراً أو رهينة التحالفات وترتيب المصالح بين قوى في داخل البلد وقوى خارجها. وتكون عملية الانتخابات غطاءً كلامياً وسياسياً وقانونياً لهذه الترتيبات.
وقبل الختام : تقول الحكمة / عندما تعرف أن احلامك تحولت الى تراب فاعلم انه حان وقت الكنس … والله اعلم.