24 ديسمبر، 2024 3:48 ص

المالكي : وشراكة الكذابين …

المالكي : وشراكة الكذابين …

ليس هنا بصدد المالكي شخصياً , بقدر ما نحن بصدد حكومة المأزق التي يرأسها , محنة وطن , ومواطن ضائع بين واقع مأساوي واعلام كاذب , فمنذ تسعة اعوام تقريباً , يتمزق العراقيون بين خوفهم من ماض تدفع بأتجاهه قوى تمتلك حصة الأسد في حكومة المالكي , وبين قلقهم على حاضرهم ومستقبل اجيالهم من حكومة فاسدة مشبوهة الولاءات والأرتباطات تعمل مع وضد المالكي .

الأجوبة التي تسبق الأسئلة , ناخذها من افواه رؤساء الكتل المشاركة في حكومة ( اللاشراكة ) التي قبل المالكي واستمر برئأستها , فقط نستثني هنا اجوبة التحالف الكوردي الذي يمثل دولة الأقليم في البرلمان العراقي , انها واضحة صريحة , اذا نطق فيها الرئيس في اربيل استجاب لها المنبطحون في بغداد , ونكتفي فقط بأجوبة الأطراف التي تشكلت منها مؤسسات الفساد وحراك الأرهاب ومصادر الفوضى والضعف .

لو اخذنا مثلاً , بعثيي ائتلاف العراقية التي يرأسهم الرمز البعثي والممثل الأكفأ لثقافة وعقائد وسفالة وممارسات آخر وجوه ازمنة مجلس قيادة الثورة الدكتور اياد علاوي وطلبنا منه ان يقول لنا : ماذا يريد ويخطط له ويدفع بالعراق الى هاويته , فالأجابات قالها صريحة عبر التصريحات واللقاءات والتحالفات والأتصالات والممارسات …

ــــ اريد اسقاط المالكي , فأنا الأحق بحكم العراق .

ــــ كيف  … وبمشاركة من اسقاطه .. ؟؟؟

ـــ  بمساعدة اعداءه من الأخوة الأكراد وتيار الأشقاء ووكلائنا في التحالف .

ـــ لكن الجميع لهم شروط ومطامع وقد لا تتفق ومشاريعك .. ؟؟؟

ـــ  لا يهم , انها قضية وقت وفي اليمنى نسترجع ما نعطيه في اليسرى , فبعد تصفية الحساب مع شيعة الجنوب , يكون الشمال في قبضتنا , نحن بعثيون ولا وجود للمستحيل في طريقنا , المهم بغداد  .

+ ــ ولو اخذنا الزعيم الشاب مقتدى الصدر , والذي لا تتجاوز مؤهلاته سوى انه من ظهر الوالد الشهيد , وسألناه عما مكلف به ويريده ويخطط له بالنسبة للمستقبل العراقي .. لأجاب :

ـــ الأهم والملح اسقاط المالكي .. , ويكون الرئيس القادم من شباب التيار , نصدر عفواً عاماً ونطلق سراح قيادات التيار من السجون والمعتقلات ونعتبر الضحايا شهداء عند ربهم يرزقون ــ ويا ليتنا معهم لنفوز … ـــ ثم وأد الملاحقات القانونية الخاصة (بعدو المرجعية !!! ) عبد المجيد الخوئي, انه القلق الذي يضاجع سكينتي .

ـــ من سيشاركك في اسقاط المالكي … ؟؟؟

ــ الأخوة الأكراد والأشقاء من بعثيي ائتلاف العراقية , فلا زالت تربطنا معهم علاقات تنظيمية وعقائدية حميمة , وكذلك مع كل من يكره المالكي من داخل التحالف .

ـــ وما حصة المشاركين في اسقاط المالكي من كعكة العراق في رائيك … ؟؟؟ .

ـــ الشمال للأخوة الأكراد والوسط للأشقاء السنة وللتيار بغداد ( وانت نازل ) , بعدها سيأتون ( يكدون عدنه ) , ومن ثرواتنا نعطيهم بشروطنا .

