مع خارطة الطريق التي اعلنتها المرجعية العليا الجمعة الماضية وتأكيدها على عدم انتخاب الفاسدين فأنها تكون قد وضعت مسؤولية كبيرة على عاتق الناخبين العراقيين في مقاطعة المجربين من المسؤولين والنواب الذين تم انتخابهم في اوقات سابقة ثم تخلوا عنهم ولم يوفوا بوعودهم لهم وانما كانت جهودهم منصبة للحصول على اكبر المكاسب الشخصية المادية والمعنوية الذاتية.
واذا كانت توجيهات المرجعية قد طرحت خطوطا عريضة للعراقيين وانارت طريقهم وهم يتقدمون الى صناديق الاقتراع ليضعوا فيها خياراتهم وامالهم فيمن سيختارون فأنها تكون قد الزمتهم بالابتعاد عن التصويت للمجربين الذين تأكد بالتجربة الملموسة وبوقائع الاحداث على الارض انهم لايمتون لمصالح الناس ولا لتطلعاتهم بأي اساس وهم كثيرون طفوا على سطح العملية السياسية خلال السنوات الخمسة عشر الاخيرة.
وفي حين ادت المرجعية دورها في توجيهاتها العامة هذه فأنه يبقى على الحريصين على العراق وشعبه دور مكمل في تنفيذ تلك التوجيهات من خلال القاء الضوء على سيرة وسلوكيات من قصتدهم وحذرت منهم واحدهم هو رئيس لجنة النزاهة البرلمانية في اول مجلس نواب اعقب سقوط النظام السابق صباح الساعدي .
فبعد ان فشل الساعدي في انتخابات عامي 2010 و2014 ومنعه الناخبون من الحصول على مقعد برلماني من جديد نقل عضويته من حزب الفضيلة الى التيار الصدري ومن الترشح في البصرة الى التقدم الى الانتخابات عن العاصمة بغداد على الرغم من انه لم يقدم الى البغداديين اي مكسب كما لم يحقق لهم اي مطلب ينادون به.
فقد جاء هذا التصرف لصباح الساعدي بعد ان قرر حزب الفضيلة عدم ترشيحه سابقا للانتخابات الى حين تولد قناعة تامة به وبما يمكن ان يقدمه من خدمة للناخبين ما يعني ان الحزب نفسه قد كشف فشل الساعدي ونأى بنفسه عنه بعد ان جربه وأختبره. وهو اجراء جاء تطبيقا لقول المرجعية العليا في وقت سابق بأن المجرب لايجرب وحيث لم يجد الساعدي للتغطية على فشله هذه سوى الانتقال الى خانة سياسية جديدة.
لكنه يبدو ان صباح الساعدي لم يكن موفقا في خطوته هذه ايضا فأن للتيار الصدري الذي رشح الساعدي ضمن قائمته جماهير واعية وعارفة ببواطن الامور ومصرة على تنفيذ شعارها “شلع قلع” لكل الفاسدين ولايمكن ان تتخلى عن مبادئها في مواجهتهم واسقاطهم .. فهل نقدم له تعزية مبكرة على هزيمته المؤكدة المنتظرة .. أم نقدم تهنئة للصدريين ومعهم كل العراقيين الشرفاء الذين سيمنعون الفاسدين من تصدر المشهد السياسي .. مجددا!.