خاص : ترجمة – محمد بناية :
أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن على السعودية أن تدفع مقابل بقاء العسكريين الأميركيين في سوريا. وكان قد وصف السعودية، قبلاً، بـ”البقرة الحلوب”، كما تقول صحيفة (الدنيا) الإيرانية المقربة من المرشد “علي خامنئي”، وأنه يعتزم حلبها قدر المستطاع.
لكن مؤخراً؛ وبعد تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الخروج الفوري للقوات الأميركية من سوريا، أوضح “ترامب”، في مؤتمر صحافي: “تولي الرياض أهمية خاصة لقرارنا وأنا قلت كما تعلمون، لو تريدون منا البقاء في سوريا، فإن عليكم دفع التكلفة”.
“بن سلمان” معني بـ”الحلب” الأميركي..
بعبارة أخرى، كان المعني بتصريحات “ترامب”، الأخيرة، هو النظام السعودي وتحديداً شخص، “محمد بن سلمان”، ولى العهد الأحمق، على حد تعبير الصحيفة الإيرانية.
وقد تمكن الرئيس الأميركي، منذ دخوله البيت الأبيض قبل عام وعدة أشهر وحتى الآن، من حلب النظام السعودي بما يوازي 500 مليار دولار، ويبدو أنه مازال يرقب هذه “البقرة الحلوب”. وكان قد ردد أثناء المنافسات الانتخابية عبارات مهينة تتعلق بنظام “آل سعود”، وفيها: “السعودية مثل البقرة الحلوب، سوف نحلبها طالما تنتج لبناً، ولكن ما إن تجف سوف نقوم بذبحها”.
والأسبوع الماضي؛ أكد “دونالد ترامب”، من ولاية “أوهايو” الأميركية، على أن وجود القوات الأميركية في سوريا يتطلب تكاليف ضخمة، ولذا فإنه يعتزم إخراج القوات الأميركية من سوريا سريعاً، الأمر الذي أثار قلق واضطراب الكثير من السياسيين والخبراء الأميركيين كما السعوديين تماماً.
صفقة جديدة مع السعوديين..
لكن الآن بدا أن تصريحات “ترامب” كانت تهيئ لصفقة جديدة مع السعودية. وبالأمس علق “يوسف وهبي”، المحلل اللبناني، قائلاً: “طلب الرئيس الأميركي من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مبلغ 9 مليار دولار مقابل كل عام تبقى فيها لقوات الأميركية داخل الأراضي السورية”.
على كل حال ورغم اختلاف مواقف الخبراء والإعلاميين الأميركيين؛ مايزال تعامل “ترامب” من منظور التاجر مع المملكة العربية السعودية يعطى نتائج حتى الآن. لأنه يعتبر نفسه، وقبل أي شيء، تاجر ورجل أعمال، حتى أنه كان قد ألف كتاباً بعنوان (فن الصفقة)؛ وهو فعلاً “مهوس” بحلب السعودية ويفجر علانية في كل مكان بهذه الدبلوماسية.
مع هذا يقول الخبراء: “إنعدام السرية في عمل ترامب والأداء على الصعيد الدولي من منظور الصفقات؛ سوف يترتب عليه تبعات وخيمة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية على المدى البعيد”.
لذا فإن “ترامب” ذاته؛ ظاهرة مقلقة للإرستقراطية السياسية الأميركية وكابوساً للملكة العربية السعودية. وعلى السعوديين، و”بن سلمان”، تحمل طعنات “ترامب” المميتة في شرف السعودية في ضوء إحتياجهم للأموال، وضخ الأموال في جيوب “ترامب”، ولا حيلة لهم سوى ذلك. وبالتالي لجأ “بن سلمان” إلى مد يده في جيوب الأمراء السعوديين لمواجهة الأزمة المالية السعودية، وأصطنع لنفسه داخل بيته الكثير من الأعداء، والآن هو مضطر إلى تحمل الاقتصاد السعودي عبء ميزانية سنوية بقيمة 9 مليار دولار.
في هذا السياق؛ يقول الخبراء الأميركيون: “أميركا مضطرة إلى الإبقاء على قواتها في سوريا، وأن هذه السياسية سوف تستمر؛ كما تنم الأخبار الواردة من الشمال السوري، حيث الولايات المتحدة بصدد بناء قاعدتين عسكريتين في منبج السورية”.
موافقة “ترامب” على استمرار الحضور..
إدعى مسؤول أميركي، في حوار إلى وكالة أنباء (روريترز)، تصديق الرئيس على استمرار بقاء القوات الأميركية في سوريا.
يأتي هذا بالتوازي مع موافقة “ترامب”، في اجتماع “مجلس الأمن القومي الأميركي”، على بقاء القوات الأميركية في سوريا؛ لـ”بعض من الوقت أطول”، لكنه لم يريد إبرام اتفاقيات على المدى الطويل.
وهذا التغيير في موقف “ترامب”؛ يؤكد الأخبار المتداولة بشأن موافقة ولى العهد السعودي على دفع تكلفة بقاء أميركا في سوريا.