17 نوفمبر، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

مناديل ورقية في جيوب المقتدرين!!

مناديل ورقية في جيوب المقتدرين!!

السبب الجوهري لما يصيب الأوطان والمجتمعات من الويلات والتداعيات والإنتكاسات , لا علاقة له بفئة أو مذهب أو دين أو كيان أو أي سبب آخر موجود عند البشر منذ الأزل , ولا يخلو منه مجتمع من المجتمعات إلى الأبد , وإنما عندما تتولاها المناديل الورقية التي تُلقى في سلال المهملات بعد الإستعمال.

فهذه المناديل الورقية الموضوعة على كراسي الحكم والمسؤولية هي البلاء الأكبر والطامة الكبرى , التي تتفرع منها المآسي والفواجع والكوارث بأنواعها المروعة القاسية.

وتأملوا كم منها وُضِعت وأستعملت ورميت في سلال المذلة والهوان والخسران؟!!

كم منها جاءت وإنتفخت كالبالونات الهوائية ومن ثم تهالكت وتهاوت على عروشها , أنظروا القرن العشرين وستجدون العشرات منها التي فعلت ما فعلت , وألقيت في مزابل التأريخ العربي البعيد والقريب.

فلا تكاد توجد دولة عربية واحدة خالية من هذه المناديل الورقية , التي تحكم بأمر القابض عليها بجيبه , والذي يستعملها عند الحاجة وأنى يشاء ويأتي بغيرها بعد حين.

وفي هذا القرن الفتاك , فأن الواقع سيزداد وجيعا لتكاثر هذه المناديل وتفرعها , وتسربها في هياكل الدولة ومؤسساتها , وقد تم تأهيلها وبرمجتها وغسل أدمغتها وتعبئتها بالأفكار المطلوبة والعواطف والإنفعالات المرغوبة , والمتوافقة مع فكرة المشروع والبرنامج والهدف والمصلحة , وهاهي تفعل فعلها وترفع شعاراتها , وتمتلك إعلامها ومبوِّقيها والمدافعين عنها حتى تأتي أوكلها , وينتفي دورها فتلحق بمثيلاتها المهملات.

وعليه فأن الإنتخابات في معظم المجتمعات العربية يُروّج لها للإتيان بالمزيد من المناديل الورقية المتعددة الأشكال والألوان , فمهما حاول المنتخبون فأنهم لن يأتوا إلا بمنديل ورقي آخر وحسب , والقصد من ذلك تحويل المجتمعات إلى مناديل ورقية مؤهلة لإستعمالات متنوعة.

فتلك هي الحكاية , وفيها ما لا يُحصى من المزايا وسوء النوايا , فانتخبوا منديلا ورقيا وشاركوا في ملاحم الآثام والخطايا!!!

أحدث المقالات