22 نوفمبر، 2024 10:58 م
Search
Close this search box.

فظائع داعش ومأساة اليزيدية

فظائع داعش ومأساة اليزيدية

عرض كتاب\ مجلة الإيكونيميست
” الفتاة الاخيرة: قصتي مع الاسر ومعركتي ضد الدولة الاسلامية” \نادية مراد وجنا كراجيسكي
هذ الكتاب كتاب مؤلم ومثير للغضب. وسيجد العديد من القراء اجزاء كثيرة منه صعبة على الهضم. ولكن أي شخص يريد فهم ما يسمى بالدولة الاسلامية عليه او عليها قراءة هذا العمل. الجهاديون الذين حتى مؤخرا كانوا مسيطرين على اجزاء كبيرة من سوريا اكتشفوا طريقة تجنيد مشينة وبارعة ايضا . فقد حثوا مقاتليهم على السبي والاستعباد الجنس واقناعهم انها من اعمال الفضيلة وليست من اعمال الرذيلة
وكانت نادية مراد واحدة من اللاتي وقعن في السبي وتم استعبادهن جنسيا. حيث جاء الجهاديون الى قريتها في العراق وذبحوا كل الذكور البالغين من ابناء جلدتها كما ذبحوا النساء اللاتي اعتبروهن كبيرات في ا لسن وغير صالحات للممارسة الجنسية . ومن بين الضحايا اخوة نادية مراد ومن المرجح ان تكون والدتها كذلك حيث لم تكن نادية متأكدة من مصيرها . واخذت نادية وكان عمرها 21 سنة الى سوق السبايا في الموصل ( و عندما دخل اول رجل الغرفة بدأت الفتيات بالصراخ )
تم بيعها الى قاض من قضاة ما يسمى بالدولة الاسلامية وكان رجل نحيف القامة ناعم في كلامه وكان واجبه في الدولة الاسلامية اصدار احكام الاعدام بحق اناس لارتكابهم اتفه المخالفات . وكان يغتصبها كل يوم ويضربها عند ما لا يريضه تنظيفها للمنزل او عندما يكون منزعجا او متعب من يوم عمله او عندما كانت تغمض عينيها بينما كان يغتصبها.
حيت انه كان يعذبها و يرتكب ضدها اقسى الحماقات وكان يقول ان ما يقوم به هو ليس حرام وانما من صالح الاعمال ومن اعمال الحق . وكانت الدولة الاسلامية قد نشرت قواعد وقوانين بخصوص السبي تقول بها بصراحة ان الاسرى من الكفرة ملك للمسلمين ويجوز اغتصابهم دون الشعور بالذنب. ونادية مراد امرأة يزيدية . وتعتبر اليزيدية من الاقليات الدينية التي يكفرها ويبغضها الجهاديون بشكل خاص . حيث كان يعتقد الجهاديون انه من واجبهم هم ابادة هذه الديانة القديمة من خلال قتلهم واجبارهم على اعتناق الاسلام.
“انت السبية الرابعة” هذا ما ابلغها به القاضي .” اما الثلاث الاخريات فهن مسلمات وفعلت معهن الشيء نفسه “. الايزيدون كفرة وهذا هو السبب وراء معاملتنا لهم بهذه الطريقة كي نساعدهم .” وبعد ان انتهى من الحديث امرني ان اخلع ملابسي .
سيجد قراء هذا الكتاب ان منطق\تفسير الجهادين لهذا الامر محير وفي نفس الوقت غير منطقي. حيث ان القاضي يقول من ناحية : انه مسموح له استعباد نادية مراد لأنها غير مسلمة . ومن ناحية اخرى اجبرها على اما ان “تتحول” الى الاسلام -امرها ان تنطق الشهادة “- طريقة التحول الى الاسلام ” او الموت . وبعدها استعبدها على أي حال رغم تحولها الى الاسلام . . وقال لها لا جدوى لها من الهرب لأنه اقاربها من الرجال سيقتلونها لفقدانها عذريتها اولا و ولاعتناقها الاسلام ثانيا.
الا ان نادية حاولت الهرب مرات. ففي المرة الاولى تم القبض عليها في الحال . وعاقبها القاضي بجعل الحرس يغتصبونها اغتصابا جماعيا. وبعدها باعها الى جهادين اخرين.
وعادت نادية وهربت مرة اخرى ….وهذه المرة كان حظها احسن. فقد هربت في الظلام الى احد الاحياء الفقيرة وطرقت باب احد الدور دون تعيين . وفي اجزاء من الثانية قررت هذه العائلة مساعدتها على الرغم من معرفة كونها يزيدية ويمكن ان تكلف حياتهم جميعا . واشتروا لها بطاقة هوية مزورة وهربوها بتاكسي خارج الموصل مدعيين انها زوجة اجد ابناءهم. وفي احدى نقاط التفتيش شاهدت نادية صورتها ومكتوب معها ” مطلوبة” لأنها سبية هاربة .. ولم يكتشفوها لأنها كانت مرتدية النقاب حيث تردد الجهاديون في تفتيشها في نقطة التفتيش لان ذلك يعتبر اهانة لاخ عربي مسلم سني في اجبار الكشف عن وجه زوجته لذلك لم يتم التعرف عليها.
هربت نادية الى كركوك وبعدها الى المانيا . والان هي تقوم بجولات في جميع انحاء العالم كشاهدة على بربرية ما يسمى بالدولة الاسلامية وتحث محكمة الجنائية الدولية لمتابعة و معاقبة قادتها لارتكابها الابادة الجماعية .
هناك امل في قصة نادية مراد . فقد انهارت دولة الخلافة. وفي الاشهر الاخيرة طرد مقاتلوها من معظم الاراضي وتم تحرر المراكز السكانية الرئيسة التي كانوا يسيطرون عليها. كانت رؤيتهم وطرقهم في التعامل مروعة وشنيعة بحيث جعلت أولئك الذين كانوا من المحتمل ان يكونوا من مؤيديهم ان يقوموا بغير ذلك, وفي مثال واضح على ذلك تقول نادية مراد ان حماتها هربت من السبي لأنه زوجة آسرها كانت سئمت وضجرت من تعذيب الفتيات الايزيدات و ابلغت الطيران الامريكي بمكان تواجده وقصفه
الا انه من الصعب ان يكون الانسان مرتاحا وفرحا في مثل هذه الاوضاع. نادية سلمت بحياتها ولكن العديد من افراد عائلتها لم يسلموا. حيث يقوم\ تقوم احد اقاربها في الاسر وتم غسل دماغه او دماغها من طرف الدولة الاسلامية بالاتصال بها وتهديدها. . وقد تخلى الايزيدون عن عاداتهم وتقاليدهم وبدأوا يتقبلون الالاف من الشابات اللاتي لم يعدن بعد من العذارى .. ولكن قام الجهاديون بخلق سابقة مرعبة بحيث اصبح بمقدور الغلاة من الايزيدية تكوين جيش من الشباب بإخبارهم: ان بديهياتهم ودوافعهم اليزيدية الصارمة مقدسة لا يمكن التخلي عنها
ترجمة
A.J. Hassan

The Last Girl: My Story of Captivity, and My Fight against the Islamic State. By Nadia Murad and Jenna Krajeski. Tim Duggan Books; 306 pages; $27. Virago; £18.99.

أحدث المقالات