تحت عنوان لجاج الخنفساء ولجتها والحاحها، يحكى ان إحدى الأميرات الهنديات قد أودعت في احد البنوك، مبلغاً من المال، اشترطت ان يصرف نماءه ممثل حكومة بريطانيا على المحتاجين الذين يتقدمون بتوصية من عالم من علماء النجف، وكان العلماء في النجف يتحرجون من كتابة الرقاع في الوصية بإعطاء شيء من هذا المال لأحد، لأن أصله فائدة، والفائدة ربا والربا حرام، ولأن توزيعه يتم بواسطة شخص غير مسلم، ولم يكن العلماء على نسق واحد، فإن البعض لا يتحرج من كتابة الوصية بشأنه وهؤلاء كانوا يسمونهم ( علماء الحفيز)، إشارة الى الأوفيس وتعني دائرة السفير البريطاني، واحتاج بعضهم وكان لجوجا ملحاحا الى بعض من هذا المال، فقصد احد العلماء وطلب منه رقعه ليأخذ نصيبه من مال (الحفيز)، وامتنع العالم، ولكن الرجل لم يرتدع، وظل ملازما للعالم، فكان اذا خرج من بيته أبصر الرجل واقفا ببابه، واذا جلس للدرس او الوعظ وجده أمامه، واذا عاد الى داره وجده قاعدا بباب الدار، حتى فرغ صبر العالم، فناداه وأجلسه، وكتب له الرقعة بالوصيّة، سلمها له وسجد لله شكراً، ثم قال للرجل: أتدري لِمَ سجدت لله؟ قال الرجل: اجل لأنك قضيت حاجتي، فقال العالم: لا، سجدت لله شكرا، لأنه لم يلهمك ان تن….، فانك لو فكرت بذلك لما كان انجازه صعباً عليك، وأنت بمثل هذا الإلحاح واللجاجة، وهذا الرجل يشبه الى حد ما بعض الكتل السياسية او التيارات المسلحة التي لو الهمها الله ان تن…. الناس لفعلت، ولكن على الشعب العراقي ان يسجد لله شكراً في انه لم يلهمها ذلك.
وهذه الكتل او الجماعات او الأحزاب ( لبنها يتحمل مي)، فهي تحوي من الشبهات الكثير الكثير، ولكنها سيطرت على الناس بالقوة والجريمة والمغالطات، والكتاب مفتوح وعلى الذين يبحثون عن السقطات سيجدون الأطنان والأطنان، ومع هذا تجد صمتاً مطبقاً تجاهها اما خوفاً او نفاقاً او لفائدة معينة، لم تكد تبدأ الانتخابات في فرعها الخاص حتى تعالت الأصوات بان الفوز سيكون حليفاً لها، ولا ادري هل فتحوا صناديق الاقتراع في الساعة العاشرة صباحا وتطلعوا الى الفائزين وبدأوا بالمباركة، ومع صيحات التهليل والتكبير بدأت الاتهامات من ان التزوير سيحرم الكتلة الفلانية والحزب العلاني من الفوز، نفس السيناريوهات تعاد في انتخابات قل نظيرها فهي انتخابات لا يرجو منها احد الإنصاف او التغيير، وهي من الوساخة حتى ان الذيب والحمل تحالف فيها تحت علم واحد، ولذا اختلط الأمر على الشعب بعد ان غزت الفيديوات الفاضحة الأسواق لمرشحين ومرشحات يعتبرون أنفسهم من النخب المثقفة او النخب الأكاديمية، ونحن لا نستغرب ابداً من هذه التصريحات فكل حزب بما لديهم فرحون، وعلماء الحفيز وجدوا من يكثر اللجاجة والإلحاح في الحصول على فتوى او في الحصول على المباركة، ومن ثم جاء دور الإعلام المضلل الذي صار طوع بنان كل مدعٍ وضال، فاختلط الحابل بالنابل وفعلاً ستكون هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها في حجم الخسائر المادية وهبوط المعنويات من ان الآتي أعظم بكثير من السابق بوجود (علماء الحفيز).