23 ديسمبر، 2024 10:18 م

مصائبُ العراق الطائفية ..عند المالكي فوائدُ

مصائبُ العراق الطائفية ..عند المالكي فوائدُ

مرة اخرى يتابع العراقيون بإهتمام جولة جديدة من المكر والخداع بطلها السيد المالكي  تضاف الى سجل  جولاته التي مررها وبدهاء مشهود له على مسرح الأحداث  العراقي وهذه المرة لا اظن ان  السيد المالكي سيستطيع ان يستغفل العراقيين بهذه الجولة كونه سلك طريقا ً وعرا ً ووسيلته هذه المرة كشفت غايته الطائفية المقيتة التي ستكون النهاية الأبدية لمستقبله السياسي في الأنتخابات المحلية والبرلمانية القادمة التي يعول عليها في ولاية ثالثة  بل سقوطه في قفص المذنبين اصبح قاب قوسين او ادنى و مذنبا ً من الدرجة الأولى
ولاشك ان المكر والخداع هي من صفات واخلاق المفسدين في الأرض والضعفاء منهم على وجه الخصوص فالمخاتلة والزور سبيلا ً اتخذه المالكي من اجل  تمرير اجنداته الهدامة  التي لا تنتهي عند حد .. وهذه المرة تراه يستخدم الأجندة الطائفية في سبيل البقاء في السلطة ولو دفع بالعراق الموحد ثمنا ً لهذا البقاء …. فلو راجعنا  النكسات السياسية  والمفاسد الإدارية والفضائح المالية  التي طالت شخص المالكي في الأونة الأخيرة  بصفته المسؤول الأول عن ادارة ملفات  الحكومة بجميع وزاراتها ..سنجد ان الرجل غارق  من اذنه حتى قدميه في بحر الذنوب التي اقترفتها حكومته  بحق العراقيين فمن ملف صفقات الأسلحة المشبوه الى ملف البنك العراقي و ملف المحكمة الأتحادية و ملف ديوان الرقابة المالية وحجم التجاوزات المالية والسرقات المنظمة التي تعرضت له خزانات عموم وزارات حكومته وكذلك ملف الوزارات الأمنية الذي لازال يحكم المالكي عليه بقبضته و الذي يحسب له الف حساب لما ستجنيه منه سفنه من رياح صرصر عاتية  ستحرق كل اشرعته ببرودتها القارسة فيما لو افلت هذا الملف منه  وما سينتج عنه من صرخات المظلومين من المحكومين والمسجونين والمعتقلين ظلما ً   التي ستصم اسماعه بصوتها الشديد وستقلب اعلى تحوطاته واستعداداته واتباعه  الى اسفل السافلين
  فهناك كثير من الحقائق تخص جرائم اقترفت بحق الشعب العراق خاصة الجرائم ذات الصبغة الطائفية التي اشرفت عليها ميليشيات الأحزاب الدينية الموالية لإيران وبالخصوص  ميليشيا  حزبه الدعوة المتمرس والمتمرن بحوادث القتل المنظم   وبإسم القانون الذي تنادي به كتلته النيابية المسماة بدولة القانون . ولعل النائب صباح الساعدي وضع نقاط طلسم فساد وجرائم مكتب المالكي الشخصي على حروف كلماته فبعد ان علا صوت هذا النائب وبأعلاه ومن على منصة الأعلام الرسمي  للبرلمان العراقي الذي يعتبر صوت الشعب ومنصته اصدق منصة اعلامية تبث بالمباشر. المفروض ان اعلام البرلمان   غير مسيس لهذا او ذاك من السياسيين فبعد ان فضح النائب الساعدي الكثير من  قضايا  فساد المالكي الشخصية  وقدم شرحا ً مفصلا ً  لمجمل الأساليب القذرة و الطرق الملتوية التي سلكتها  حكومة المالكي خاصة ما يخص  سرقة مليارات الدولارات من صفقات الأسلحة الروسية ومارافقها  تورط اشخاص يعتبرون من اخلص رجال المالكي في العملية السياسية وخاصة كاتم اسراره المطيع المتحدث الرسمي للحكومة النائب علي الدباغ  والذي حاول المالكي كثيرا ً ان يبعد هؤلاء الأشخاص عن مسرح جريمة صفقة السلاح وبشتى الطرق لكنه عجز في  اخفاء  دورهم المفسد في صفقة الأسلحة  ليصدر امر اعفاء الدباغ من منصبه كمتحدث رسمي عن حكومته بعد ان تأكد للجنة التحقيق ان هناك تورط حقيقي و كبير يشير الى تورط الدباغ في قضية فساد الصفقة  وما لحقها من  ابدال الأسلحة الجديدة الصنع بأسلحة قديمة أكل عليها زمن التطور والتكنلوجيا وشرب وبسعر يعادل ثلاثة اضعاف سعرها الحقيقي في الأسواق العالمية  لكن المحاصصة الحكومية والبرلمانية حفظت للدباغ وسامي العسكري وعزت الشابندر وسعدون الدليمي والقائمة تطول  من المتورطين… ماء وجههم
