السعي للثناء و الاشادة بدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، و محاولة تسليط الاضواء على”إيجابية” هذا الدور و يصب في صالح العراق وليس فيه أية مصلحة لطهران، وإن کان من صميم واجبات الخاضعين للنفوذ الايراني، ولکنه وخلال هذه الفترة حيث الاستعدادات جارية للإنتخابات العراقية في أيار القادم و مايريده و يسعى إليه هذا النظام منها، فإنه صار شغلهم الشاغل!
تأکيد زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، خلال لقائه بسفير إيران ايرج مسجدي، يوم الخميس الماضي، على ماووصفه ب “الدور المحوري لايران وقدرتها على لعب دور كبير في تهدئة المنطقة.”، کلام فيه بعض الصحة ولکن حتى هذه الصحة ليس کما يتصوره و يشير إليه الحکيم، ذلك إن الدور المحوري لإيران هو دور سلبي و يسعى من أجل جعل الاوضاع الجارية فيها لخدمة مشروعه و مخططاته في المنطقة.
أما مايشير إليه بشأن قدرة إيران على لعب دور کبير في تهدئة المنطقة، فهو کلام أبعد مايکون عن الصحة و الواقع، حيث إن الدور الايراني في اليمن و سوريا و العراق و لبنان لم يهدف الى التهدئة إطلاقا وانما کان يهدف دائما على فرض إملاءات و شروط في مقابل التهدئة الخاصة، ولاريب من إن يد هذا النظام قد صار مکشوفا ولذلك فمن الصعب أن يوافق أحد على شروطه المريبة التي أشبه ماتکون بحفر للإيقاع بالاخرين.
وإذا ماکان هناك من يتحجج بالتهدئة”الشکلية” التي حدثت في سوريا عقب قمة أنقرة، فلابد من القول بأنها کانت بإرادة روسية بالدرجة الاولى و تم فرضها فرضا على طهران، بمعنى إن طهران لم يکن أمامها من أي خيار سوى الموافقة خصوصا وبعد أن صار الدور الروسي هو الاقوى و الاهم في سوريا، ولو کان النظام الايراني نظاما مسالما و يعمل على التهدئة کما يؤکد الحکيم، فلماذا لايبادر الى ذلك في اليمن؟ ولماذا يصر على إبقاء الاوضاع مشتعلة فيها؟ ولماذا يصر على فرض الميليشيات المسلحة التابعة له في العراق للإشتراك في الانتخابات؟
في هذا الوقت بالذات، حيث يجري العمل من أجل العمل على تحديد الدور و النفوذ الايراني في المنطقة و تقليص تدخلاتها، فإن هناك في العراق من لايزال يصر على الحديث عن الدور الايراني کما کان الامر عليه في عهد الرئيس السابق أوباما، فالنظام الايراني و منذ بدايات عام 2017، يمضي بصورة متعثرة يغلب عليه التراجع، بل وإن الانتفاضة الاخيرة جاءت لتؤکد هشاشة هذا النظام داخليا و إمکانية حدوث التغييرات غير المتوقعة عليه، وإن الامور کلها صارت تجري بصورة تتوجس طهران منها کثيرا، أما بالنسبة للمواقف غير الواقعية لقادة بعض الاحزاب الشيعية في العراق، فإن المثل العراقي”نايم بالفي و رجليه بالشمس”، ينطبق عليهم تماما!!