19 ديسمبر، 2024 2:47 ص

هكذا تبنى الدول يا قادة الكتل

هكذا تبنى الدول يا قادة الكتل

ان من اهم اسباب فشل الاحزاب السياسية العراقية انها تتمشدق بماضيها النضالي ، وتقدمه للمواطن على انه منة منها على هذا الشعب المتبلى بها وباساليبها المشوهة في الحكم . كما وانها من باب الانانية المطلقة لم تعد تتحمل بعضها البعض الاخر او تقبل مشاركته لها في الحكم رغم كونها تنتمي الى فصيلة واحدة ، والسبب قبل كل شئ يعود الى ان كل منها يعد نفسه الاحسن والاكفأ في ادارة الدولة ، وان ماضيه هو التأريخ، ولقد ادى كل ذلك الى اختلاف المتألفين وانفراط عقدهم رغم تحالفهم الشكلي واذا عاد اي منا الى ماضي تلك الاحزاب لوجده ماض غريب عن ارض الوطن لا قواعد لها الا ما كان بحب العقيدة الدينية او اللجؤ الى التمذهب ، وبسبب عقدة الانغلاق المذهبي لم تستطع هذه الاحزاب ان تبني تحالفات وطنية ، كما عملت دول اسيوية رائدة في مسألة الديمقراطية التوافقية ،مثل ماليزيا وسنغافورا ، فالدارس او المطلع على التجربة الماليزية ، يجد انها دولة تشكلت وشعبها مكون من قوميات واديان جد مختلفة عن بعضها ، فالملايو يشكلون نسبة 53%من السكان يليهم الصينيون بنسبة 35% ، وثالثهم من الهنود والباكستانيين فلهم نسبة 18% ، فرغم ان المالييين يشكلون الاغلبية ،وكان بامكانهم تشكيل الحكومات بناءا على الاغلبية الانتخابية ، الا انهم كانوا ميالين الى التحالف مع الاخرين وبذلك تم تشكيل الحكومات المتعاقبة وفق منطق الديمقراطية التوافقية وعلى اساس التمثيل النسبي الحسابي ، وفي ضوء برنامج حكومي مشترك يمثل مصلحة جميع المشتركين ، وقد نجح ذلك التحالف العابر للجزئيات وكانت نسبة نمو البلد في ضوء المتفق عليه وللاعوام الاؤلى 11% . وبذلك يكون تحالفهم عمليا قد تجاوز المكونات للمكون الاوحد الا وهو الوطن الواحد ، وقد شرح لنا احد السياسيين القدماء في ماليزيا ان تنفيذ قاعدة الشخص المناسب للعمل المناسب كان مطبقا بشدة ، وان المحاسبة على الانجاز هي القاعدة الشائعة ، وبذلك كانت ماليزيا قد تخطت الازمان في اسيا اسوة بنماذج دوللها التي ضربت مثلا في طرائق مغادرة التخلف ، وهكذا يعطون المثل في بناء الدول يا قادة العراق ويا زعامات الكتل…

أحدث المقالات

أحدث المقالات