كما كتبنا وتوقعنا، فقد شنت القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية عدوانًا غاشمًا استهدف عددًا من المواقع في سورية، ادعى الغرب أنها جاءت كمعاقبة دمشق على شنها هجومًا كيميائياً مزعومًا في دوما بالغوطة الشرقية..!!
ويجري تنفيذ هذا السيناريو المعد مسبقًا، وكل التحذيرات من العواقب الوخيمة لم تجد أذانًا صاغية لدى المسؤولين في هذه الدول المشاركة في العدوان.
ان هذا العدوان الثلاثي على سورية يشكل انتهاكًا فاضحًا للقوانين الدولية ولسيادة الأراضي السورية، وكسر لارادة المجتمع الدولي، وسيكون مآله الفشل والاخفاق الذريع. والمبررات التي استند اليها المعتدون هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وهدفها بالاساس تركيع سورية واسقاط النظام السوري، بعد أن فشلت القوى الارهابية المتطرفة، التي طالما وقفت معها وامدتها بالسلاح وقدمت لها الدعم السياسي واللوجستي، في تحقيق ذلك خلال سبع سنوات من القتال الضاري والمعارك المتواصلة.
وهذا العدوان يجيء بعد هزيمة المجاميع الارهابية المسلحة في الغوطة الشرقية، من أجل التعويض عن الخسائر التي منيت بها هذه القوى، وتم تنفيذه دون أي دليل قاطع وقبل اعلان منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيمائية عن قرارها بهذا الخصوص، وبذلك فهم ينصبون انفسهم قضاة وشرطيين عالميين.
اننا لعلى ثقة تامة بأن سورية، شعبًا وقيادة ونظامًا وجيشاً، ستتصدى وتحبط المؤامرة الجديدة الهادفة الى تغيير المعادلات الميدانية لصالح الارهابيين، ومن العار أن امريكا شنت عدوانها هذا في الوقت الذي منعت فيه قرارًا يشجب ويدين جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذا العدوان الثلاثي الغاشم، وعلى المنظمات الحقوقية والانسانية ادانته بشدة وقوة، فهو اعتداء على سيادة دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة. ولا ريب أن هذا العدوان اذا استمر وتواصل فسيكون له تبعات وآثار اقليمية ودولية.
ان كل عربي حر وشريف عليه في هذه اللحظات الحاسمة واجبه رفع الصوت مع سورية وادانة العدوان عليها، والوقوف معها ضد اعدائها الذين هم أعداء فلسطين والعروبة والانسانية جمعاء.
واجبنا الوطني والقومي أن نكون مع سورية الأسد، لأن أمريكا واسرائيل والغرب تحاربها، كما تحارب شعبنا الفلسطيني، ولا خير في أمة تقف مع عدوها وتتكالب على أهلها وشعبها.
وستبقى سورية كما عهدناها دومًا قوية صامدة وشامخة لطالما يحمي عرينها أسد.