+ ـــ اما الأخوة في المجلس الأعلى , ما يطمعون به من الجسد العراقي امارة نفطية لأل الحكيم في الجنوب العراقي , على غرار الأمارات والأسر الخليجية ـــ وظل البيت لمطيره … ـــ

تلك الأطراف ومن اجل تلك الغايات وبتلك الوسائل , التقت في اربيل تحت خيمة سحب الثقة من المالكي ثم اسقاطه , وخناجرها خلف ظهرها تتوعد بعضها في مواجهات مؤجلة , تلك الأطراف التي تنكل في العراق وبحكم نواياها اصبحت بيئة للفساد ومصادر الأرهاب وحاضنات للمفخخين والأنتحاريين, هذا ما يؤكده المواطن العراقي, ونحن لا نصدق غيره, تلك الشلل وبدعم خارجي, تجلد  العراقيين بوحشية عبر تدمير دولتهم وهتك سيادة وطنهم واغتيال امنهم واستقرارهم وتشويه حياتهم واشعال حرائق الفتن في علاقاتهم , تلك المهام التي خططت لها ودعمتها اعلامياً ومادياً قوى لا تريد للعراق خيراً .

هنا اين سنضع المالكي من كل تلك الأستعدادات التي تريد تدمير الدولة العراقية وتجزأة الوطن واشباعه ترخيصاً وبيعاً والغاءه جغرافية وهوية وتاريخاً ومكونات حضارية .. ؟؟ .

نترك السؤال مفتوحاً على طاولة بنات وابناء العراق , ليجيبوا عليه , ربما في كلمتهم الأخيرة عند ابواب صناديق الأقتراع لأنتخابات 2014 , ونكتفي بسؤال نطرحه على ائتلاف دولة القانون والسيد المالكي حصراً  .

ـــ احقاً ان النفط وتحالف التناقضات الشيعية والمسيرات المليونية التي كانت مليونية في بيعة من قصف العتبات المقدسة واعدم الكثيرين من رجال الدين , ومنحت مقتدى الصدر ( 40 ) مقعداً واكثر منه لاياد علاوي , والمسيرات الألفية التي قال عنها ( علامة الأستفهام )  ” انتم  جهلاء … جهلاء .. جهلاء .. ”  , مسيرات مليونية والفية لا تشكل حالة وطنية ولا صلة لها بنبض الشارع ولا يعول عليها المستقبل  العراقي , يمكن ان تكون بديلة عن الرأي العام والأعلام الوطني الحر والحركة الجماهيرية العراقية ذات التقاليد الوطنية ..؟؟, فحكومة الأقليم قوية بأعلامها وحسن تدبيرها, والعراق ضعيف بفوضى مسيراته المليونية .

نعود لنطرح السؤال على مثقفي المرحلة وكتاب المواسم : اين انتم من وظيفتكم الأجتماعية الوطنية الأنسانية , ودفاعكم عن سلامة العقل العراقي واعادة العافية للوعي الجمعي وتصدر حراك الرأي العام من اجل المصالح العليا للشعب والوطن .. اين انتم ايها المستقطبون حتى بؤس لعنة الذل .. ؟؟؟ .

استعرضت ثلاثة مواقع الكترونية , فوجدت فيها من مجموع عشرين مقالة اثنان فقط لم تهاجم المالكي وتفتري عليه , مقالات منحازة مشحونة بالبذاءات والسخافات ومظاهر الأنحطاط القيمي, اغلبهم ينتمون الى سرب زنابير كورة مؤسسة المدى او دواجن مزرعة الأقليم .

نقسم يقيناً , لو ان المالكي هو المستهدف حقاً , وهو رئيس شراكتهم , لهان الأمر , المستهدف هو العراق لا غير , ان لا ينهض وتكون له دولته وسيادته وامنه واستقراره وبيئة مناسبة لأعادة اعماره , ومن ضعفه تبدأ مشاريعهم السوداء .