26 نوفمبر، 2024 2:50 م
Search
Close this search box.

الجهد الوطني لمام جلال المناضل ..يحكمه قانون الطبيعة..!!

الجهد الوطني لمام جلال المناضل ..يحكمه قانون الطبيعة..!!

قانون الحياة وجد منذ الازل على اساس  الولادة والموت  ، قانون غير قابل للتغير ، لا يختلف عليه احد الا الموبؤن بداء العظمة ، فنجدهم يرفضونه ، كما رفضه فرعون  ايام جبروته وطغيانه ظنا منه ان الجاه والثروة والنفوذ ستجنبه حكم هذا القانون الذي أقره الواحد الاحد ليتعظ  منه البشر جميعا ان البقاء الابدي هو لوحده(( الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش))..
اذن هكذا نرى الحياة والموت فهي مسالة طبيعية رغم قساوتها ، ولا يستطيع أي كائن ان يرفضها أو يطلب عونا من ان يجري عليها التغيير ، بل وهكذا اراه في سفر اي مناضل لم ينحني قامته أمام جبروت الطغيان ،
الايام القليلة الماضية من حياة وسفر مام جلال كانت أيام امتحان عسير لمعدنه الانساني والمبدئي والوطني (( وان كره الكارهون)) ، اللحظات الاخيرة قبل اصابته بالجلطة الدماغية كانت صراعا من أجل مبادئه الإنسانية التي حملها بل وامن بها منذ عشرات السنين ، و كانت متوقعة في ظل جهده الوطني المثابر لاحتواء ازمة المالكي المفتعلة مع حكومة اقليم كوردستان الذي يحاول ان يضع البلاد والعباد مجددا في اتون حرب طائفية مقيتة ، املا ببقائه على كرسي الرئاسة التي جاءته بمباركة من الكورد  وانقذته من الزوال عن الساحة السياسية ، لو لا مساندة مام جلال  له في احلك الظروف التي واجهها ….
اليد واحدة لا تصفق  شعار يحكمه قانون  الحياة الطبيعية ، ولكن لم يقطع الطريق أمام الجهد الجاد والمثابر ،  اتخذه الرئيس مام جلال وسيلة للتواصل مع اقطاب المعارضة للامس القريب وسادة الحكم اليوم دون ملل لتجاوز الخلافات والعقد السياسية المستعصية التي بدأت تلتهم الآمال العراقية المشروعة بهدوء ، وتقطع الطريق امام المعالجات والحلول ، بل ولم يثني من العزيمة  الوطنية لهذا الرجل التاريخي الذي دخل الميدان  بمباركة كل الكتل والاحزاب الكبيرة الذين أحسنوا الظن به وكان جديرا ان يكون على رأس الهرم في قيادة الدولة العراقية ، واستطاع ان يصفق بيد واحدة على ايقاع  الايمان والمطاولة  بأهمية فكرة التغيير للعقول التي لا تعزف الا على أوتار الفرقة والتفكك ، وخرج بذلك من القاعدة متحديا كل الافكار التي تطبل للطائفية والحروب ، ويكشف زيف الادعاءات التي تحوم حول شخصيته السياسية الفذة ، والراعية لهموم  وطن ينتمي اليه بشعور خال من الرياء والنفاق ، والرافضة لأي فكرة تحاول اصحابها ان يجردوا الناس من صبرهم واستنفارهم من العنف المرفوض في عقليته الفكرية والانسانية  فعلا وقولا ، مؤمنا بذلك ان الاستقرار لن يتحقق الا بتغيير العقول العنصرية والشوفينية التي لا تقيم  وزنا لطبيعة المهمة الملقاة عاتق كل من يؤمن بعراق خال من التعصب وأفة الفتنة والتمزق…
