19 ديسمبر، 2024 7:04 ص

الحزبية التي تصادر الهوية الوطنية ” أحزاب وأعلام وتظاهرات مثالا “

الحزبية التي تصادر الهوية الوطنية ” أحزاب وأعلام وتظاهرات مثالا “

كل مايعانيه العراق اليوم هو عدم حضور الهوية الوطنية بالحق والحقيقية عند الكثير من ألاحزاب والتنظيمات التي ظهرت بعد ظهور الدولة العراقية الحديثة .
فمنها من عشق ألاممية ولها وضيع الوطنية بسبب ذلك الوله ؟
ومنها من عشق القومية عنوانا وضيع ولاءات القومية تفصيلا في ألاخ والصهر والجار وأبن الوطن ؟
ومنها من عشق العولمة قبل أن يعرفها فضيعها وضيع الوطن والعالم من حوله ؟
ومنها من عشق الدين قبل أن يفهمه فتحول الى مهرج وبهلوان وسمسار وقاتل قتل  الناس والدين معا ؟
هذه النماذج كلها تشترك في السيرك العراقي سياسيا , وألاستثناء موجود ولكنه نادر وقليل ” وقليل من عبادي الشكور ” و ” ثلة من ألاولين وقليل من ألاخرين ” .
واليوم لاأريد أن أطيل على القراء الكرام , وسأكتفي بألامثلة من شواهد المشهد العراقي المضغوط بألاحداث والمستفز بألانفعالات التي لاتريد له خيرا وبالتفسيرات التي تعرف شيئا وتغيب عنها أشياء فتشوه من حيث تريد أن توضح , وتضر من حيث تريد أن تنفع ؟
المشهد ألآول :-
أحد الحزبيين الموالين لتظاهرة ألانبار سئل عن سبب رفع المتظاهرين لصور أوردغان التركي ؟ فقال : لآنهم يشعرون أن أوردغان يمثل طموحاتهم ورغباتهم ومشاعرهم ؟
وأقول : تبا لهذا التفسير العار , وهكذا تسلب الهوية الوطنية ؟
وألا كيف يصبح أوردغان التركي الذي سكت عن ضحايا سفينة الحرية الذين قتلتهم أسرائيل بدم بارد , كيف يصبح ممثلا لطموحات ومشاعر المتظاهرين في ألانبار ؟
وأوردغان يسعى كما هو مكتوب في نصوص أتفاقية الدوحة السرية التي وقعها ألائتلاف الوطني السوري بأشراف السفير ألامريكي ” فورد ” الى مد أنبوب ماء من سد أتاتورك الى أسرائيل عبر ألاراضي السورية بعد أسقاط نظام بشار ألاسد , وأوردغان هو الذي يستثمر المال العربي في بناء السدود لمنع تدفق الماء المناسب للعراق عبر نهري دجلة والفرات ؟
وألاكثر من ذلك فأوردغان يعادي حكومة العراق ويصفها بالطائفية لآضعافها ويقوم علنا بعلاقات منفردة مع أقليم كردستان العراق متجاهلا الحكومة الفدرالية وتلك ممارسات يجب أن تستفز كل غيور على وطنه , ويبدو أن هذا الحزبي المتخم بمفاهيم الحزبية الخطأ لم يعد يعرف معنى ألانتماء الوطني وهويته , ولذلك فهو يبرر لآوردغان التركي مالايبرر , ويكيل التهم لرئيس حكومته نوري المالكي علما بأن قائمته وكتلته مشاركة أساسية في حكومة المالكي ؟
المشهد الثاني :
شيخ عشيرة يقول : عندما سئل عن سبب قطع الطريق الدولي من قبل المتظاهرين ؟
يقول هذا الشيخ الذي كلف زواج أخيه ” 4ملايين دولار ” نحن نقطع الطريق ردا على قطع الطريق من قبل مواكب العزاء الحسيني ؟
ويقول هذا الشيخ وبلغة التحدي : نحن نرفع علم الجيش السوري الحر ردا على رفع صور الخامنئي ؟
ويقول هذا الشيخ بلغة العنتريات التي ماقتلت ذبابة : أتحدى المالكي أن يصل الى أبي غريب ؟
وهذه ألاجوبة تكشف عن عمق الفراغ الثقافي وعن أستلاب الهوية الوطنية ويصدق بحقها قول الشاعر :-
أدهى المصائب في الدنيا وأعظمها … عقل يرى الشيئ مقلوبا ومعكوسا ؟
المشهد الثالث :-
يقول محافظ أحدى المحافظات التي خرجت بها تظاهرة بدون ترخيص ؟
يقول هذا المحافظ الذي خرج مع المتظاهرين ونسي القانون والنظام والدستور , يقول أني لست موظفا عند المالكي ؟
ونسي هذا المحافظ : أنه هو والمالكي موظفون عند الدولة العراقية ومسؤولون أمام الشعب العراقي  , وهو بعمله هذا أرتكب خطأين : أولهما عدم تطبيق القانون , والثاني المشاركة في تظاهرة غير مرخصة والسماح لنفسه بتصريحات غير دستورية تثير الشحن الطائفي ؟
المشهد الرابع : –
تقول بعض الفضائيات : أن أغلاق منغذ طريبيل الحدودي مع ألاردن يساهم في أرتفاع ألاسعار ومحاصرة المرضى الذين يعالجون في ألاردن ؟
