23 ديسمبر، 2024 7:52 م

أكذوبة التحالف المقدس

أكذوبة التحالف المقدس

أظهرت التصريحات النارية بين طرفي ما يسمى(التحالف الشيعي-الكردي)،عمق الخلافات السياسية المبنية على المصالح الفئوية والحزبية والقومية ،التي قام على أساسها هذا التحالف الطائفي –العنصري ،في ظرف واهن بعيد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية ،فأسس احمد الجلبي( البيت الشيعي )تكريسا للبعد الطائفي للسلطة ،التي اشرف عليها الحاكم المدني سيء الصيت والسمعة بول بريمر،وبعدها صرنا نسمع نفس النغمة الطائفية الكريهة على لسان أعضاء التحالف الكردستاني حيث يسمون تحالفهم(بالبيت الكردي)، واستمر التحالفان يتبادلان التغانم والمناصب والمكاسب ،طوال سني الاحتلال البغيض ،وبعد رحيل الغزاة وهروبهم ،تبدلت العلاقة ،خاصة بعد فوز العراقية الكاسح في انتخابات البرلمان ،ودخول العملية السياسية في نفق الصراع السياسي على المناصب السيادية وتشكيل الحكومة الناقصة،وانتهت الصفقة باتفاق اربيل لتشكيل حكومة المالكي الثانية،بين جميع الأطراف ،إلا إن هذا الوفاق لم يدم طويلا ،بعد  تعثر تشكيل الحكومة ورفض المالكي الموافقة على مرشحي وزارة الدفاع من القائمة العراقية والأجهزة الأمنية الأخرى ،وهكذا توالدت الأزمات بين الأطراف كلها دفعة واحدة، وبرزت أزمة سحب الثقة من المالكي في اجتماع اربيل والنجف ،والتي كان جلال طالباني السبب الرئيسي في إفشال عملية سحب الثقة ،مع تراجع مقتدى الصدر عن تصريحاته النارية ضد المالكي التي كان يصر على سحب الثقة والاستجواب منه  ،وكان سبب هذه الصراعات هو ما يصرح به التحالف الكردستاني والتيار الصدري وبعض أعضاء المجلس الإسلامي  أن تفرد المالكي في الحكم وظهور  الدكتاتورية الطائفية في حكومته هي إحدى أسباب هذا الصراع مع دولة القانون والمالكي شخصيا، ثم وصلت خطورة هذه الصراعات ذراها بعد تحشيد قوات البشمركة أمام الجيش العراقي عند الحدود العراقية السورية وتحديدا منطقة زمار ،والتي منعت البشمركة الجيش من الدخول الى المنطقة، بحجة إنها (مختلف عليها)،مما ولد احتكاكا شديدا كاد أن يؤدي الى مواجهة بين الطرفين،ثم تكرر المشهد بصورة اخطر في طوزخورماتو عندما اشتبكت البشمركة مع قوات دجلة في سيطرة عسكرية ،وراح ضحية هذا الاشتباك قتيل مع عدة جرحى،هنا كان للتصريحات المتبادلة بين التحالف الوطني (دولة القانون)،وبين التحالف الكردستاني تفصح عن هشاشة العلاقة ومصلحيتها في وقت سابق ،وإنها غير إستراتيجية كما يصورها بعض قادة المجلس الإسلامي الأعلى،وإنها اوهن من بيت العنكبوت ،لا بل وصفها جلال طالبني نفسه بأنها(أكذوبة)،بعد تصريحات عضو حزب الدعوة سامي العسكري التي وصف فيها مسعود برازني بأوصاف قاسية ومهينة، وأيد النائب محمود عثمان من التحالف الكردستاني (أكذوبة التحالف الشيعي  -الكردي)،واليوم يأتي هادي العامري ليضيف كذبة أخرى  بقوله(إن التحالف الشيعي-الكردي) تحالف مقدس (تحالف مقدس ضد من؟)،في وقت مازالت مدافع جيش المالكي وصواريخه مصوبة نحو أهدافها في أطراف كركوك وديالى ،ومقابل ذلك حشود البشمركة بكافة أسلحتها الثقيلة والخفيفة تنتظر أوامر المواجهة مع الجيش العراق ،وإعلان الحرب على العرب بكل المناطق المسماة زورا (المتنازع عليها )، وما تزال التصريحات والتحشيدات على أوجها بين الطرفين بالرغم من تدخلات ووساطات رئيس البرلمان اسامة النجيفي الذي استطاع ان يؤجل المواجهة ولو لأيام معدودة ،لاستكمال الحوار بين الطرفين ،والذي لم ينبس رئيس الأمم المتحدة ببنت شفة حول هذه الأزمة أثناء وجوده في بغداد وكان الأزمة بين الأطراف العراقية لا تعنيه ،وهنا يجيء دور رئيس منظمة بدر هادي العامري الذي زار الموصل (خلسة )كما عبر محافظ نينوى عن انتقاده لهذه الزيارة ،ليضع قضية المادة(140) الملغاة في مواجهة الأحداث ،لإغراض دعائية وانتخابية ،خاصة بعد لقائه مع رؤساء عشائر من المهجرين، من أقضية تلكيف والشيخان وسنجار وبعشيقة ومخمور،ليقول هؤلاء هم عشائر نينوى، وهي تصريحات غير صحيحة أبدا لان هؤلاء لا يمثلون كل عشائر نينوى ومجلسها ،لكنها الدعاية الانتخابية والاستهلاك الإعلامي المفضوح لاستمالة الأحزاب الكردية على حساب فئات الشعب العراقي ،إن أكذوبة التحالف المقدس فندها الواقع على الأرض يا هادي العامري ولا داعي لتضليل الرأي العام  بتصريحات مكشوفة الغايات واستفزاز الأطراف الأخرى،وما هذه النبرة الطائفية إلا نتاج الأزمة الطائفية التي تعيشها العملية السياسية كلها ،فلم يعد هناك لا تحالف مقدس ولا بطيخ …..