يعتقد أغلب الشعب العراقي أن الحالة التي يمر بها البلد هي حالة نادرة لم تمر بها باقي البلدان، ولكن حقيقة العديد من الدول عانت من أوضاع أسوء بكثير من أوضاعنا الراهنة، مثل البرازيل والأرجنتين وسنغافورة وماليزيا، طبعا إذا استثنينا نكبة داعش.
التغير بهذه البلدان كان عن طريق صناديق الاقتراع ولم يكن بانقلاب عسكري، كما يتصور البعض انه الحل بالعراق ففاقد الشرعية لا يمكنه تطوير البلد أو تحقيق الرفاه لمواطنيه.
مهاتير: لقب أطلق على صاحب النهضة الماليزية ويعني الاب الروحي، تقلد رئاسة الوزراء بظرف صعب جدا فماليزيا عدد سكانها مقارب للعراق، وتحوي ثلاث اعراق رئيسية: ملاوي وهنود وصينين، ولا تمتلك موارد كافية لتغطية احتياجات شعبها، والبلد كان غارقا بالفقر و الفساد، وعلى شفا حرب أهلية.
مهاتير أحدث ثورة باقتصاد البلد، واعتمد على الاستثمار لبناء البنى التحتية، وطور السياحة، وركز على التعليم، فصرف مبالغ هائلة لتطوير البحث العلمي، والنهوض بواقع الجامعات الماليزية، حتى أصبحت تنافس الجامعات العالمية ومركز استقطاب للطلبة الأجانب يجلب دخل أضافي للبلد.
كما ذكرت سابقا فمهاتير وصل الى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، فتواضعه وافكاره وانجازاته قبل الانتخابات كانت دليلا كافية لإعطائه الثقة من قبل الناخب الماليزي، فلم يتم انتخابه على أساس عرقي او طائفي، ولم تقتصر تحالفاته على الملاوي بل تعدته الى الهنود والصينين من أبناء شعبه
لم تستطع الانتخابات في العراق من إيصال شخص يتبنى نهوض العراق، والسبب عدم وجود قيادة مقنعة سابقا، والانتخاب على أساس طائفي او عرقي او عشائري، او الحل الاسهل وهو الامتناع عن التصويت بأغلب الأحيان، ويأتي السؤال المهم لدى الناخب العراقي من انتخب.
الكابينات الوزارية السابقة، احتوت على مزيج منوع من الشخصيات: حزبية، مستقلة، إسلامية، شيوعية وتكنوقراط، أغلبهم أثبتوا فشلهم بإدارة وزاراتهم، اما بسبب عدم الكفاءة، أو الاستسلام للضغوط الخارجية، عدا شخص واحد برز بوضوح، لتواضعه وانجازاته المميزة رغم الضعف الذي كانت تعانيه وزارته، وظرف التقشف الذي مر به البلد، هذا الشخص هو وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان
رغم كل ما تعرض له من هجوم وتسقيط وضغوطات، استمر بعمله بصمت وتواضع يظهر دائما محاط بفريق عمله بدلا من افراد الحماية والجلاوزة المنتفعين، شخص اثبت ان ولائه للعراق أولا ولعمله ثانية، مثل هذه الشخصية ممكن ان تنقل العراق الى نهضة اقتصادية كبرى، قد تتجاوز ماليزيا بمراحل بسبب الفرق في حجم الموارد بين البلدين.
ويبقى القرار بيد الناخب العراقي بإيصال مهاتير العراق الى سدة الحكم او إبقاء الوضع على ما هو عليه لأربعة سنين أخرى.