أجريت الانتخابات – و يا ليتها لم تكن تُجرى لأنها لم تكن انتخابات شرعيّة بسبب نسبة المشاركين فيها و التي وصلت للربع نتيجة رفض وغضب الشعب العراقي الذي هو الآخر و رغم فقدان وعيه و ضعف درايته لكن بفطرته رفض الوجوه التي حكمت, على أي حال, جاء دورك آلآن يا أيُّها المقتدى, فهل أنت لها؟
بعد ما صرّحتَ اليوم بقولك: [إنّ العراق مُقبل على تشكيل حكومة تكنوقراط، ستكون باباً لرزق الشعب ولن تكون هناك “خلطة عطار” بل حكومة تكنوقراط تكون باباً لرزق الشعب ولا تكون منالاً لسرقة الأحزاب].
كلام رائع و جديد على مستوى العراق حقاً من قبل مسؤول كبير وفيها سبق إنسانيّ علويّ لكونك يراد منه مصلحة الناس؛ كل الناس بآلتساوي و بلا فرق في الأمتيازات والرواتب بين مدير و موظف و سيد و عاميّ ورئيس و مرؤوس و حاكم و محكوم و شيخ و سيّد و مرجع و مُقلد, بل الكل متساوون في الحقوق و الامتيازات والرواتب, و هذا هو نهج عليّ بن أبي طالب(ع) المظلوم حقاً, لكن …لكن كبيرة بحجم العراق:
لكن كيف يُمكنك أنْ تُطبق هذا القانون ألسّماوي العلويّ و الفاسدون قد سرقوا أموال العراق حتى جعلوه مديناً بعشرات بل بمئات المليارات من الدولارات مقابل شرائهم و ذويهم العقارات و الشركات في لندن و أوربا و أمريكا و دول الجوار, ومنهم من كان يعمل بإسمكَ و بإسم عائلة الصدر, و أوّلهم السيد بهاء الأعرجي الذي لم يُسحب منه حتى مليون دولار و كانت عقوبته فقط شهرين سجن من قبل سماحتكم؟
خلاصة الكلام هو: ألعدالة العلويّة و لا حتى دونها؛ لا يُمكن أنْ تَتَحقّق و أموال العراق مسروقة لدى أكثر من 300 حزب و حركة و كيان و مازال النزيف جارٍ بين أعضائهم الجهلاء الأميون الذين صاروا مثالاً للنفاق و الكذب و الدّجل و العمالة و أكثرهم يسكنون أوربا و أمريكا و دول الجوار!؟
لذلك لا سبيل إن أردت تطبيق عدالة عليّ(ع) إلا بتصفيه حسابات أعضاء الأحزاب الفاسدة التي حكمت(1) كخطوة أولى وإلا فآلأصلاح مستحيل مع النزيف الذي جعل العراق أضعف دولة وهو الأغنى في العالم!
فيا أيها المُقتدى : هل أنتَ لها؟
أم المناصب و الأموال ستحجب قلبك كما مَنْ سبقكَ عن رؤية الحقّ و حقوق الفقراء كما حجب قلوب 320 حزب و حركة كان المقياس الحزبي الجاهلي عندهم هو المعيار لتقيمهم, و يا ليتهم كانوا حركيين حقييقين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألتفاصيل في الهمسة الكونيّة برقم (198):
320 ماكنة لتوليد ألجّهل في العراق: في العراق 320 ماكنة حزبيّة “آيدلوجية” دَأَبَتْ على تفريغ الجّهل والعتمة والفساد والبطالة المقنعة؛ فكيف يُمكن أنْ يتقدَّم بلد يُعيل هذا الكمّ الهائل من العاطلين الأميين فكريّاًّ وعلميّاً وأخلاقيّاً, لهذا سيزداد الفقر والأرهاب وآلظلم بأنواعه ومستوياته بدءاً بآلسياسيّة والأمنيّة وإنتهاءاً بآلخدميّة رغم إنّه البلد الأغنى في العالم ولا خلاص إلا بتحذيرها ومحاكمة قادتها آلأرهابيين كرؤوس فاسدة مُفسدة أشاعتْ النفاق وآلجّهل والتّخلف والأنانيّة والفقر والمحاصصة لسرقة الناس, لذا لم يكن غريباً حين تحوّلَ أقدم حزب كحزب الدّعوة إلى حزب أللغوة والجّهل والنفاق وآلأميّة الفكريّة بسبب “ألدُّعاة” المنافقين ألذين دُمجوا و لم يكونوا حتى ضمن الحركة وما زالوا عالة و ثقلاً على كاهل المجتمع.