حتى نعلم معنى التقليد فهو العمل مطابقا لفتوى الفقيه الجامع للشرائط فتفعل ما انتهى رأيه الى فعله وتترك ما انتهى رأيه الى تركه ومن دون تمحيص منك فكأنك وضعت عملك في رقبته كالقلادة محملا إياه مسؤولية عملك امام الله
لذلك فان عبارة المجرب لإيجرب التي تحولت الى شعار كبير يراد منها وقفة تاريخية من قبل جميع اطياف الشعب العراقي لتصحيح مسار العملية السياسية في البلاد
وعندما ناتي الى اصلها فإنها من العبارات المنسوبة الى المرجعية الرشيدة السيد السيستاني من خلال احدى خطبه عن طريق احد وكلائه الشيخ عبد المهدي الكربلائي اثناء تعليقه على تشكيل حكومة عام 2014 ،ردد مقولة من جرب المجرب حلت عليه الندامة ، ليتم اختصار العبارة لاحقا ” المجرب لا يجرب ” وتتحول خلال انتخابات 2018 الى شعار انتخابي رفعته اغلب القوى السياسية المستحدثة
ولاشك هنا ان تطبيق قاعدة المجرب لا يجرب في العملية السياسية ستكون على رغم من وضوحها فان فيها ضبابية بشان تنفيذها من قبل اغلب الفئات المجتمعة وكأنها بمثابة شارع يؤدي الى المجهول
كون هناك من يحاول ان يضرب خصومه السياسيين بها ومنهم من يريد تطبيق القاعدة بحذافيرها والاخر يريد اختيار المرشح المجرب الذي نجح في تقديم طموحات ناخبيه ومنهم من يحاول تجميد صوته على غرار الفتوى
وهنا المعركة الانتخابية تحتاج الى تثقيفا ووعيا من قبل وكلاء المرجعية لديمومة العلمية الانتخابية وشرح مفردات العبارة التي تحولت الى يدا كبيرة تلاحق من يقلد المرجعية الرشيدة فقط
فضلا عن تخوف سقوط اغلب أصوات الناخبين بشباك من يريد بقاء العملية السياسية عرجاء دون معالجة وعملية شُل حركة المواطنين للعزوف عن الانتخابات في مواقع التواصل الاجتماعية والشارع العراقي كلها تستدعي طرح حلول عاجلة من قبل السيد السيستاني