رحلته العلاجية  الاولى الى المانيا كشفت بلا شك حاجة العراق لحكمته  وحنكته السياسية التي تتسم بالموضوعية المطلقة لمعالجة وايجاد الحلول للازمات ، ومن ثم نظرته الثاقبة لطبيعة مهامه الرسمية التي حولها الى جهد وطني خلاق ، وتوظيفه للمصالح الوطنية العليا ،  فضلا من اهمية وجوده كشخصية سياسية لها تأثيراتها الايجابية على مسار العملية السياسية  ، وحجم مكانته القيادية الفذة التي تحظى باحترام الجميع دون استثناء ، بما في ذلك المرجعيات الدينية التي لا تترك مناسبة  ، الا وأن تؤكد على ان مام جلال هو صمام ألأمان للعراق والعراقيين عموما لكونه لا ينحاز الى طرف على حساب أي طرف أخر ، لذلك فحين اصابته الجلطة الدماغية اندفع الجميع الى مشفاه للوقوف على حالته الصحية ، وانهالت على مكتبه الخاص الالاف من طلبات الاستعداد من أغلبية رؤساء دول العالم  بتقديم الخدمات والمستلزمات الطبية الضرورية اللازمة  لضمان شفائه وتحسن حالته الصحية ، وهذا يعني ان شخصيته السياسية لم تعد محصورة بين اربعة جدران مكتبه داخل المنطقة الخضراء بل تجاوزتها لتكون واحدا من ألمع الشخصيات السياسية  في العالم التي تحظى باهتمام بالغ من لدن المجتمع الدولي ، والذي يستندون على خلفيته النضالية وكفاحه العادل من أجل الحرية والكرامة الانسانية ، دون ان يترك اثناء سفره التاريخي . ولو علامة واحدة من علامات القهر والاضطهاد حتى بحق أعدائه الذين غالبا ما كانوا يقعون في الاسر اثناء سير العمليات القتالية في كوردستان ، وكثيرة هي المرات كان يوعز بإطلاق سراح الاسرى فور الانتهاء من القتال ، عكس قوات الجيش الذين كانوا يجدون في الكوردي الاسير غنيمة لينهالوا عليه من كل صوب بالضربات تلو الضربات بالأرجل والايدي وأخماص البنادق ، وسب وشتائم بالفاظ سوقية التي كانت تخرج من افواه ترعرع اصحابها على السحت الحرام….
واليوم في ظل ما يعانيه البلاد من ازمات التي يتفرج عليها الاطراف السياسية جميعها جاءت أزمة فخامة الرئيس الصحية ليزيد من قلق العراقيين ومخاوفهم على ما سيتركه من غيابه على الساحة السياسية في خضم فوضى التصريحات التي يتفنن اصحابها في توسيع رقعة الخلافات لتكون بداية النهاية للعملية السياسية التي بقيت من أول يوم لبدايتها يحميها مام جلال من الفشل بعقليته السياسية الناضجة التي ينفرد بها عن باقي السياسيين ، بدليل اقرارهم واعترافهم بهذه الخصوصية التي يتمتع بها سيادته ، وهذا يعني ان العراقيين عموما يضعون في الحسبان هذه الحقيقة ، ولا يترددون في الكشف عن مخاوفهم من ان يتحول فترة غيابه الى ساحة مفتوحة لاستعراض العضلات خصوصا وهناك أكثر من طرف يسعى باتجاه بث الفرقة والفتن بين ابناء الشعب العراقي ، بل ولا يترددون في الاستعانة بالقوى الدولية والاقليمية لتحقيق تلك الاهداف
اذن فحين يتألم العراقيون ويحزنون على صحة رئيسهم مام جلال ، فهم يحزنون على روحيته الوطنية الخلاقة  ، وشخصيته ذات العقلية السياسية الحكيمة التي تجيد فن الحوار وبناء الافكار من اجل الوطن .. لذلك فهو يستحق منا الدعاء والصلوات  ليعود الى ارض الوطن سالما معافا لنجدد الامل بوجوده ، و تحت ظل رئاسته الحكيمة التي تدفع الشرور والاذى عن وطننا العراق وتجنبنا هول الكوارث…..

أحدث المقالات