 ولازال قانون (( اسكت عني واسكت عنك )) يحفظ لهم حصانتهم البرلمانية والحكومية    اضافة الى  تقديم رشاوي كبيرة تقدر بملايين الدولارات الى سماسرة دخلوا اللعبة عن طريق وفد حكومة المالكي الرسمي المؤتمن على المال العام العراقي  والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي المحروم  (( وخلي يأكلون  من لحم ثورنه ))
وما شهده شارع المنطقة الغربية  من تظاهرات شعبية بسبب السياسة الجائرة للمالكي و ازلامه المسؤولين عن ادارة الملف الأمني وما وصلت اليه الأمور في السجون العراقية وتأزمها خاصة تلك القضايا المتعلقة بأعتداء حرس السجون على سجينات عراقيات وهذه الأعتداءات نجدها مدروسة الوقت جيدا ً  وتمت بتوجيه عالي المستوى واوامر صدرت من مكتب المالكي نفسه للشخوص المنحرفة  التي قامت بالأعتداء على اعراض السجينات  ليستخدم المالكي التحرك السني كورقة رابحة له في الأنتخابات القادمة ويحرك الشارع الشيعي لصالحه ويوهم الناس ان الخطر السني قادم مع اشارته وبدهائه المعهود الى دعوى وجود توافق  ( سني بعثي ) مع خروج المتظاهرين في الأنبار والموصل وديالي والفلوجة وصلاح الدين والأعظمية  وان هناك نية مبيتة من هؤلاء تريد الإطاحة بالحكم الشيعي واستلام مقاليد الحكم السني ليعود البعث السني  ويعيث بالوسط والجنوب الفساد خاصة بعد سمعنا ان البعض من المتظاهرين قاموا برفع صور الرئيس السابق فصار المالكي يصرح بأن التظاهرات تريد اعادة الحزب المنحل للحكم
   وهنا يكون المالكي قد فضح  موقفه الضعيف في الشارع العراقي عموما ً وبالأخص  الشارع الشيعي الذي اصبح يلعن اليوم الذي تسلط به المالكي على رقاب ابنائه  لما لمسه من حجم الأهمال الكبير وعدم الأهتمام لما يعيشه العراقيون جميعا ً من حرمان وجوع وانعدام الخدمات التي يعول عليها المواطن في حياته اليومية اضافة الى  السرقات والأختلاسات  الكبيرة التي تم الكشف عنها في عموم الوزارات وكذلك ما يستنزفه مكتبه الشخصي من صرف ثروات طائلة تقدر بالمليارات و ما تم  الكشف عنه تحديدا ً  في صفقات الأسلحة  الروسية الأخيرة
ليتبين ان  ما حصل في السجون العراقية من حدث مروع ومخزي … المتمثل بالأعتداءات التي طالت السجينات العراقيات  كان مخطط له  وبعناية كيف يحدث ومتى  يحدث  .. وما يحصل الأن من تظاهرات في المنطقة الغربية هو تحصيل حاصل لتخطيط  المالكي  ليحرك الشارع الشيعي طائفيا ً  نكاية بالمنطقة الغربية
وليفهم الشارع العراقي الموحد بما فيه  ( السني والشيعي )  ان عند  المالكي توجيه  خارجي في كل ما يحصل من عراك سياسي وتناحر محاصصي ليعمل على تنفيذه حرفيا ً وصاحب التوجيه هذا  الذي يرجع اليه المالكي  في عموم تحركاته وتوجهاته  وقراراته السياسية كرئيس للحكومة  هو الذي اوعز له  في هذا الوقت تحديدا ً باللعب على وتر الطائفية للخلاص من شبح الهزيمة  السياسية وخسارة الفوز الذي تحقق له في الدورة الأنتخابية السابقة بفضل الدعم الإيراني المطلق و التحشيد والتثقيف الذي تبنته المرجعية الدينية الموالية لإيران  في النجف الأشرف المتمثلة بالمراجع الأربعة ( السيد السيستاني والشيخ اسحاق الأفغاني والسيد الحكيم والشيخ بشير الباكستاني )  والتي صرحت به علانية وبلا وجل وعلى لسان المرجع الديني بشير الباكستاني وكلامه  الطائفي الذي مكن وبشكل كبير المالكي من صعود الى سدة الحكم
http://www.youtube.com/watch?v=NbUl6WdsoLE
(( المرجع الديني بشير الباكستاني وتوجيهاته  السديدة  لقائمة المالكي الأنتخابية ))
 
ويبقى العراقيون  في حيرة من امر المالكي فكيف يهون عليه العراق وابنائه واعراضه   وهو يستعرض اساليب اللف والدوران والمكر والخداع ليحقق مآربه الطائفية المقيتة فيكون ماشة نار طائفية لا تبقي ولا تذر … فالحذر الحذر من نار المالكي يا سُنة و يا شيعة