26 نوفمبر، 2024 11:54 ص
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” تكشف .. فجوات الحوار المرتقب بين كيم وترامب !

“واشنطن بوست” تكشف .. فجوات الحوار المرتقب بين كيم وترامب !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بعد التصريحات النارية المتبادلة بين الرئيس الأميركي ونظيره في كوريا الشمالية، تفاجأ العالم بأن “كيم جونغ-أون” قد أعلن استعداده للجلوس على طاولة المناقشات في اجتماع مع “ترامب” لنزع السلاح النووي، والأكثر من ذلك أن النظام الكوري وعد بالإمتناع عن إجراء تجارب نووية وصاروخية خلال المحادثات، ويقول إنه ليس لديه سبب لعدم نزع السلاح النووي؛ طالما أن ضمانات أمن كوريا الشمالية مكفولة.

تنوعت ردود الأفعال من الحماس الحذر إلى الإستياء من قبول “ترامب” للدعوة، ولذلك بدا أن البيت الأبيض يتراجع عن قراره المفاجئ بعقد الاجتماع؛ عندما أعلن في المؤتمر الصحافي، الجمعة الماضي، أنه سيتعين على كوريا الشمالية إتخاذ “إجراءات ملموسة وقابلة للتحقق” قبل اللقاء المرتقب.

رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن هناك ثلاثة تحديات أساسية، ستقف أمام نجاح هذا اللقاء المنتظر، بعد عقود من المحاولات الفاشلة لحل المشكلة النووية الكورية الشمالية، وتلك التحديات قائمة بغض النظر عن أسلوب “ترامب” غير القابل للتنبؤ به، حتى في أكثر الحالات تفاؤلاً بأن بيونغ يانغ جادة بشأن نزع السلاح النووي.

التحدي الأول: فجوات المصداقية..

لكي تقوم كوريا الشمالية بالتخلص من أسلحتها النووية، يجب على “كيم” أن يقتنع بصدق بأن الولايات المتحدة لن تضر بنظامه، وذلك لن يكون سهلاً، إذا أخذنا في الاعتبار سجل واشنطن في الإطاحة بالديكتاتوريين، وكان آخرها في العراق وليبيا.

سوف يتطلب تعزيز مصداقية الضمانات الأميركية إتخاذ تدابير مكثفة، مثل ضمان شخصي من “ترامب”، وقرار من الكونغرس أو دور صيني في العمل كضامن لأي اتفاق سلام. ولكن حتى هذه الإجراءات، التي يصعب ترتيبها، قد لا تكون كافية لإرضاء نظام مقتنع بأن الولايات المتحدة تسعى إلى قلبه.

لذا قد يواجه الكوريون الشماليون معركة لإثبات الثقة في واشنطن، في ضوء سجل حافل بإنتهاك الصفقات  التي وقعوها في الماضي. ويعتقد معظم المراقبين أن كوريا الشمالية سوف تغش وتواصل توسيع برنامجها النووي في الأشهر القادمة. ولإثبات أنه جاد بشأن نزع السلاح النووي، يتعين على “كيم” قبول عمليات التفتيش الغازية لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” في المواقع النووية المعلنة، وكذلك المواقع العسكرية غير المعلنة. هذا شيء ترفضه معظم الدول فما بالنا بدولة مثل “كوريا الشمالية” !

التحدي الثاني: فجوات التوقعات..

تقول الصحيفة الأميركية أن الجانب الأميركي يرى أن كوريا الشمالية تتطلع للحصول على نتائج السيناريو المثالي، الذي حدث في أيلول/سبتمبر 2005، من خلال البيان المشترك للمحادثات السداسية حول نووي كوريا الشمالية، حيث ألزمت هذه الوثيقة بيونغ يانغ بنزع السلاح النووي مقابل ضمانات أمنية واقتصادية، في نفس الوقت الاتفاق لا يمنع كوريا الشمالية من الإنخراط في أعمال استفزازية أخرى، مثل الأنشطة العسكرية أو الهجمات السيبرانية. ولكن أي عدوان غير نووي من قبل كوريا الشمالية، قبل أو أثناء أو بعد المحادثات مع واشنطن، يمكن أن يؤدي إلى إنهيار أي تقدم في تلك المحادثات.

ومن المرجح أن كوريا الشمالية ستتوقع إمتناع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات إضافية أو المشاركة في إجراءات عقابية أخرى أثناء المفاوضات. ولكن واشنطن اضطرت لفرض العقوبات على بيونغ يانغ بعد المحادثات السداسية، عندما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على بنك في “ماكاو” الصينية لغسل الأموال لكوريا الشمالية.

كان موقف واشنطن في ذلك الوقت هو أن العقوبات كانت مبررة ومنفصلة عن العملية السداسية، لكن كوريا الشمالية لم تتقبل هذه العقوبات. ولكن على ما يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، خلال الشهر الجاري، عن عقوبات جديدة ضد  كوريا الشمالية بعد إعلان أنها مستعدة للحوار، وذلك بعد التوصل رسمياً إلى أن كوريا الشمالية استخدمت الأسلحة الكيماوية العام الماضي لاغتيال “كيم جونغ-نام”، الأخ غير الشقيق لـ “كيم جونغ-أون”.

وترى الصحيفة أنه للتغلب على هذه الفجوات المتوقعة، يمكن للجانبين وضع قواعد تفصيلية للتعامل لمنع فشل المحادثات، على الرغم من أن هذا يتطلب مفاوضات مسبقة موسعة.

التحدي الثالث: فجوات النتائج المرغوبة..

من الصعب التوقع بنجاح المحادثات؛ إذا كانت لدى واشنطن وبيونغ يانغ أهداف نهائية مختلفة عقب المفاوضات. وبينما قد تكون الولايات المتحدة مستعدة للتوقيع على اتفاقية سلام؛ تقول إنها لن تضر بنظام “كيم” وستطبع العلاقات في مقابل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، فقد تسعى بيونغ يانغ إلى شيء مختلف تمامًا.

على سبيل المثال، يمكن أن يطلب “كيم” إنهاء التحالف الأميركي مع تحالف كوريا الجنوبية وإنسحاب القوات الأميركية من شبه الجزيرة الكورية، بغض النظر عما إذا كانت بيونغ يانغ مستعدة حقاً للتخلي عن أسلحتها النووية في مقابل ذلك.

وفي ظل هذه التحديات الهائلة، فإن فرص المفاوضات للوصول لحل نهائي للأزمة النووية الكورية الشمالية، هو احتمال ضئيل. ولكن الآن بعد قبول البيت الأبيض دعوة “كيم”، فهناك تخطيط دقيق لما يمكن وما لا يمكن طرحه على طاولة المفاوضات. ولكن الأمل باقي في أن تؤدي المفاوضات بمساعدة دبلوماسية جريئة من جانب “ترامب” و”كيم”، إلى شبه جزيرة كورية أكثر استقراراً وسلاماً.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة