قال الكاتب الاسكتلندي:” قل للمرء أنه شجاع, وسوف تساعده على أن يصبح كذلك”.
إنَّ لَمِنَ الشجاعةِ ان يشجع الرَجُل أبناءه؛ ليكونوا قادرين على المضي, نحو الابداع والتطوير, وهذه من طباع الرجولة الحقيقية, التي يَتَّصفُ فيها أصحاب العقول الحكيمة, فإبداع الأبناء مَفخرة للمربي الناجح.
كُلُّ إن كل إنسان قابل للخطأ, أثناء مسيرته العملية, وهذا ليس عيباً, فإن الكَمال لا يكون إلا للخالق, أما بني البشر فهم خطاؤون, ومع ذلك فإن الاعتراف بالخطأ, يُعتبر فضيلة وليس رذيلة, على أن يكون الاعتراف بالخطأ, تصحيحٌ حقيقي للمسار, وليس شِعارٌ للاستهلاك.
دأب قِسمٌ من كُهولِ الساسَة في العراق؛ على التشبث بالقيادة, وعدم فسح المجال للشباب وتمكينهم, ليكونوا مؤهلين للقيادة, فكل مخلوقٍ مصيره الهَرَم ثم الموت, ويجب على السياسي الحَكيم, الذي يريدُ بقاء فِكرهُ غضاً طرياً, أن يؤهل ويُمَكِّنَ الشَباب لحَمل الراية, مَعَ المَسك بدفة التوجيه, خوفا من الانحراف نحو الفساد المتفشي.
تَرَقُبٌ يسود الوسط السياسي, فانتخابات 2018 تحديد لمصير العراق الجديد, وعام نقلة نوعية بعد الفشل والفساد, للسياسات الخاطئة التي اتخذها بعض الساسة, بتجميد الطاقات الشابة, كما جُمَّدَ الدستور, ودخول المنتفعين ذوي الخبرة بالانتهازية, إنَّ الانتخابات القادمة, أخطر وأصعب من سابقاتها, بسبب الاحباط لدى المواطن.
السياسي الشجاع هو العازم على العبور, صوب ضفة الخلاص من الفشل, وواجبهُ أن يكون مُشَجِّعاً للطاقات الشبابية, لا أن يَكسِرَ مجاذيف الأمل, والتَشَبُثِ بالمناصب والامتيازات, فإن استثمار الشباب, هو الاستثمار الحقيقي.
السياسي الحكيم هو يحترم أبناء شعبه, ويرفع من شأنهم, لا أن يعمل على الحط من قيمتهم, بجعلهم عبيداً يستمعون ويُطبقون آراءه فقط, فقد ولى عصر الأصنام.