17 نوفمبر، 2024 3:22 م
Search
Close this search box.

العمامة و”خديعة” العلمنة

العمامة و”خديعة” العلمنة

لم يكن مافعله المواطن “المهوال” في هجائه لعمار الحكيم واعتذاره أمرا مفاجئا فالنتيجة معروفة حينما يكون ولاة الأمور “مقدسين وخطوطا حمراء”، لا يمكن انتقادهم، فيصبح تبديل المواقف هو الضمان الوحيد للنجاة، حفاظا على بقاء “الرأس في مكانه” حتى لا تطاله سكاكين “المدافعين” عن هيبة السيد التي حاول “المهوال اليتيم” الاساءة اليها، فالرجل لم يجد غير الاعتذار بطريقة جعلت الحكيم وجميع الساسة في قفص الاتهام.

لكن بعض المتلونين واصحاب المواقف المتغيرة، يعيشون بيننا اليوم بوجه اخر ليس خوفا من “سيف السلطان” انما بحثا عن ما يملي جيوبهم ويسمن كروشهم، فهولاء كانوا بالامس بصف التيار الديني المعارض حينما كانت العمامة ابرز ملامح العداء للبعث وازلامه، فتدرجوا في حوزات قم ودمشق ودرسوا الفلسفة والنحو وأتقنوا فن الخطابة، وأصبح احدهم ورعا لا يترك درسا دينيا الا وسعى له مرتديا العمامة، لانها كانت تجلب له راتبا شهريا قد لا يجده “المعارض” الافندي في تلك الفترة، بسبب كثرة أموال “الاسلام السياسي” والجهات التي تمول.

مرت الأيام والسنين وحصل التغيير وعادت تلك الاحزاب الى البلاد وتحولت من “معارضة” الى “حاكمة” تسيطر على أرزاق الناس وقوتهم وتقاسم قادتها الأموال وأصبحت الميزانية حكرا لعوائلهم وللحلقات الضيقة (الأنساب والأصهار)، ليجد من ارتدى العمامة املا بالحصول على منصب يزاحم فيه “اصحاب الخزينة”، ان احلامه ذهبت مع تحوله من “معارض” الى “صديق للسلطة” فراح يبحث عن فرصة هنا وهناك وكيف يستغل “خبرة” السنوات السابقة في كسب الأموال، فلم يجد غير طريق العودة “للمعارضة” ومهاجمة أصدقاء الإمس “احزاب الاسلام السياسي” فخلع العمامة وتحول بين ليلة وضحاها الى مدني يعشق ماركس ويتغنى بديكارت ويطرب على أنغام وجودية سارتر، وأصبح يملك احصائية عن عدد الحانات وطرقها اكثر من معرفته بعدد أفراد أسرته، فهو يعتبر التمدن والعلمانية عبارة عن “كأس” وناد ليلي وعشيقة تزاحم زوجته على حقوقها.

سيحاول البعض مهاجمتي ويتهمني بمعاداة الحرية وحقوق المجتمع وتعمد تشويه صورة “العلمانيين” في هذا التوقيت بالذات لصالح الاحزاب الدينية، التي اثبتت فشلها خلال السنوات السابقة، اسمحوا لي ياسادة ان أبلغكم بان العديد من الذين نراهم اليوم، ليسوا مدنيين او علمانيين فهم خلعوا العمامة وارتدوا ملابس المدنية لأغراض “الشهرة والمال”، وأصبحوا أقلاما مأجورة توجههم أصابع “أعداء النضال السري”.

الخلاصة.. لا تنخدعوا بدعاة “العلمنة”، ومن خلع العمامة وأصبح أفنديا، فذلك ليس صحوة ضمير أو للوصول الى الحقيقة، كما يتحجج البعض منهم، انما هي الاطماع ومبدأ “خالف تعرف”.. اخيراً السؤال سيكون هذا المرة غريبا ويتطلب اجابة مؤجلة، متى يتوقف المتلونون والحالمون بالسلطة عن استغلالنا؟..

أحدث المقالات