نفى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء، وجود نقاش لترشيح بديل عن رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي يتلقى العلاج حاليا في المانيا، وفي حين اكد ان الكرد لن يتنازلوا عن رئاسة الجمهورية، أشار إلى أن مساعي حل الأزمة مع بغداد التي بدأها الرئيس ستستمر.
وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده بمنزل النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول في السليمانية على هامش عقده اجتماعا مع قيادات في الاتحاد إن “زيارته تأتي للتأكيد على الأخوة مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي، والتأكيد على مواقفنا المشتركة على جميع الأصعدة فيما يخص الأوضاع السياسية”. ونفى بارزاني “وجود أي مخاوف من الاتفاقية الاستراتيجية بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي”، مؤكدا أن “الواجب الأخلاقي والوطني يتحتم علينا باستمرار العلاقة وتطويرها مستقبلا”.
وتابع بارزاني أن “جلال طالباني بدء جهوده لحل الأزمة، ولدينا برنامج مشترك، إلا أن مرض الرئيس طالباني أخر الجهود”، مشيرا إلى أن “الأطباء أعلنوا أن صحة الطالباني في تحسن”. وبين بارزاني أن “إقليم كردستان لم يضع بديلا للطالباني ولن يتنازل عنه، ولم تتم مناقشة تغيير أسم الطالباني مع أي جهة”.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وصل اليوم الثلاثاء، إلى مدينة السليمانية في أول زيارة منذ الأزمة الصحية لرئيس الجمهورية جلال طالباني. وتعد زيارة بارزاني الأولى من نوعه منذ الأزمة الصحية لرئيس الجمهورية جلال طالباني، واندلاع الأزمة ين بغداد وأربيل بشأن المناطق المتنازع عليها.
وكان الطبيب المرافق لرئيس الجمهورية جلال طالباني في ألمانيا أكد، أمس الاثنين،( 24 كانون الأول 2012)، أن احتياجات الرئيس الذي يتلقى العلاج في مستشفى شاريتيه منذ الـ20 من كانون الأول 2012، بعد إصابته بتصلب في الشرايين، لأجهزة الدعم الطبي “تتناقص” بفضل استقرار حالته الصحية واستجابته للمعالجة، نافياً ما أشيع بهذا الشأن على لسان طبيب الماني “مزعوم” من أصل عربي.
وفشلت بغداد وأربيل، في آخر اجتماع مشترك عقد في الـ(29 من تشرين الثاني 2012)، بالوصول إلى حل بشأن التوتر المستمر بينهما منذ أسابيع بعدما رفض رئيس الحكومة نوري المالكي (11) نقطة من مجموع (14)، جاءت في وثيقة الاتفاق الأولي بين البيشمركة ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، واتفقت الأحزاب الكردية في اجتماع مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في الـ(30 من تشرين الثاني 2012)، على وصف نهج الحكومة العراقية بأنه خطير وينذر بأزمة لكل العراقيين.
وكانت رئاسة الجمهورية العراقية أعلنت، في الـ13 من كانون الأول 2012، عن الوصول إلى اتفاق ”حظي بتعضيد” رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ورئيس الإقليم مسعود بارزاني لوقف جميع الحملات الإعلامية التي تؤدي إلى تشنج العلاقات وتوتير الأجواء، إضافة إلى الاتفاق على اجتماع للجان العسكرية-الفنية ذات الاختصاص بهدف تشكيل مجموعات من سكان المناطق المتنازع عليها لتوفير الحماية لها.
وتصاعدت الخلافات بشكل أكبر بين أربيل وبغداد بعد حادثة قضاء طوز خورماتو (80 كم جنوب كركوك)، في الـ(16 من تشرين الثاني 2012)، التي شهدت اشتباكات بين قوات عراقية مشتركة من الجيش والشرطة وقوة من الأسايش (الأمن الكردي) كانت مكلفة بحماية مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وسط القضاء الواقع بين (محافظتي كركوك وصلاح الدين) ذي الأغلبية التركمانية، وأسفرت عن مقتل مدني على الأقل وإصابة أربعة من الأسايش وثلاثة من الشرطة وجندي، وأعقب تلك الاشتباكات تصعيداً سياسياً بين القادة الكرد ورئيس الحكومة وتحريك لقطاعات عسكرية مدعومة بالمدافع والدبابات إلى المناطق المتنازع عليها من قبل الطرفين.