عرّف علماء البلاغة انها ( مطابقة الكلام لمقتضى حال الخطاب ) وتعني البلاغة ( ملائمة الكلام للمقام الذي قيل فيه مع وضوح المعنى وجمال الأسلوب ) وتعني ايضا ( ايصال معنى الخطاب كاملا الى المتلقي بأيجاز والأقناع بواسطة الكلام والأسلوب ) .
اردت من هذه المقدمة ان اقول ان المرجعية الرشيدة كان رأيها واضحا وصريحا وبليغا طيلة الفترة السابقة في العملية السياسية وماحصل فيها من ارهاصات وتداعيات ومآسي ، لكن المرجعية لم ولن تتكلم بالتفاصيل والتفرعات ولم توجه كلامها الى كتلة معينة او مكون او طائفة او اشخاص ، المرجعية تخاطب الجميع بلا استثناء وبلسان عربي مبين وباسلوب ( خير الكلام ماقل ودل ) و ( الحليم تكفيه الأشارة ) ، فهاهي المرجعية الرشيدة قالت وبأعلى صوتها ( المجرَّب لايجرب ) وقالت ( لقد بُحَّ صوتنا ) واخرما قالته ( لاتيأسوا فالتغيير يبدأ من الأقرار بالفشل والأنطلاق بالأصلاح ) … فهل هناك كلام أبلغ وأفصح وأوضح من هكذا كلام ؟؟ كلام بمثابة خارطة طريق للأنطلاق والوصول الى الأصلاح والتغيير . المرجعية تناشد السياسيين وبلا استثناء ان يعترفوا ويقروا بالفشل وهذا الاقرار بالفشل فأنه قد يكون الخطوة الأولى للانطلاق الى التغيير والاصلاح المنشود ، لكن وهنا ( مربط الفرس ) هل ان السياسيين لديهم شجاعة الفرسان والثقة بالنفس بأن يعترفوا بالفشل ؟؟ أقول : انني اتمنى ذلك ولكن بنفس الوقت اشك في ذلك والسبب لان سياسيينا مع الاسف ليس لديهم الشجاعة على الاعتراف بالفشل والسبب الآخر ان الأرادة الدولية والأقليمية ربما هي السبب في التشرذم الحاصل في العراق وسبب آخر هو ان اننا لم نوفر ارضية وطنية صلبة تكون صاحبة القرار ، وحينما تجتمع القوى السياسية على تلك الارضية الوطنية يكون الحل …. فهل ستجتمع في ظل هكذا أجواء مشحونة متناحرة كانت السبب في كل الأزمات والويلات ؟؟؟ الجواب اتركه لكم ….
ومن خلال مايتسرب من اخبار وتصريحات من قبل السياسيين ، المصالح ستبقى وارادة المكونات ستبقى ، وقد بدأ التشويش على عقلية الناخب وهناك شراء الذمم والأصوات وربما سيكون هناك تزوير وتلاعب بالاصوات ، وبدأت المزايدات وبدأ التسقيط السياسي وبدأت الأصوات ترتفع ناهيكم عن مايجري في الغرف المغلقة في الداخل والخارج … المواطن العراقي يخشى من اعادة نفس الوجوه واعادة اللعبة من جديد ….. والسؤال الذي يفرض نفسه على السياسيين ( متى يسمعون الكلام ويتبعون أحسنه ) وهل هناك كلام أحسن من كلام المرجعية؟؟ … وهنا نسأل : الى متى سيبقى الشعب العراقي مكبلا بسلاسل الألم والخوف من المجهول ؟؟
الجواب :: ستُكسر تلك السلاسل والقيود اذا اعترفنا باننا قد فشلنا وعلينا الأنطلاق من جديد .. والأعتراف بالخطأ فضيلة …. و( ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل ) .. والتغيير بأيدينا علينا ان نختار الوطني الشريف النزيه صاحب التاريخ النظيف والسمعة الحسنة ولو خليت قُلبت
السلام عليكم ….