لازال نقيب الصيادلة الدكتور( مرتضى مطر شجر الشريفي) حديث الشارع العراقي ووسائل الأعلام والفضائيات حيث أصبحت قضيته قضية رأي عام، بعد أن وجهت أليه أكثر من (11) تهمة معززة بالأدلة والأثباتات والتقارير والشهود، أخطرها أستيراده لأدوية فاسدة ومنتهية الصلاحية!،أضافة الى ثرائه الفاحش وغير المشروع!. وعلى الرغم من كل هذه الأتهامات الخطيرة التي تتعلق بأرواح الناس، ألا أن القضاء العراقي أفرج عنه بكفالة قدرها (25) مليون دينار!، والموضوع لازال بيد القضاء العراقي، والذي ومع الأسف أصبح مثير للجدل بسبب من أحكامه التي يصدرها والتي يرى الشارع العراقي بأنها لا تتناسب مع حجم الجرم المرتكب وخاصة في ملفات قضايا الفساد!!.وقد ذكرت النائبة (عالية نصيف) في لقاء جمعها مع نقيب الصيادلة مرتضى الشريفي في برنامج (القرار لكم) من على فضائية دجلة، بأن القاضي أخبرها بأن (الشريفي)، أستطاع رشوة ضباط التحقيق لتغيير أفاداتهم!. وفي هذا الصدد نشرت بعض الصحف خبرا بأن (الشريفي) دفع (400) مليون دينار و(150) ألف دولار الى المحامي الذي وكله للدفاع عنه، من أجل ترتيب موضوع أخراجه بكفالة من التوقيف، وقد تم له ذلك!؟. القضاء العراقي لحد الآن لم يدن (الشريفي)، والمعروف في لغة القضاء بأن المتهم بريء حتى تثبت أدانته.وعليه فأن (الشريفي) الآن بنظر القضاء متهم وليس مدان وهو مطلق السراح الآن بكفالة كما ذكرنا آنفا، ولكنه ممنوع من السفر. وعلى الرغم من عدم أدانته من قبل القضاء العراقي لحد الآن ألا أن الشارع العراقي يراه متهما بل متلبسا بكل التهم المسندة أليه!!. وكانت الفضائيات قد نقلت أجتماع للهيئة العامة لنقابة الصيادلة بحضور أكثر من 750 صيدلي تم الأعلان فيه عن أقالة نقيب الصيادلة (مرتضى الشريفي) من منصبه،وقد تفاجأ الحضور بمجيء (الشريفي) الى الأجتماع ! في محاولة منه لتقويض الأجتماع وأعتبار الأجتماع والقرار الذي تم أتخاذه بأقالته باطلا!، مما حدى بالحاضرين الى الصياح والصفير وتوجيه كلمات الأستهجان له والمطالبة بأخراجه!، وتم أخراجه فعلا ولم تنجح محاولته في تقويض الأجتماع حيث تمت أقالته بالأجماع وسط تصفيق الحاضرين. ولأن العالم أصبح قرية صغيرة بفعل التقدم التكنلوجي فلم يعد أي شيء خافيا بالعراق فكل شيء مكشوف!، حيث يعد العراق من أكثر بلدان العالم الذي نشر غسيل حياته السياسية والأجتماعية والأقتصادية وخاصة قصص الفساد التي نخرت بنيان المجتمع العراقي، وباقي تفاصيل ودقائق حياة الناس أمام العالم أجمع!. فالشارع العراقي يتحدث عن (مصائب) كبيرة وممارسات مشينة ومعيبة أقترفها وقام بها (الشريفي) المتهم بقضايا الفساد والمقال من منصبه، بحق زملاء المهنة من الصيادلة وأصحاب المذاخر، من غلق هذه الصيدلية وذلك المذخر بلا أي وجه حق وبقرارات فردية لا تمت الى المهنية بأية صلة وبدون أسباب موجبة ولأسباب شخصية نفعية لكونها تتضارب مع مصالحه الشخصية! منها أجبار هذه الصيدلية بضرورة التعامل مع هذا المذخرلانه تابع له وأحد أملاكه؟!، وأغلاق هذا المذخر الطبي لأنه يسبب منافسة لمذاخره الخاصة، ولأن هذا المذخريتعامل مع شركات الأدوية الرصينة؟!. حيث المعروف عنه جبروته وتسلطه وتفرده بالمنصب دون أستشارة أعضاء هيئة النقابة في كل قرار يتخذه. ولا أعتقد أن كل ما قيل عن النقيب المتهم والمقال من منصبه، فيها كذب وتلفيق وتأويل بقدرما تمتلك تلك الأقوال من حقائق وأدلة دامغة!.وقد هددت النائبة (عالية نصيف) وعبر وسائل الأعلام والفضائيات من تسويف قضية نقيب الصيادلة لكونها أصبحت قضية رأي عام!. أقول نعم أن الموت حق (وكل نفس ذائقة الموت)، ألا أن العراقيين تميزوا عن بقية البشر حتى في موتهم! لأنهم جربوا كل أنواع الموت وأرواحهم زهقت بشتى الأساليب والطرق ولازالت ومنذ ثمانينات القرن الماضي (الحرب العراقية الأيرانية،1980- 1988) ولحد الآن وهم، يتذوقون كل صنوف وأنواع الموت والعذاب والقهر والأحزان. ويبدو أن حصاد الموت لم يشبع بعد من أرواح العراقيين منذ 38 عاما ولحد الان!. فأن يقتل العراقيين ويفجرون ويعذبون ويحرقون من قبل مجرمي داعش أو أية تنظيمات أرهابية أو من أعداء العراق، فتلك مسألة طبيعية! لأن هؤلاء المجرمين والقتلة هم ليسوا أعداء العراق حسب بل هم أعداء الأنسانية جمعاء، وبالتالي هم أعداء الله، لأن الأنسان هو بنيان الله ملعون من قتله ودمره كما جاء في الحديث القدسي الشريف. ولكن أن تموت بجرعة أو بحبة دواء فتلك الجريمة والكارثة الكبرى، والأكثر ألما ورعبا أن هذه الجرعة تأتي من أيادي يفترض أن تكون أيادي رحيمة وملائكية!! بأعتبار ان مهنة الطب والصيدلة تتجلى فيها الأنسانية، وكل القيم السماوية التي اوصى بها الله عز وعلا بأبهى وأحلى صورها! وأن من يعملون بها يطلقون عليهم تسمية ملائكة الرحمة.أقول أية كارثة هذه وكم هو حجم الألم، عندما تكون جرعة وحبة الدواء هي السم القاتل لم يتناولها!، بدل أن تكون شفاء لمرضه وألمه، والأكثر ألما أن من يقدمها له ويسبب في موته هو أحد ملائكة الرحمة وأبن وطنه فأي عدو مرعب مخيف هذا!!.(عدوان من الخارج ولا عدو من الداخل). الشيء الملفت للأنتباه أن نقيب الصيادلة المتهم والمقال الدكتور(مرتضى مطر شجر الشريفي) كان الأول على دورته في الكلية والمعروف عنه الذكاء وكان أستاذا في كلية الصيدلة!؟، ولكن أنطبق عليه قول الأمام علي (ع) ( لا خير في علم الى المضرة أقرب)!. ترى ماذا سيقول قضائنا في واحدة من أهم واخطر القضايا التي تتعلق بحياة الأنسان والتي أصبحت قضية رأي عام. ننتظر ونرى.