الى حد هذه اللحظة واتحاد الادباء والكتاب في العراق، بعيد كل البعد عن السلطة والحكومة، لانه اختار ان يكون مع الشعب ومع الوطن العراق، وان يكون للجميع ومن الجميع ومع الجميع، ومثل هكذا موقف لاياتي بسهولة او دون ضريبة او تضحية في هكذا ظروف عسيرة يمر به البلد. فقد تحمل اتحاد الادباء الكثير وحرم من ارصدته التي جمدت مع ارصدة منظمات المجتمع المدني الاخرى، مثلما حرم من الدعم الحكومي للكثير من نشاطاته الثقافية والادبية، وجلساته الاسبوعية المتعددة والتي وصلت الى خمسة جلسات على مدار الاسبوع، وهذا ما لم يقم به اي اتحاد او منظمة ثقافية في اي مكان اخر، وبامكانية محددوة وتمويل ذاتي. بالاضافة الى اقامته مهرجان الجواهراي السنوي والمشاركة في دعم وتمويل العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تقام من قبل فروع الاتحاد في المحافظات مع دعم هذه الفروع بشكل شهلاي او فصلي. واود ان انقل هنا كلام لمسؤول عراقي رفيع، حين تم مفاتحته بدعم وتمويل اتحاد الادباء، رفض وحجته ان من موجود الان في رئاسة الاتحاد لايمثل راي السلطة والحكومة، وهذا بحد ذاته نيشان شرف ووطنية علق على صدر اتحاد الادباء وصدور اعضائه، وخاصة من يؤمن بالعراق الجديد والتغيير السياسي الذي حصل فيه.
بعد سقوط النظام البعثي وسقوط مروجي افكاره وثقافته، ومع هروب واختفاء اعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المركزي ومهرجي وكتاب الصفحات الثقافية في جرائد السلطة البعثية، اجريت الانتخابات الاولى وتم تشكيل ادارة الاتحاد مثلما ذكر شوقي كريم في مقاله المنشور يوم الاحد 6-1-2013 والمعنونة (اتحاد الادباء بين الحضور الكاذب والغياب المؤدلج) وبعد وفاة الاستاذ عناد غزوان تم اختيار الاستاذ فاضل ثامر المعروف للقاصي والداني، مع الاحترام للروائي طه حامد الشبيب الذي كان قدر رشح ايضا، لكن لاسباب وجيهة جدا وقع الاختيار على الاستاذ فاضل ثامر، كونه وجها ثقافيا عراقيا وعربيا، وصاحب حنكة وخبرة ادارية، بالاضافة الى ثقافته العالية ومواقفه الثابتة، تجاه كل من يريد ان يسيء للثقافة العراقية، وهذه شهادة الاعداء قبل الاصدقاء بحقه. كم تحدث شوقي عن الامين العام الاستاذ الفريد سمعان، وليس من باب المقارنة فشتان بينهما، الفريد سمعان لم يسجن لتهريب الاثار، ولم يكتب التقارير ضد رفاقه في السجن من نكرة السلمان يوم كان مسؤولا لقواش الشاعر الكبير مظفر النواب والفنان الكبير سعدي الحديثي بالاضافة الى الكثير من الاسماء الوطنية الاخرى، والى حد تنقله الدائم بين سجون ومعتقلات السلطة، الفريد سمعان لم يهادن البعث ولم يسايرهم او يسير بركبهم، وما حادث رفيقة عمره الفقيدة ام شروق ما هو الا ثمن لذلك الموقف النضالي النبيل. الفريد سمعان لم يزور وثيقة، ولم يسرق، ولم يحتال، ولم يتجار بمحرمات وطنية، ولم يلعب على الحبال الطائفية والمذهبية، الفريد سمعان وهذا ما يعرفه كل ادباء العراق هو احرص من ان يكون على مالية الاتحاد والامانة العامة، وما ارتفاع بعض الاصوات النشاز هنا وهناك الا لسبب وقوفه امام غاياتهم الدنئية، لاستغلال اتحاد الادباء لقضايا وامور شخصية ….
فيما يخص مالية اتحاد الادباء وايجار النادي، فجميع اعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المركزي يعلمون كم ايجار النادي، وجميعهم يعلمون ان الكثير من هذا المبلغ ذهب لاعمار الاتحاد من قاعة المحاضرات والجلسات الى مدخل النادي والحديقة، وبناء واعمار وتاثيث النادي بقاعة الادباء وقاعة الضيوف، وكل هذا موثوق بوصولات، تذهب اولا باول الى الجهات المختصة، ناهيك عن تكلفة كل جلسة من جلسات الاتحاد، التي تقام على مدار الاسبوع. واضنك تعرف ذلك جيدا.
