17 نوفمبر، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

أيهما الخطأ التاريخ أم الجغرافيا

أيهما الخطأ التاريخ أم الجغرافيا

نحن البقية البشرية في العراق , على ما نرى يجري نتساءل هل صحيح أن أبا الأنبياء إبراهيم الخليل وأحفاد الأنبياء والرسل والصالحين عراقيين ؟

وهل صحيح نحن أحفاد السومريين والبابلين والآشورين أصحاب الحضارات القديمة

وهل عدالة علي بن ابي طالب (ع) وتضحية الحسين والأبناء والأحفاد من ورثة النبي محمد ( ص) قامت على هذه الأرض ؟ وهل كل هذه المراقد والشواهد لرجال عاهدوا الله وأفنوا أنفسهم من أجل إعلاء دين الله وعاش أجدادنا معهم ؟

وهل فعلا أن نبوخذنصر باني الجنائن المعلقة كان عراقيا وعاش في الحلة الحالية , وحمورابي صاحب مسلة القوانين ال 282 عراقيا , وشرع قوانيا يوم كانت الدنيا لا تعرف غير لغة الغاب ؟

ترى كم نزهو ونفرح حين نقرأ أن بغداد عاصمة الدنيا وطلاب العلم يأتونها من مشارق الأرض ومغاربها ؟

هكذا يقول التاريخ لكننا على أرض الواقع لا نجد ما يوحي في واقعنا إننا ورثة تلك الحضارات والرجال وسلوكنا لا يتناسب مع أبسط مفاهيم القيم السائده في بلدان تكونت لاحقا لكنها بنت قيما ومعارفا وخلقت تعاملا مهذبا يصل لدرجة ما نقرأ كيف كان عليه الأنبياء والرسل والصحابة .

وإذا كان حمورابي هو المشرع الأول في العالم لماذا نخاف التزوير ولا نثق ببعضنا ونحن ورثة الآباء والأجداد الصالحين وأرضنا مشى عليها المتنبي والرصافي والشبيبي وغيرهما كثير , لماذا استنجدت الحكومة العراقية المتدينة التي هدفها تطبيق قوانين السماء وتنتفض لنفسها من المظلومية التي اضطهدتها 1400 سنة بقانون سانت ليغو , كي تنتخب ممثلين لأحفاد ملوك سومر وأكد وبابل وآشور ؟

لماذا نحسد من هرب من البلاد وعاش في أرض الله حيث يحترم الإنسان هناك إذا كانت أرضنا مهد الحضارة الأولى ترى من دفع كرة الحضارة إلى الحضيض العراقي

من باع نزاهة علي بن أبي طالب وإستشهاد الحسين (ع) وجعل منها خرقة تبرك للسذج من الناس من أجل أن يثري باسم الدين والمذهب , ويصعد لقبة البرلمان وهناك يشرع قوانين لاستباحة البلاد والعباد ؟

أين الكرم العراقي وملايين الفقراء يبحثون عن لقمة عيشهم بين الأزبال أليس نحن من يتمجد بكرم حاتم الطائي وجد الفرزدق , أليس الله قال عن إمامنا علي بن أبي طالب (ع) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ؟.

إذا ما خرجنا من العاطفة للعقل والتمحيص , فإن هناك خطأ أما أن يكون هذا التاريخ ليس تأريخنا , وأما أن الجغرافيا خدعتنا بأرض ليس أرضنا ؟.

وصرنا نتفاخر ونمجد وينفلت من وهبهم الله لسان المدح يمدحون إمعات لا تفقه من الدنيا شيئا , ونحن على مفترق طريقين أما البقاء على التفاخر والإرتقاء لمستواه في التعامل اليومي , وأما السكوت والإرتهان وعدم خلق ضجيج فارغ لجيل يعيش في الخيام ويأكله البؤس ونحن نصرخ يوميا :

نحن أمجاد الحضارة .

أحدث المقالات