وهذه التعليقات الفضائية التي تأتي في سياق أعلام متحيز لايعرف الهوية الوطنية وألتزاماتها , فلماذا لم تعترض تلك الفضائيات وذلك ألاعلام ومراكزه على قطع الطريق الدولي من قبل المتظاهرين والذي تسبب قبل قرار الحكومة بغلق الطريق في منع وصول التجارة والمسافرين ؟ ثم لماذا بدأت تلك الفضائيات وعلى طريقة الجزيرة والعربية في تمويه الحقائق , عندما قامت بالربط بين منفذ الوليد على الحدود السورية وبين منفذ طريبيل على الحدود ألاردنية وذلك في دس وغمز لزرع الفتنة مستغلين عدم معرفة أغلب الناس بحقيقة مايجري هذه ألايام على الحدود لاسيما السورية منها حيث توقفت تقريبا حركة العبور بأستثناء بعض الشاحنات القليلة والعراق ألتزم بعدم محاصرة الشعب السوري أقتصاديا وهذا مطلب شرعي وأخلاقي ووطني تجاه الشعب السوري الذي أحتضن العراقيين عبر هجراتهم المتعددة , ثم أن حركة ألارهابيين من السلفيين وتنظيم القاعدة الوهابي المشاركين بأعتراف رسمي من قبل ممثليهم بالجماعات المسلحة التي أشاعت القتل والدمار في سورية ومنها قتل الفلسطينيين في مخيم اليرموك من ضواحي دمشق وهؤلاء جميعا يتسربون للعراق عبر منفذ طريبيل ولهم علاقات غير خافية مع بعض المتظاهرين في ألانبار , ثم لمصلحة من هذا التجييش ألاعلامي الذي تقوم به بعض الفضائيات والتي تدعي زورا بأن الحكومة لم تغلق منفذ الوليد على الحدود السورية حتى يتم نقل السلاح ألايراني والمقاتلين الى دعم النظام السوري ؟ وهذه مزاعم يأنف ويترفع عنها كل أعلام يحترم نفسه ويحرص على مهنيته , لقد دأب ألاعلام الغربي ومراكزه البحثية على أستقصاء كل شيئ في الحدث السوري وهم يساعدون الجماعات المسلحة علناة  ضد النظام السوري ويدعون الى تنحيته بالقوة ولكنهم لم يثبت لديهم وجود مقاتلين أيرانيين وغيرهم يقاتلون الى جانب نظام بشار ألاسد ولو عثروا على ذلك لآعلنوه قبل غيرهم ؟ ثم أن أيران تدعم الشعب السوري بالمواد الغذائية وبألادوية وسيارات ألاسعاف وتأخذ البضاعة السورية بالعملة الصعبة من أجل خدمة الشعب السوري ومقاومته ضد العدوان والمخطط التوراتي , بينما أنظمة التبعية العربية التي كانت سببا في تدمير سورية علنا هي من تركت الاجئين السورين يواجهون قدرهم مع البرد وألامطار والسيول حتى أصبح لبنان البلد الصغير بالمساحة وألامكانات يعاني من كثرة النازحين السوريين دون مساعدة من الدول التي كانت سببا في نزوحهم ومحنتهم ؟
المشهد الخامس : –
وجود تنظيمات تنتمي لآجندات خارجية بعضها من الشيعة وبعضها من السنة وهذه جميعها لاتنتمي لهوية الوطن وأنما تستفيد من مال العراق وأرض العراق للآقامة والتنقل حتى أصبح العراق بالنسبة لهذه التنظيمات مجرد فندق وشركة أستثمار تغادرة متى ما أنتهت مصالحها ؟
المشهد السادس :-
وجود أقليم هو أقليم كردستان العراق أصبح دولة داخل الدولة نتيجة دستور كتب تحت ألارادة ألامريكية , وهذا ألاقليم أصبح المسؤولون فيه مع كل مايضعف الحكومة المركزية الفدرالية ,وأصبحت التربية والتثقيف لآهالي ألاقليم قائمة على فصل عنصري ,  وقد ترجمت تجربة السنوات منذ ” 2003 والى ألان 2013 ” صحة ذلك وأصبح من يهمه ومن لايهمه أمر العراق يعرف هذه الحقيقة المرة وطنيا والفاجعة عراقيا وأقليميا , ولذلك ترفع أعلام أقليم كردستان لآلتقاء أهداف مشتركة في تقسيم العراق تقوم بها جهات أسرائيلية أصبحت تعمل في المناطق الكردية , ومما يضاعف تعقيد هذا المشهد وجود عراقيين عرب أنتقلوا من بغداد ليقيموا في أربيل تجسيدا للغباء السياسي المصحوب بأنتهازية الهويات غير الوطنية , والفضائيات التي تستعين بهم في مثل هذه المواقف التي يمر بها العراق هي فضائيات فاقدة للبوصلة الوطنية منذ تمويلها مرورا بمراهقتها التي تجعلها لاتعرف الخيارات الوطنية فيظل ألاستوديو عشقها والتنجيم حرفتها والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار كما يقول ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات