26 نوفمبر، 2024 2:25 م
Search
Close this search box.

المطرة والتظاهر

لماذا لايتعظ الذين يطبلون للنظام من وصف المتظاهرين بالخونة والعملاء والإرهابيين !!! ؟
ألم تسقط جميع الأنظمة التي إتهمت المتظاهرين ووصفتهم بأبشع التهم ؟ لماذا يستعجل الشابندربشتم المتظاهرين بدلا من أن يسعى الى تطبيق مطالبهم ؟ لماذا لايعرف سياسيونا الا لغة السب والشتم والصاق التهم بحق المتظاهرين ؟ من قال ان المتظاهرين يريدون إسقاط النظام وقتل الديمقراطية التي تم تأسيسها في العراق الجديد ؟ الم يصبر الأخوة السنة على حكم الشيعة أكثر من تسعة أعوام ؟ هل هنالك عاقل يتساءل ماذا يفعل الشيعة لو سلبت منهم السلطة في ليلة وضحاها كما سلبت منهم السلطة التي كانت محسوبة عليهم ؟ لوأن السلطة الحاكمة في بغداد عادلة ونزيهة لما كنا نشاهد هذه المشاهد التظاهرية ولاالمشاهد التأزيمية لكننا بفضل سياسيينا وممارساتهم الفاسدة والفاشلة والتي أزكمت جميع أنوف العراقيين ولم تفرق هذه ” الجيفة ” بين سني وشيعي ولابين عربي ولاكردي لأنها كانت عادلة في توزيع روائحها والدليل على ذلك أتضح وضوح الشمس في حادثة ” المطرة ” التي فاضت على جميع أنحاء بغداد وبرهنت على إن الله لايفرق بين عباده ويبرهن على ان مصير العراقيين واحد والخير الذي يعم على العراق  سوف يعم على العراقيين  جميعا بلاإستثناء

أن المظاهرات التي تشهدها العراق في هذه الأيام تعتبر بمثابة الحلقة ماقبل الأخيرة من مسلسل العراق الواحد وعلى المسؤولين القائمين على ماتبقى من العملية السياسية أن يصحوا ولو متأخراً وأن ينتبهوا الى خطورة المرحلة التي لو إستمرت سوف تقضي على قض وقضيض العراق

إن أفضل الطرق وأسلمها يكمن في إحتضان المتظاهرين لابسبهم كماكان القذافي يقوم بسبهم ولم يترك سبة إلا وألصقها بهم وأنظروا الى مآله … وكذلك بشار وأنصاره كيف يقومون بسب المتظاهرين وسوف يأتي اليوم الذي لاينفع فيه الأعتذار لكل من ساعد النظام وساهم في إيذاء المتظاهرين

على المسؤولين العراقيين أن يتذكروا دائما بأن المنطقة تعيش في عصر نهاية التاريخ كما يقول فوكوياما نحن نعيش في مرحلة سياسية لاتصنعها النخب التي تشبه المومياء الحية الميتة …

التاريخ الآن تصنعه شبيبة أعتدمت على عصر الفضائيات وعصر الأنترنت هذه الشبيبة تعشق العاطفة وعاطفتها خطرة جدا بحيث أنك ياحبيبي السياسي الديكتاتوري كلما أزددت بطشا بهم فسوف تثيرعواطفهم وتزيدهم إيمانا بقضيتهم التي خرجوا من أجلها

أنا أدرك خطورة الشعارات التي ترفع داخل المظاهرات هذه الأيام وكذلك اعترف بأنها تمس أحاسيس الكثير من العراقيين لكن هذا لايعني أن أشحذ سيفي وأخرج لقط رقابهم … لأني أعشق الديمقراطية والحرية ولايمكن لي أن أحرم الآخر من ممارسة شعوره وحقه في التعبير عنه … متى ما أعترفنا بالديمقراطية وأحترمنا حقوق الإنسان وتعاملنا مع جميع العراقيين وفق المبادئ الأنسانية سوف نجد أن جميع العراقيين يلتفوا حول بعضهم البعض  وسوف نخرج من جميع الأزمات التي تظهر يوميا من هنا وهناك .

[email protected]

أحدث المقالات