خاص : ترجمة – محمد بناية :
بدا أن تناغم البرلمان مع حكومة، “حسن روحاني”، الجديدة سوف يفتح الأجزاء للسينما خلال العام الماضي، (1963 هـ. ش)، لكن هذا لم يحدث عملياً.
بل لم تكن شعارات “حسن روحاني” الفنية والسينمائية؛ في الجولة الأولى من رئاسة الحكومة عام 2013، قوية ناهيك عن الدورة الرئاسية الثانية، حيث كل شيء يضخ للاتفاق النووي والاقتصاد. ورغم حرص “روحاني”، خلال المنافسات الانتخابية عام 2013، على تكرار جمل مثل “ضرورة إعادة فتح بيت السينما”، لكن لم تجد السينما مكاناً على لسان ر”وحاني”، أثناء المنافسات الانتخابية 2017.
ويتوقع رجال الفن بحكومة الاتفاق النووي، أن الفترة الرئاسية الثانية للدكتور، “حسن روحاني”، سوف تكون أكثر تسامحاً وتساهلاً تجاه السينما؛ مع الأخذ في الاعتبار التناغم بين الحكومة والبرلمان، لكن للأسف ما يزال الباب يدور على نفس المفصل.
ومن أهم تحديات السينما الإيرانية، خلال العام الإيراني الماضي؛ كما يقول “مهدی طاهباز” مراسل (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية، هي العروض المبتذلة والتراخيص. ورغم أن السينما حازت من منظور المبيعات مرتبة أعلى من الأعوام السابقة، لكنها عانت مشكلات من حيث جذب المتلقي.
“عام التمساح” والموسيقي الذي يحيي الأعراس..
الأفلام السينمائية الأكثر مبيعاً، خلال العام الإيراني الماضي، كانت تستهدف إضحاك المشاهد؛ وقد كانت حاجة المجتمع الإيراني إلى الضحك سبباً في تحطيم السينما الإيرانية معدلات المبيعات. حيث حققت أفلام (تمساح كبير الأسنان- 2) و(مرآة العناق)؛ مبيعات بقيمة 20 مليار طومان، وأقترب فيلم (دورية الإرشاد- 2) من حاجز الـ 20 مليار.
والطريف أن الأجزاء الأولى من الفيلمين تناقش ثيمات طُرحت كثيراً خلال العامين الماضيين في أفلام مثل؛ (القبعة الحمراء) و(المطرودون). والملاحظ من كل أو معظم الأفلام الكوميدية للعام الإيراني الماضي، أن النكات الجنسية بل والمبتذلة والسخيفة لم تعد خطاً أحمر بالنسبة للمسؤولين عن السينما.
عروض مبتذلة.. ومدير جبان..
منح “وزير الإرشاد” مهلة شهرين إلى رئيس هيئة السينما لبيان أسباب الأفلام غير المرخصة في حكومات “أحمدي نجاد” و”روحاني”. وبعد إنتهاء المهلة أعلن مساعد الرقابة والتقييم في هيئة السينما ترخيص خمس أعمال وإجازتها للعرض من كم الأفلام غير المرخصة الهائل.
أفلام مثل (أنا لست عصبياً) و(قمامة جميلة) و(الجنة) و(البيت الأبوي) و(بيت الأخت). وقد تقرر عرض هذه الأفلام حتى نهاية العام الإيراني، (1396 هـ. ش)، تباعاً؛ وهي أفلام حصل بعضها على ترخيص قبل ذلك، بل إن فيلم (البيت الأبوي)، لـ”كيانوش عياري”، كان قد حصل على ترخيص خلال العام، (1395 هـ. ش).
لكن تصريحات المسؤولين عن السينما هذه المرة لم تكن كالسابق، حيث عُرض فقط فيلم (بيت الأخت)، بينما لم تُعرض الأفلام الباقية على شاشات السينما رغم الحصول على تراخيص. لكن الموقف الأعجب أن فيلم (أنا لست عصبياً)، للمخرج “رضا درميشيان”، وهو الفيلم الذي حصل على ترخيص عرض خمس مرات وإعلان المسؤولين السينمائيين عدم وجود مشكلة في عرض الفيلم، لكنه مع هذا لم يعرض على شاشات السينما. وإلتزم “رضا درميشيان”، طوال السنوات الماضية، الصمت حيال ما يحدث مع فيلمه، قبل أن ينشر رسالته تعليقاً على عدم العرض.
وكانت الرسالة تحمل شعار بيت السينما ومزيلة بتوقيع ثلاثة مدراء هم: “إبراهيم داروغه زاده”، (مساعد الرقابة والتقييم بهيئة السينما)، و”منوتشهر شاهسواري”، (المدير التنفيذي لبيت السينما)، و”علي رضا رضاداد”، (مستشار بهيئة السينما).
ومما جاء بالرسالة، بحسب (راديو الغد): “التاريخ الأخير لعرض فيلم (أنا لست عصبياً) هو 14 شباط/فبراير 2018، وهذا التاريخ غير قابل للتغيير وتُكلف هيئة السينما بمسؤولية عرض الفيلم؛ وهو التاريخ الذي لم يكن مقرراً أبداً ولم يُعهد إلى أحد بالمسؤولية”.
وخلال الفترة الرئاسية الأولى للدكتور “روحاني”؛ عمل البرلمان وتحديداً “اللجنة الثقافية”، على خلق الكثير من المشكلات بشأن عرض الكثير من الأفلام، وهدد النواب المعارضون لسياسات الحكومة بإستجواب الوزير. لكن ورغم تناغم البرلمان نسبياً مع حكومة “روحاني” الثانية، لكن مدراء السينما يتبنون رؤية أكثر أصولية خوفاً على مناصبهم، ويفرضون من جهة على التحديات الكثيرة للحصول على التراخيص ثم إصدار التراخيص وأخيراً عدم تنفيذ التراخيص التي وقوعوها وأصدروها.