18 ديسمبر، 2024 9:57 م

من لايريد إنفتاح العراق على جيرانه؟

من لايريد إنفتاح العراق على جيرانه؟

لامناص من الاعتراف بالنوايا الطيبة و التي تنبع بحس الوطنية الصادقة من التصريح الاخير لزعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر عندما أکد من إنه يجب على العراق الانفتاح على جميع جيرانه، وألا يبقى ساحة صراع. وقطعا فهي ليست المرة الاولى التي يبادر فيها الى إعلان هکذا موقف متسم بروح الحرص و المسؤولية أمام العراق أرضا و شعبا، وهذا مايعطي أهمية و قيمة و إعتبارا خاصا لتصريحاته و مواقفه، لکن السؤال الذي لابد من طرحه هو: من الذي يقف حائلا دون إنفتاح العراق على جيرانه؟
واضح جدا بأن السيد الصدر يقصد تحديدا الجيران العرب للعراق و الذي تأثرت علاقاته سلبا مع جيرانه من البلدان العربية منذ الاحتلال الامريکي للعراق، وهو أمر لم يکن طبيعيا أو مألوفا خصوصا وإنه قد کان للعراق دائما حاضنا عربيا وإن إنقطاعه عنه يعتبر أمرا طارئا و غير إعتياديا، ولذلك فإن تساؤل السيد الصدر منطقي و في محله، لکن لمن المصلحة في هذا الانقطاع؟ هل إن الامريکيين الذين إحتلوا العراق و صاروا صاحب الکلمة الاولى فيه لأعوام عديدة، هم من يقفون وراء ذلك؟ هناك مايدحض هکذا تصور، ذلك إن الامريکيين يرحبون على الدوام بالانفتاح العراقي على جيرانه العرب و يعتبره عامل توازن إيجابي بالنسبة للعراق و يطالبون به بإستمرار.
الطرف الوحيد المستفيد من إنقطاع العراق و إبتعاده عن وسطه و حاضنه العربي، کان ولايزال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يسعى للتعامل مع العراق بما يشبه مجرد إقطاعية تابعة له أو منطقة نفوذ له فقط دون غيره، وإن ماقد جرى منذ عام 2003، حيث إنتشار النفوذ الايراني في العراق ولحد يومنا هذا يثبت و يؤکد ذلك، وإن سلبية النفوذ و الهيمة الايرانية تتوضح يوما بعد يوم خصوصا من حيث التأثير على العراق من الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفکرية، بحيث بات يشکل خطرا حقيقيا على العراق لايمکن تجاهله و التغاضي عنه.
الکثير من الاطراف الدولية و الاقليمية قد حذرت من الدور السلبي للنفوذ الايراني في العراق، لکن تميز من بينها موقف المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي حذر مرارا و تکرارا من هذا النفوذ و إعتبره ليس يشکل خطرا کبيرا على العراق وحده وانما تهديدا کبيرا للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة أيضا، وإن إلقاء نظرة على طبيعة العلاقات القائمة بين العراق و إيران و مراجعة مختلف مجالاتها، فإننا نجد أن الکفة تميل بشکل غير طبيعي للأخيرة، خصوصا من الناحية السياسية، فإن العلاقات السياسية للعراق مع البلدان العربية عموما و مع جيرانه خصوصا تمر دائما عبر البوابة الايرانية و لزوم أن يکون هناك ضوء أخضر لها، فهل يمکن تحقيق هکذا إنفتاح في ظل هذا النفوذ؟!