الاعلام سمي بالسلطة الرابعه لقدرته على تكوين ألرأي العام والتأثير به بصورة فاعلة … أخص بتلك القدرة الوسائل السمعية والمرئية… فهي تكاد تشعل الحروب تارة وتطفئها تارة أخرى، وبذلك يصبح المحاور قاض إجتماعي مؤثر، يجد المتفرج نفسه منقاداً له عن غير وعي… فأن كان هذا هو الحال ، وان كان قاضي السلطة الرابعة يتمتع بهذه القدرة على التأثير ، فسوف يحتم الضمير الجمعي للمجتمع على القاضي أن يكون موضوعياً… وحتى يكون موضوعياً يجب أولا أن يكون عادلاً، وكي يكون عادلاً يجب أن يكون ملماً بموضوع الحوار لا بل متمرساً به على أقل تقدير …
في كل المؤسسات الاعلامية العالمية وحتى الأقليمية هناك إعلاميو المال والاعمال ، وهناك إختصاصيو السياسه، والرياضة، والتكنولوجيا وهكذا …. إلا أن ما يقرف ويدعو إلى الغثيان في الكثير من مؤسساتنا الاعلامية… المرئية منها على وجه التحديد ..ان قاضي السلطة الرابعة يحلو له/لها أن يكون سياسياً و إقتصادياً ورياضياً وتكنولوجياً وناقداً وعالماً عسكرياً إضافةً لقدرته على التحليل الفقهي والتنظير الاجتماعي ….
كاد رأسي أن ينفجر وانا اتابع مهزلة اللقاء الذي اجري مع رمز عراقي مهني أنيق كالسيد سنان الشبيبي الذي لاتربطني به أي علاقه شخصية أو عائلية واللذي لم يرتضي لنفسه أن يتفوه باي إتهام أو تجاوز لفظي واضح كان أم مبطن على خصومه أثناء هذا أللقاء المخزي للقائمين عليه ، إلا انني على أطلاع بصعوبات الدور الذي مارسه في قيادة أصعب مؤسسة في العراق ودوره باخراجها من تعقيدات سياسية واقتصادية تاريخية متراكمه… كل ذلك بعد أن كان دوره ودور عائلته جلياً في دعم المعارضة ضد النظام الشوفيني… هذا فضلاً عن معرفتي بمسار عائلته النبيلة التي طالما عرفت بنزاهتها وحبها لوطنها ودورها الفاعل في حمايته …
أنا لا أعلم أي شيئ عن تاريخ الأعلامي اللذي حاور الشبيبي على قناة البغدادية، واللذي أنعمنا بالاسهال اللغوي غير المختص والذي إستعرض من خلاله عدم قدرته على الخوض بابسط الأمور المالية ، وبصراحة وبعد أن تابعت اللقاء… لايهمني أن أعرف من هو … فيبدو إنه أحد علامات المرحله داكنة اللون، مريبة المشهد ، مقرفة المعالم….
قد يعيب علي البعض عدم الاختصاص في نقد الاعلام، ولهؤلاء أقول… هذه مسلمات وليست قضايا إختصاص .. فمثلما لا ارتضي لمجتمعي أن يتخلص من مرض السرطان عن طريق الحجامة وطكطكة الملح والحرمل ومثلما لا ارتضي لاخراج الشيطان من جسد إمرأة عن طريق ضربها بالعصا … فلن لا ارتضي أن تخضع رموز بلادي لحكم فتاحي الفال وشمامي السيكوتين…
إنتهاءً هذا يذكرني بمقولة لصديقٌ وفي كان قد نصحني بالعزوف عن الرجوع إلى العراق في ٢٠٠٣ بعد أن كنت بعيداً عنها لسنوات طويلة قائلاً : “لا تروح تره العراق معروف يأخذ أحسن ماعندك وينطيك أسوأ مابي “
شكراً يا عراق