17 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

ذنّي الصمونات أحطهن بيا حلك

ذنّي الصمونات أحطهن بيا حلك

فرن الصمون مزدحم جداً والطابور طويل تجاوز السوق، كنت اقف خلف ( إياد) وإياد شاب سمين جدا وهو من عائلة تتمتع بالوزن الثقيل، أمه أكثر ضخامة منه وأخوانه الصغار أيضاً وأبوه والداهية الكبرى (حبوبته) أم أبيه، اقترح صاحب المخبز ان يعطي كل زبون (صمونا) بالف دينار فقط، حتى يستطيع ان يرضي الموجودين جميعاً، ولما كانت العائلة التي ينتمي اليها إياد تختلف من حيث الوزن اعترض وقال للفران: ( صمون بألف ابيا حلك احطهن، بحلك حبوبتي لو بحلك امي لو ابحلك ابوي)، الشيخ مهدي الكربلائي ممثل المرجعية ربما أنقذ الموقف حين خرج للانتخابات فتغيرت على غفلة قناعة الجماهير المقاطعة، وهذا من شأنه ان يعيد نفس الوجوه الى مسرحنا المتداعي، لقد إنبحت اصواتهم في الدعوة الى المشاركة ولكن لا احد يستجيب وان الشعب قرر ان يفشل من يريد سرقته تحت مسميات كثيرة، يتهافت ويقف أعوان المرشحين عند كل مركز انتخابي لإقناع الناخبين وهم يحملون كارتات أسيادهم ويباشرون الدعوة اليهم، خرجت لأتفقد الأمر ورأيت جل الناخبين من الشيوخ والعجائز الذين اخترعوا ان من لا يخرج الى الانتخابات سيقطعون عنه الحصة التموينية، وهؤلاء أكثر خشية من سواهم على الحفاظ على البطاقة التموينية التي تآكلت ولم يبق منها سوى اسمها المتداول بين الناس، المرجعية أعطت الحق لمن يقاطع ولكنها امتثلت لتوسلات السياسيين أخيراً فأخرجت ممثلها لإختيار المجرب الذي نهت عن انتخابه.

هؤلاء الناخبون الذين يشبهون الى حد كبير ( بركان جامع الازبكيه) هم الوحيدون الذين قطعوا مسافة قصيرة للوصول، بينما تجد المراكز الانتخابية خالية ونسبة المشاركة وصلت الى 15 بالمئة حتى الساعة الثانية من بعد الظهر، لم يبق على هذه الممارسة التي ستعيد ذات الوجوه سوى ساعات قليلة وبعدها ستبدأ رحلة الشعب مع العذاب ثانية، هذه المرة وحين لم يعاقبهم الشعب سيأكلون الأخضر واليابس وستبقى ( بركان جامع الازبكيه) على حالها فهذه البركان درجت ان لا احد يهتم بها فهي مكسورة القبضات والبلبولات ولذا أصبحت تطلق على كل مجموعة متهالكة، فيقولون هؤلاء يشبهون بركان جامع الازبكية، ربما ارتفعت النسبة بعد خروج الكربلائي وتصريحاته لقنوات التلفزيون والفضائيات، وربما وصلت فيما تصل اليه الى ثلاثين او اربعين في المئة، ولكن تبقى هذه الممارسة المختلفة جرة اذن كبيرة للمرشحين وانذار اخير لمن يريد ان يثرى على حساب الشعب، فهذه المرة رفض وفي المرات المقبلة ستتغير طريقة الشعب العراقي من المقاطعة الى ربما اكبر منها بكثير، 16 سنة ونحن نرى نفس الوجوه وكانها ديكتاتورية الديمقراطية العراقية، وعسى ان يعي السياسيون الدرس فلا يرشح اي منهم في الدورات المقبلة فقد كرههم الشعب ولم ير على وجوههم خيراً، لم ير سوى الموت والانفجارات والفقر والفوضى التي التهمت كل شيء، عشائر وعصابات ومسلحون من كل اتجاه، وويله من يحاول ان يعترض على تصرف او ممارسة تافهة من ممارسات هؤلاء، كنت اود ان تبقى النسبة تشير الى 15 بالمئة، لأرى باي حلك سوف يضعون هذه الأصوات، (بحلك فلان لو بحلك فلتان)

أحدث المقالات