يشهد الشارع العراقي، حملات كبيرة وضخمة تفوق وعيه السياسي، وقد لا يستوعب تلك الألاعيب الخبيثة، وما تصنعه جيوش الأحزاب الإلكترونية، وفق المعطيات الأولية، ومقياس مدى الوعي المجتمعي في السياسة، تجد أن الغالبية العظمى، هي تحت الأدنى، بسبب الكم الهائل من التحريف للحقيقة، وسذاجة الطرح، وكمية السجال، يثبت مستوى متدني لدى أغلبية الشعب.
لنخرج بعيداً، وننظر للأمور بأبعاد أخرى، أن ما حصل في اهزوجة المهوال الجبوري الذي انتقد الأحزاب السياسية، بطريقة شعرية وعكس ما يقوله الشارع، وهذا شيء طبيعي جدا، لكن غير طبيعي عندما يكون الشخص، هو قد استغل من أطراف فاسدة غرضها تسقيط الآخر سياسياً، وحرف الأنظار إلى جهة دون أخرى، وفي توقيت حرج، ومكان مسقط رأس المنافس الأكثر جشعا وحبا للسلطة.
كثير ما يحدث مع رؤساء دول و أحزاب وسياسيين، أنهم يواجهوا نقد من الشعب، وهذا حق مكفول للجميع، وقد يصل إلى الإهانة والضرب، ويتعدى الى الإعتداء، لكنها تكون عفوية وصادر من اعتراض أو عدم رضا بالواقع، لكن المؤسف أن في العراق، تصدر مدفوعة الثمن، ومقصودة الغرض، ونابعة لأغراض انتخابية فقط.
بعد 12 أيار المقبل، سيجلس جميع هؤلاء المتخاصمين، والمتنازعين والمتقاتلين في مابينهم، بعد أن قسموا الشارع، وحقنوه بالبغضاء والكره، حتى تشضى النسيج الاجتماعي، وزرعوا الفتنة في كل بيت وأسرة ومتجر وقهوة، وأصبح الشعب عبارة عن تكتلات حزبية يملؤها الضغينة والحقد على بعضها البعض.
سيتفق الاحمر مع الاخضر والاسود مع الأبيض، و الأصفر مع الأزرق، ويعلنوا حكومة جديدة، بألوان مختلفة، وكل جهة ستحصل على امتيازاتها واستثماراتها و وزاراتها، ويبقى الشعب متفكك ومتصارع ومتنازع، رغم أن المتقاتلين قبل الانتخابات، هم نفسهم المتصالحين بعدها..لكن اه والف اه.. متى يفيق هذا الشعب ويصحوا، ليرى كيف يحشد لحروب هو لا يفقه كنهها، ولا يعلم مردودها الاجتماعي الخطير، وما يحصل من سوء تغذية ثقافية للمجتمع، وينمي صفة الحقد والضغينة، تعد سابقة خطيرة يجب التصدي لها و ايقافها بشتى الوسائل التعليمية والتثقيفية والتوعوية.