23 نوفمبر، 2024 12:25 ص
Search
Close this search box.

الأحزاب الدينية والقومية والعبث المرير!!

الأحزاب الدينية والقومية والعبث المرير!!

الأحزاب العربية الدينية والقومية لا تختلف في رسالتها وفحواها وإن إختلفت في مظاهرها ودعواها , وخطاباتها المُخادعة الهادفة للقبض على السلطة , لتمرير أهدافها وإلهاء الناس بشعاراتها البراقة , المنوّمة للملايين من الحائرين المقهورين بمفردات حياتهم.
فالأحزاب القومية تريد بعث الأمة والدينية تريد ذلك ولكلٍ منهما طريقه , لكنهما يلتقيان بالهدف وهو التدمير العقلي والفكري والعمراني , وتمزيق وجود الأمة ومصادرة مصيرها , وبمقارنة بسيطة لما قامت به الأحزاب القومية والدينية يتبين لنا تطابق المشاريع وتشابه الأهداف.
فالأحزاب القومية وعلى مدى نصف قرن من نضالاتها وحكمها , أوصلت الأمة إلى قاع الهزائم والخسائر والدمارات والخرابات والعذابات , وما أوجدت مشروعا أفاد الأمة وحقق بعض طموح لأجيالها , وقد إتصفت بالحروب المتوالدة , والسلوكيات الإنقضاضية على أبناء الأمة فأعدمت مئات الآلاف منهم وأكثر من ذلك في الحروب العبثية , وجميعها دمرت البلدان التي حكمت فيها أو أسّنتها أي جعلتها تراوح في ذات المكان وقطعتها عن نهر التواكب وأوكسجين الحياة , فما تقدمت ولا تفاعلت مع عصرها , وإنما إنزوت في أوهامها العقائدية.
ومنذ ما يقرب من عقدين نراقب الأحزاب الدينية وهي تعيد ذات الأساليب والأفاعيل , وتنقض على الواقع العربي بوحشية وشراسة وعدوانية تفوقت كثيرا على الأحزاب القومية , وكأنها أكملت المسيرة في طريق الخراب والدمار والتمزيق الفتاك للوجود العربي , فإذا بها تأخذ المجتمع إلى حروب أهلية طاحنة وماحقة لكل ما يشير إلى حضارة وتأريخ وقوة وعزة وكرامة , وكشفت عن دينها الحقيقي المتوّج بالفساد والنهب والسلب والإستحواذ على حقوق الآخرين , وبناء السجون والمعتقلات والقتل العشوائي للناس أجمعين.
أي أن الأحزاب الدينية أكملت سلسلة الفتك بالوجود العربي في كل مكان , وأفقدت الأمة طاقات وقدرات هائلة أضعاف ما أفقدتها الأحزاب القومية في نصف قرن , بل أنها هجّرت الملايين من أبناء الأمة وحولتهم إلى تائهين حائرين في بلدان الأمم التي تتهمها بما يحلو لها من الأوصاف السلبية , وهي تتنعم بكل ما تنتجه تلك المجتمعات.
وخلاصة هذا التلاقي في النتائج والمشاريع والأهداف , يشير إلى أنها أحزاب مؤسسة بواسطة قِوى معادية للوجود العربي والوطني , تستخدمها لتحقيق طموحاتها وإنجاز مشاريعها , وهذا يفسر عدم إستفادة العرب من ثرواتهم , وتبديدها في الحروب العربية- العربية وفي الصراعات والتناحرات الداخلية , وما أفلح الساسة العرب إلا في الهزائم والتبعية وتنفيذ أوامر أسياد الكراسي , التي في عروشها يتنعمون ولكن إلى حين!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات