في مقالتين سابقتين عرضت بشكل سريع بعض اسماء مرشحي القوائم التي ستتنافس في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين ، وكم هي بائسة هذه الأسماء المشاركة والمتهمة بالفساد والسرقة وعلى الاقل الفشل الذي اعترف به قادة الكتل الكبيرة جهاراً.
وذكرت كيف ان النصر والفتح كانت لهما الحظوظ الأوفر لولا تلوثهما بعناصر فاسدة زجت في قوائمها او كيانات مشبوهة ومشوهة تحالفت معهما وكان من الغرابة ان يحدث ذلك .
اما قائمة علاوي والنجيفي فكما ذكرت لا حظوظ لهما كما كانت في الانتخابات السابقة نظرا لهبوط شعبيتهما واخفاقهما في تقديم شيء جديد سوى مجموعة من المرشحين الضعفاء او الفاسدين، واذا ما رجعنا الى قائمتي الحكمة والمجلس الأعلى اللتان انشطرتا من كتلة المواطن فإنهما يمران بمأزق كبير لا يحسدان عليه والشيء نفسه ينطبق على الأحزاب الكردية التي تشتت وتشرذمت بعد نكسة الاستفتاء الشهيرة .
اما القوائم الجديدة التي نناقشها في هذه المقالة فهما قائمة سائرون التي تحظى بمصداقية وحظوظ أقوى من القائمة السابقة المسماة بالتيار الصدري لان السيد مقتدى قد لعبها بذكاء وشجاعة لايقوى عليها غيره من قادة الكتل الاخرى فقد ابعد كل الوجوه القديمة الا عدد قليل استثني من ذلك وفهمها السيد الصدر جيدا وهي ان الناخب لايحب ان يرى اي وجه قديم في الانتخابات القادمة وثانيا انه تحالف مع المدنيين وتحديدا الشيوعيين وهو يحدث اول مرة في تاريخ الانتخابات في العراق محدثا انفتاحا جديدا في المجتمع العراقي ليغلق جزءاً من باب التطرف الديني المفتوح على مصراعيه . كذلك قائمة تمدن التي جاءت بأكثر من 90% من الوجوه الجديدة والكفوءة ومن الأكاديميين واصحاب الايادي النظيفة ، وحيث ان رئيس الكتلة قد نجح في ان يكون معارضا شرسا للكتل الكبيرة في مجلس النواب الحالي و التي اغلبها سارقة وفاسدة مما زاد من شعبيته لذا فمن المرجح ان تحصل قائمته على اصوات ومقاعد اكبر في الانتخابات المقبلة .
كل هذا الكلام عن الكتل والكيانات والأشخاص المرشحين فهو لا يقدم للناخب العراقي اي تغيير ملموس الا بتغيير وابعاد أغلبية المرشحين المتهمين والمدانين بالفساد والسرقة والفشل والخيانة وووووو… وكنت قد كتبت قبل انتخابات 2014 مقالة في نفس هذا المنيبر الحر (كتابات) ان على المرجعية ان تتدخل لابعاد هذه الشلة من النصابين والسراق لنحصل على ولاية لاربع سنوات جديدة 2014-2018 متوازنة وتدفع بالبلاد نحو الاستقرار والسلام والرقي وإلا فان الوضع سيكون أسوأ وهو ما حدث عندما صمت المرجعية آذانها وبقيت فقط تردد ( لقد بُح صوتنا) ، ولكن المرجعية لم تتدخل في هذا الشأن ولكنها تدخلت في شؤون اخرى وفقا لمصالحها لا مصالح الامة . وهو ما سأخصص له مقالة اخرى لأركز عليه وأكرر مدائن ونداء اغلب العراقيين للمرجعية بالتدخل الصريح وإلا فان القادم سيكون أسوأ وانتم ستكون شركاء بسكوتكم او بخطابهم الخجول المستند الى المثل القائل ( إياك اعني واسمعي يا جارة).