في الستينات من القرن الفائت سمحت فرنسا بكل أنواع الافكار بالتواجد علي ارضها مع التنظيمات ايضا , حتي أن الحزب الشيوعي الصيني كان له مقر و مركز ثقافي , في أحد بلدان الرسمالية و الاستكبار هو فرنسا.
و حتي الثوار الجزائريون ضد فرنسا كان لهم المنابر و حرية العمل .
ألا جريدة واحدة محدودة النشر و التوزيع منعتها فرنسا , من التوزيع و صادرتها هي جريدة الثورة الافريقية التي كان يصدرها طلاب أفارقة علي نطاق محدود .
فلماذا ؟
أن هذه القصة ينقلها الشهيد شريعتي في كتابه الرائع العودة الي الذات , أن المسألة أن فرنسا و الغرب عموما ليس لديه مشكله من الكلام و الكلام .
و لكن المعرفة التي تؤدي الي الوعي و الادراك هو ما يخاف منه الغربيون .
يقول المرحوم السيد محمد حسين فضل الله :
أن علينا أن نقرأ ما بين السطور , أو حسب المثل العراقي أن نقرا الممحي .
أن المسالة ليس ان يسمح لك بالقراءة, بل أن تقرا ما بين سطور الكلام من مؤامرات و خطط تتحرك علي المدي المتوسط و البعيد بالضد من مصالحك.
أن الوعي هو أن تدرك ما وراء الخبر و ما خلف الحدث و ما يخطط لك في الخفاء .
انه الوعي الذي يخيف الغرب.
أن الوعي يصنع الثورة لذلك هو يخيف , أن العيش مع الظالمين لا يسبب مشكلة بل هو الاحساس بالظلم هو ما يسبب الثورة.
أن ديمقراطية من هو الاول البيضة أم الدجاجة ( اذا صح التعبير ) هي ديمقراطية الاستحمار التي يريدها الغرب الاستعماري , و ليست ديمقراطية الوعي و البصيرة والنباهة.
قل ما تشاء و سنفعل ما نريد هذه ديمقراطية الاستحمار الشيطانية التي التي تم خلقها للشرق.
أما ديمقراطية كشف ما يريدون و التخطيط و العمل لما نريد نحن , فهذه ديمقراطية مرفوضة من الغرب الاستعماري .