الانتخابات بنتائجها تعد نقطة الحسم و الحد الفاصل بين مرحلتين , مرحلة سابقة عاشتها الكيان السياسي – الدولة – و مرحلة لاحقة تستعد لها و تجهز نفسها وفق البرامج المعلنة التي دعت اليها القوائم الانتخابية قبل يوم الاقتراع والى أي مدى تكون هذه القوائم صادقة بوعودها و تنفيذ برامجها …
نتائج الانتخابات ينتظرها المرشحون و القوائم بلهف و شغف لأنه الطريق السالك الى المجالس النيابية والمشاركة في التشريع و الرقابة على سياسة الدولة او الوقوف مكتوف الايدي حاسراً خاسراً للجهود التي بذلها و الاموال التي صرفها في دعايته من اجل كسب الاصوات لكنها كانت دون جدوى .
مهما يكن من الامر فأن النتائج تنطق و تقرر لما ستؤل اليه الامور للسنوات القادمة (اربعة او اكثر) حسب النظام الانتخابي المقرر في الدولة لذا فأن القوائم و المرشحين تعد الايام و الساعات حتى الاعلان الرسمي لها من قبل الجهة المعنية (المفوضية العليا المستقلة للانتخابات)
و استناداً الى ذلك فأن النتائج الانتخابية بعد كل اجراء لها توضح و تبين مايلي :-
الوجة الحقيقي لتوجهات المجتمع و افكاره و تطلعاته و طموحاته المستقبلية التي غالباً ما يعبر عنها عندما يدلي بصوته خلف الستار بارادة حرة راغبة في التغيير او البقاء على ما كان عليه الوضع بعيداً عن ما قطع على نفسه من الوعود للعديد من المرشحين و اظهر نفسه الصادق الامين , و لكن يوم الانتخابات (الاقتراع) يختلف رأساً على عقب ناسياً التزاماته و ضرب يده على صدره ناطقاً كلام الرجال يتمسك بشواربه عاقداً على نفسه القرار الحاسم .
اذاً النتائج تظهر مصداقية افراد المجتمع مع المرشحين وحقيقة ما يكمن في نفسه تجاههم بالحب او الكراهية، و من جانب اخر فأن النتائج يكون معياراً لتقييم المجتمع ( العراقي و الكوردستاني) ومستوى ثقافته و تحمله للمسؤولية و درجة وعيه في تحمل الاعباء و الصعاب فأن فوز المرشحين الاكفاء و المتميزيين دليل على حسن اختيار المجتمع لمستقبله وحبه للتقدم و التمييز و بناء الحضارة والعكس صحيح دون تردد و ان فوز ابناء القبائل و العشائر تشير الى تمسك افراد المجتمع بهم و تأثرهم بأفكارهم و هكذا .
تبين مدى نجاح خطة القوائم و الاحزاب المشاركة في الانتخابات في اختيار المرشحين و برامج تلك القوائم و درجة قبولها بين افراد المجتمع بالاضافة الى خطة الدعاية الانتخابية المعمول بها و الى اية درجة تمكنت من استقطاب الناخب و التأثير على رأيه لأنه مما لا يدع الى الشك فأن كل منطقة تحتاج الى نوع من التخطيط و الدعاية تناسبها من حيث درجة الوعي الثقافي و الرفي الاقتصادي و الربط الاجتماعي و الدور السياسي المنشود ان يلعبه في المستقبل , و تقع على القوائم و الاحزاب ضرورة مراجعة برامجها و خططها و كيفية اختيارها للمرشحين بعد كل اعلان للنتائج لتقف على نقاط القوة من اجل الاستمرار و نقاط الضعف لأصلاحها أي تقييم ما قام بنسجها .
ان الاعلان عن نتائج الانتخابات تبين الملامح و الخطوط العريضة للسياسة الداخلية و الخارجية (التنفيذية و التشريعية) للدولة حتى الانتخابات القادمة لأن المجالس النيابية ستكون ساحة للصراع من اجل كسب الحقوق وتأمين المصالح بين الكتل النيابية و تلعب التوافقات السياسية دوراً مهماً في تشريع القوانين و استجواب المسؤولين بمبررات كثيرة و رقابة تنفيذها .
و مما لمسناه سابقاً بأن الكتل النيابية سواء عن طريق النواب او اللجان النيابية ترسم السياسة العامة للدولة بالتنسيق مع السلطة التنفيذية المنبثقة اصلاً من بينهم .
لم يبقى الا ايام تفصلنا عن يوم الاعلان عن نتائج الانتخابات النيابية العراقية لتنطق بحقيقة ماذكرناه وربما اكثر ..