هنا اود ان اجتزاء مقطع من مقال شوقي كريم “وتراجعت الاحوال الى حد مخيف وغابت اطراف مهمة وظلت الجلسات الفقيرة المتكررة تقام وبحضور مخز ايضا لاتقدم ولاتؤخر وظل الاتحاد بكاملة يتوسل الحكومة في ان تدعمه فراح يدق الابواب هنا وهناك دون سماع من احد وقد نصحنا السيد رئيس الجمهورية يوم لقاءه بان نهدأ اللعب قليلا وان نتحاور مع الاخرين والاشارة واضحة، ووعدنا السيد المالكي بان يكون الاتحاد جنة في السنتين القادمتين وجيء بالمهندسين والمصورين فاستبشرنا خيرا لكن الامر ضاع في ادراج المكاتب”. الجلسات فقيرة ومخزية بالله عليك اذ كانت كذلك كم مرة تم الاحتفاء بك في غضون السنين الماضية، وكم مرة طلبت ان يحتفى بك، ولما تقبل الاحتفاء اذ كانت جلسات مخزية وفقيرة مثلما تدعي وتقول، لما لاتذكر الحديث الاخر او الشق الاخر من لقاء رئيس الجمهورية اووعد رئيس الوزراء بتحويل الاتحاد الى الجنة وما هو ثمن ذلك. لانك لست بشجاع على قول الحقيقة وما حصل.
اما الحديث عن الانتخابات الماضية وما حدث عن توزيع منشورات واوراق كان بودي من شوقي كريم ذكر اسم ذلك الصبي، حتى نقارن بين تاريخه وتاريخ شوقي، وكما اعلم انه اي الصبي، فضل عدم النشر والظهور ابان فترة البعث، ولم يحكم عليه بجنحة او جناية مخلة بالشرف ولم يسرق، ولم يكتب قصص للمعركة ولم يكن من الطبالين لادب البعث ابان الحرب الشرسة مع ايران، ولم يحتال على هذا وذاك، ولم يكن طائفيا، ولم يلعب على حبال القومية. ولم يدخل في قائمة انتخابية ضمت ازلام البعث والطائفية. ولم ينتقل كل يوم من حزب الى حزب ومن حركة الى تيار. لكنه رغم ذلك كان شوكة حق في عيونكم ونفوسكم التي حاولت سرقة الاتحاد العتيد ورميه في احضان السلطة والمذهبية والطائفية، وهيهات لكم ذلك، واعتقد ان ادباء العراق حينها قالوا كلمتهم الحق والفصل بذلك حين اختارو الاجدر والافضل لقيادة اتحادهم. وهذا ما سيحدث في الانتخابات المقبلة ايضا، وكم يعلم الجميع ان مثل هكذا مقالات مأجورة ومدفوعة سلفا غايتها التشويش وتشويه سمعة الاخرين وبالاخص من يتمتعون بالوطنية والامانة والصدق والنزاهة وانموذجهم الاستاذ الفريد سمعان، ومن هذا المنبر الاعلامي الخير والنير، لابد لقضاء ان ياخذ مجراه ويتم تقديم دعوة قضائية ضد شوقي كريم او تعليق عضويته في اتحاد الادباء، لتطاوله وتجاسره الى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عبر تجاوزه الى شخص رئيس الاتحاد والامين العام، والتشكيك بهما.
هنا اود ان اوجه سوال الى … عفوا شوقي كريم فقد رجعت الى اسمه الحقيقي، كم مرة حضرت اجتماعات الاتحاد وكم مرة ناقشت وطرحت اموار تهدف الى خدمة الثقافة والادباء الذين اعطوك اصواتهم، كم مرة قدمت طلب لتقديم معونة لاديب او مثقف عراقي، كم قمت بزيارة المرضى من الادباء، وسالت عن احوالهم ونقلتها الى رئاسة الاتحاد، كم مرة قدمت مشروعا فيه فائدة للجميع، اظن ان كل هذا لم يحصل ولن يحصل منك ابدا، فقد عرفت بالانتهازية والتهجم على الاخرين والتهور في التصرفات، وكم حاولت وحاولت محو الماضي فهو عالق بك الى ابد الابدين.
سوف يبقى اتحاد الادباء والكتاب في العراق بعيدا عن التدجين الحكومي والسلطوي، وبعيدا عن الطائفية والمذهبية والمحسوبية والمحاصصة وكل الامراض الاخرى التي عشعشت في صدور بعض المثقفين من امثالك وامثال غيرك وانت تعرفهم جيدا، راقصي الحبال والعهود والانظمة، وظز بكل الامتيازات والاراضي والمنافع والاموال التي تاتي على حساب الكرامة والعفة وسحق الضمير، وتبديل الجلود. وللحديث صلة.