يُعدُّ دورُ المرأة في المُجتمعِ كبيراً جدّاً وذا أثرٍ بالغ الوضوح كما أنّه دورٌ حسّاسٌ جدّاً وإنّ تحييد دورها وابتذالها واستغلال قدراتها بشكلٍ يفوق قدرتها واستنزافها يقودُ لضياع المُجتمعات وتَشتُّتها وهدم الأسَر وتقويض بنائها و من ابرز أدوار المرأة وإسهاماتها في الحياة و المُجتمع هو تقديم الخدمات لأبناء المجتمع و الذي يشملُ الكثير من الأدوار الفرعية التي باستطاعة المرأة أن تؤديها في مُجتمعها و من هذه الأدوار العمل في الجوانب و المجالات التي تبرع فيها المرأة و ترغب فيها و أخذ العلم المناسب و الكافي الذي يُرشّحها للعمل بكفاءة في هذه المجالات و تستطيع المرأة توعية النِّساء اللواتي تعرّضن للإساءات من قبل الرجالوتعليمهنّ حقوقهن الشرعية و عمل الأعمال الخيرية و تخصيص جزء من وقتها لذلك لما للمرأة من امتيازات وقدرات وسماتٍ شخصية و نفسية فقد أثبتت البحوث العلمية أنّ قدرة المرأة العاطفية هي أهمّ صفاتها مما يسُاعدها على التّعامل مع بعض الحالات التي لا يستطيع الرجل التعامل معها كالحالات التي تخصُّ النّساء وما يتعلق بهنّ من اضطهاد وتعنيف لقدرتها ومهاراتها في الإقناع والتواصل والتأثير واستشارة العواطف فالمرأة تستطيع أن تتولّى الكثير من المؤسسات والهيئات الرسمية التي تُعنى بالأمور الأسرية والاجتماعية و الحقوقية بكفاءة و احدى هذه المميزات المهمة لدى المرأة هي توطيد العلاقات بين أفراد العائلة والمجتمع من خلال تُشجّيع زوجها وأباها وإخوتها وعائلتها أجمع على صلة الأرحام ومشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم وزيارة المرضى مما ينشر المحبّة والتعاون فتقومُ الأجيال على المبادئ السامية وقيم الإسلام الحسنة والمحبة والود ان النهضة العلمية للمرأة لعبت دوراً كبيراً في إعلاء النّهضة العلمية في المُجتمعات حيثُ كان للمرأة حضورٌ واسعٌ في المُجتمع الإسلامي منذُ ظهوره فقد كانت بمثابة المُعلِّم و المُتعلِّم كما كانت تُقصد ليُؤخذ العلم عنها و لنا اسوة نحن النساء بسيدتنا خديجة الكبرى التي دافعت عن الرسول الكريم محمد (ص) و انفقت ما تملك من اموال التي كان تجار مكة يقترضون منها من اجل إعلاء كلمة الإسلام و كذلك ما فعلته فاطمة الزهراء عليها السلام من خلال تعليم الامة مبادئ الإسلام الحنيف و برزت الخنساء في مجال الشعر و الادب و كثير من النساء اللاتي برزن في مجال العلم و الادب و الثقافة و الشعر و الرواية و في كافة المجالات ان واقع المرأة ودورها في المُجتمع في صنع القرار في الدول العربية و الاسلامية لا يتجاوز الـ (6%) بينما نجد دور النساء في صنع القرار في الدول الاسكندنافية يتجاوز الـ (40%) و في اوربا يبلغ تقريبا (35%) و في الولايات المتحدة الامريكية (20%) و هذا يدل على تدهور وضع المرأة العربية و مشاركتها الفاعلة في مراكز اتّخاذ القرار و صناعته و كل ذلك يعود لمورثات تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل و هو ان المرأة لا مكان لها سوى بيتها و الرجل هو صاحب الكلمة و القرار الذي لا يجب ان يتم مناقشته مطلقا .