15 نوفمبر، 2024 6:46 م
Search
Close this search box.

الهوية العراقية قبل وبعد الإنتخابات!!

الهوية العراقية قبل وبعد الإنتخابات!!

السؤال الأساسي الذي يجب أن يتحقق الجواب الصريح عليه , هو هل أن العراق سيكون أكثر عراقية أم أقل بعد الإنتخابات؟!!
فالمشكلة العاصفة في الواقع العراقي منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم هي مشكلة الهوية , ذلك أن الهوية العراقية قد تميّعت وإبتلعتها مسميات وهويات متنوعة ذات أبعاد خسرانية وإتلافية , للوصول إلى تأكيد الخدمات المناطة بأصحابها من قبل الطامعين بالعراق , وهم قِوى إقليمية وعالمية معروفة.
فما جرى على مدى عقدٍ ونصف كان تحت لافتات وشعارات تفتيتية وتمزيقية , لتأمين الوجبات الشهية للمفترسين الصغار والكبار من ذوي الأطماع التدميرية والتخريبية , والتطلعات المريضة الهوجاء الساعية وفقا لإدعاءات هذيانية ووهمية مروعة.
وقد أسهم في التمييع الهوياتي للوجود العراقي العديد من أبنائه المغرر بهم والمنتمين لغيره , والعاملين وفقا لأجندات المستقوين بهم والممولين لنشاطتهم , فأصبحت أولوياتهم الإمساك بالكرسي والعمل الجاد على تدمير الآخر ومحقه لكي تتعزز السلطة ويدوم الحكم , ما دام العراق لا يعنيهم والشعب محسوب ضدهم , ولا بد من توفير المعوقات والمدمرات لوجوده , وعرقلة حياته اليومية.
وبناءً على هذه الأجندات وغيرها من المخططات تم صناعة ما يبرر التدمير والتهجير , وإرتكاب المذابح الجماعية والعقوبات القصرية , وزج الآلاف في السجون والمعتقلات , وتنشيط سوح التعذيب والإعدامات بالجملة والمفرد.
وضمن هذه الدائرة المفرغة تحصل الإنتخابات التي ما أنجبت جديدا , وإنما ستتمخض عمّا هو محسوب وفقا لمقاييس المصالح والأطماع , والتحكم بالمصير العراقي الذي عليه أن يكون دريئة لمصالح الآخرين , وساحة لإبعاد النيران عن ديار الطامعين به والذين لا يريدون له ولأهله خيرا , فما يهمهم ويعنيهم مصالحهم وآلياتهم التصارعية مع خصومهم.
وفي هذا الخضم يبدو أن الإنتخابات ذات إتجاهين , فإما أن تزيد من قيمة ودور وأهمية الهوية العراقية , أو تمضي في مسيرة محقها وتدميرها بالكامل.
والإحتمالان واردان , لكن التأريخ بأحداثه وتفاعلاته يشير إلى أن الشعوب تستعيد هويتها الوطنية مهما تكالبت عليها الظروف وإشتدت العوادي والهجمات , ذلك أن قانون البقاء والحياة لا يسمح بالديمومة التكوينية لأي مجتمع من دون الهوية الوطنية التي تستوعب جميع الهويات الأخرى.
لكن الضغط شديد والقوى مكشرة عن أنيابها ومتحفزة لنشب مخالبها , وهذا يعني ربما ستتمخض الإنتحابات عن ميل نحو الإرادات الإقليمية والعالمية وسحق للإرادة العراقية , وإن تحقق هذا الإنحدار السلوكي , فأن العراق سسيدخل في دوامة الوعيد العنيد , مما سيجعله دولة محتلة بالنيابة من قبل القوى القابضة على مصيره , ولن يتعافى إلا بولادة جيل جديد من رماد حاضره يختزن طبائع طير الفينيق.
فهل من غيرة وطنية عراقية وتفاعل تلاحمي يردع أعداء الهوية العراقية ويعيد للمجتمع رشده؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات