19 ديسمبر، 2024 1:45 ص

الشيوعيون والليبراليّون : لمن يعنيهم الأمر !

الشيوعيون والليبراليّون : لمن يعنيهم الأمر !

كيف يمكن استبعاد الليبراليين والشيوعيين من أيّ فوزٍ في الأنتخابات .! فالغالبية العظمى والقصوى من الشعب في العراق وفي الدول العربية والعالم هي ليبراليّة اصلاً , وحتى لو لمْ تفهم معنى الليبراليّة اكاديمياً او سياسياً , او حتى لو كان فيها من الأميين , كما أنّ الكثيرين جداً من حجّاج بيت الله الحرام والمعتمرين هم من الليبراليين , فالليبرالية هي الحرية والتحرر اي اعطاء الفرد حقّ الحرية الكاملة في الحياة بما في ذلك علاقة العبد بربّه , فهي حركة وعي اجتماعي – سياسي داخل المجتمع وتهدف لتحرير الأنسان كفردٍ او جماعة من القيود السلطوية , وينبغي الأشارة هنا الى أنّ الليبرالية تتكيّف حسب ظروف كلّ مجتمع , وتختلف من مجتمعٍ لآخر , فما المشكلة في ذلك .! ولماذا ينبغي حرمانها من أيّ فوزٍ في الأنتخابات .! , وذات الأمر ينطبق على الشيوعيين العرب والعراقيين , وهم ليسوا بكفرةٍ او ملحدين وقد تجسّم ذلك اكثر فأكثر بعد تفكّك الأتحاد السوفيتي , فكم مرّةٍ شوهد الرئيس فلاديمير بوتين وهو يؤدي طقوس العبادة في الكنائس وهو الأبن البارّ للشيوعية ومخابراتها السابقة .! , أمّا قول علي اكبر ولايتي بأنّ ” الصحوة الأسلامية ” لا تسمح للشيوعيين والليبراليين بالفوز في الأنتخابات ! ” والتي جوبهت بردود افعالٍ نقدية في وسائل الإعلام العربية وكذلك في العراقية , لكننا ايضاً نشير الى ذلك بالضدّ من زاويةٍ اخرى ,” فالصحوة الأسلامية ” تقابلها ” غفوة ” , فهل كافة دول العالم الأسلامي المتناثرة جغرافياً كانت في غفوة كي تأتيها الصحوة بشكلٍ مفاجئ ! ولماذا هذا التعميم على كلّ ملايين المسلمين بكافة قومياتهم ومكوناتهم .! , لقد ظهرت الديانة الأسلامية قبل اكثر من خمسة عشر قرناً من الزمن واستقرّت وانتشرت , فما الذي جعلها تغفو وتصحو والعكسُ بالعكسِ ايضاً .! , ثمّ نرى أنّ ولايتي – وزير الخارجية الأيراني السابق قد استثنى القوميين والعلمانيين وذوي مذاهب سياسية اخرى من ايّ فوزٍ محتمل في الأنتخابات .! , هذا وأنّ تعبير او اصطلاح ” الصحوة الأسلامية ” هي التي ستحول دون فوز الشيوعيين والليبراليين في الأنتخابات , فأذا كان المقصود بأصحاب الصحوة بأحزاب الأسلام السياسي في العراق , فهم مختلفون ومنشطرون فيما بينهم , ولا نوّد التوسّع اكثر فأكثر .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات