الواقع السلوكي البشري يشير إلى أن ما تحتويه الرؤوس تسكبه في محيطها الذي تتفاعل فيه , والعلاقة ما بين محتويات الرؤوس وواقع حال الأيام بجغرافيتها وتأريخها ومكانها وزمانها , علاقة تكافلية وتفاعلية ذات تأثيرات متبادلة مؤثرة ومتأثرة.
فإذا إحتوت الرؤوس طيبا فالواقع سيكون جميلا , ومزدحما بالفضائل والتعبيرات السلوكية الرحيمة السامية.
وإذا إحتوت خبيثا فأنها ستصنع بيئة سيئة مترعة بالرذائل, ومشبعة بالفساد والقسوة والوحشية السافرة.
وعندما ننظر إلى أي مجتمع فأن ما هو عليه يكشف ما يعتمل بالرؤوس ويتأكد في النفوس.
ويبدو أن بعض المجتمعات قد إرتضت أن تكون رؤوسها حاويات نفايات العصور , فهي معبأة بالضلال والبهتان وبمفردات السوء والبغضاء والعدوان , وتعكس هذه النفايات بسلوكها الفردي والجمعي.
وبسبب تحول الرؤوس إلى حاويات للنفايات فأنك تقرأ وتسمع ما يثير العجب والإستغراب , لأن هذه الرؤوس لا يمكنها أن تتصور غير ذلك , فالفساد خُلقها , والخيانة طبعها , والأنانية مذهبها , والتبعية دينها , وكتاب الأمير كتابها.
إنها إرادة النفايات المنكبسة في الرؤوس المتعفنة , التي تزكم روائحها الأنوف , فتطلق جيف ما فيها وتفرضه على الواقع من حولها.
فما ينبعث منها لا يعدو أن يكون رائحة نتنة من نفايات محصورة في أوعية مغلقة , وقد أمعنت بعفونتها وفاحت منها الأعاجيب.
ولهذا فأن أصحابهاعليهم أن يدركوا وجوب إفراغ هذه النفايات في أماكن التخلص منها بأساليب معاصرة أو حرقها في النيران.
إن العصر بحاجة لرؤوس منورة مترعة بالعلوم النيرة والأفكار المشعشعة الأنوار.
فهل من رؤوس ذات نور؟!!