23 ديسمبر، 2024 8:01 م

منذ ان بدأ اهل العراق في ممارسة الديمقراطية واختيار حكامهم بأنفسهم من خلال صناديق الاقتراع وحيث الحاكم بحاجة المحكوم ولو لفترة زمنية تقع عادة بين نهاية وبداية كل دورة انتخابية،تعدد اساليب الكتل السياسية في التقرب والتزلف من اولياء نعمتهم ابناء الشعب،وتعقد الجلسات الطوال ويعين المستشارون ويستعان بالشركات المختصة بالدعاية والاعلام لغرض الحصول على صوت الناخب وبالتالي الحصول على كرسي الحكم،وبعد ذاك تتكشف الاوراق وتظهر حقيقة الشعارات والوعود والعهود،وللحقيقة والانصاف ان ظروف البلد الغير طبيعية وشهوة الحصول على المغانم سواء على مستوى الطبقة السياسية او حتى على المستوى الشعبي جعل معظم الشعارات والوعود تذهب ادراج الرياح،فالعراق بلد متعدد المكونات وخرج من حكم حديدي لايرى الانفسه وزرع الطائفية والحس القومي بين المكونات لغرض اضعافها والتمكن من البقاء في سدة الحكم اكبر فترة ممكنة، فترة تسلطة تميزت بغبن وتهميش مضاعف على جزء من هذا الشعب وهذا لاينفي وقوع الظلم على بقية المكونات،هذا ولد مشاعر من انعدام الثقة بين هذه المكونات،فالشيعة عانوا ماعانوا وهم يطمحون بالتعويض وكذا الكورد والسنة العرب يشعرون بالخوف من انقلاب المعادلة ضدهم،ولم تستطع النخب السياسية ان تصنع خطاب وواقع متوازن يطمن الجميع،وايضا سوء استخدام الشعارات التي يمكنها ان تزرع هذا الاطمئنان فالمشاركة تحولت الى معرقل والاغلبية عنت الاستحواذ في العقلية السياسية ونقلتها الى الشارع،فضلا عن ارتباط الكثير من السياسيين بأجندة معادية للمشروع الوطني في العراق الجديد،وبروز حب السلطة وغياب الحكمة والحنكة لدى بعض الساسة دفعهم الى استخدام اسلوب الاستغفال والتشويش على المواقف المخلصة بطرق الدس والتسقيط المنبوذ،مما اعطى فرصة لمضاعفة الاخطاء،حتى وصل الامر الى التلويح بالقوة بين الشركاء،واستخدام هذا الموضوع للاغراض الانتخابية ،وهذا امر في غاية الغرابة وهو ينسف كل المشروع فالحكم البعثي الاستبدادي كان سلاحه في مواجهة معارضية اشغال الشارع بالحروب المتلاحقة واشعارهم بالخطر الدائم،لذا فماجرى في الاونه الاخيرة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان انتكاسة كبرى في العراق الجديد،حيث يقف كل طرف ليقول للشعب سأقودكم لحرب اخوانكم وابناء وطنكم وشركائكم في المظلومية والدماء لعجزي عن حل الامور المختلف عليها والتي نص عليها الدستور تحت هذه الخيمة الشرعية! ويكون اسلوب الكسب الشعبي  بهذه الطريقة المدمرة وليس بطريقة تلبية الحاجات وتعويض المحروميات والبناء،هذا الفشل في اداء الواجب والتبرير انعكس وينعكس سلبيا على موقف الشارع من التغيير برمته،ويخالف كل ابجدياته،ويعيد المجتمع الى نقطة الصفر او الى مادون الصفر،وهنا ينبغي على الساسة التنبه لهذا الخطر وتغيير نغمة الاعلام الانتخابي لمساعدة الناس على التفريق بين واقع الحال في العراق الجديد عراق العدالة والبناء والاعمار وبين عراق اختفى بني على معادلة ظالمة وغبن وتهميش وقتل وحروب وتدمير،وشطب كل عبارة في برامجهم الانتخابية تخص مكون دون اخر كي يشعر المواطن في كل اجزاء العراق بوحدة وطنه وتمثيله من قبل هذه القوى والساسة المتصدين،ورغم ان البرامج الانتخابية لهذه اللحظة غير معروفة وغير معلنه بأنتظار فترة الدعاية الانتخابية،وخوفا ان تكشف من قبل المنافس، لكن نجد ان هناك قوى اتسمت بوضوح الرؤية وتباث الموقف وكشف برنامجها الانمتخابي حتى لو لم يعلن بصورة واضحة،فتيار شهيد المحراب الذي تميز عن الاخرين بوقوفه مع الوطن والمواطن في اوج لحظات انشغال الاخرين بالازمات السياسية ونسيانهم للشعب طرح عدد من المبادرات التي تخص الخدمات التي غابت عن قاموس الساسة طيلة السنوات المنصرمة،منها البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ومشروع تأهيل محافظة ميسان وصندوق رعاية الاطفال وبرنامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وزيادة رواتب المتقاعدين ومنحة الطلبة الجامعيين وزيادة اسعار المحاصيل الزراعية وغيرها،هذه المبادرات عندما ينظر لها المواطن يجدها تتسم بالشمولية لكل مكونات الشعب العراقي وايضا تعالج مشاكل حقيقية،وتطبيقها يرفع من واقع المواطن العراقي كثيرا،والاهم انها تغادر عراق الامس عراق الحرب والخراب والاستحواذ،وتعد برنامج انتخابي مضمون لدى المواطن حيث اطلقت في فترة بعيده جدا على الانتخابات ولم يكن للتيار وجود في السلطة وكان يمكن لعقل لبيب في الحكومة ان يعمل على تنفيذها للاستفادة منها سياسيا بدل التلويح بلغة الحرب ،لذا نجزم ان تيار شهيد المحراب الوحيد بين القوى السياسية من قدم صك مصدق للشعب لقاء الحصول على الاصوات في الانتخابات ىالمقبلة وهي حالة فريدة تعطي العراق الجديد صورته كما اريد لها.