22 نوفمبر، 2024 11:02 م
Search
Close this search box.

لهذا رهنوا العراق؟

لهذا رهنوا العراق؟

ألأحزاب ألجاهليّة ألفاسدة ألتي تحاصصت حقوق العباد و البلاد بسرقتهم لأكثر من ترليون دولار خلال 15 عاماً؛ تُريد آلآن و بعد فشلهم في إدارة و بناء العراق ألتّمهيد لرهن حاضر و مستقبل العراق بآلكامل و لقرن على الأقل لأمريكا بل الاحرى للمنظمة الأقتصادية العالمية .. و للأبد لأنّ البترول الذي هو عماد الأقتصاد العراقي لا وجود له بعد نصف قرن من الآن, و سيتم إستعمال بدائل الطاقة كما بيّنا سابقاً!

لقد نبّهنا لذلك منذ عام 2006م وحذّرنا من هذا المصير ألأسود ومغبّة الوقوع في أسر ألدّيون الأستكباريّة؛ لكنّ دعاة السّلطة آلجّهلاء و معهم المتحاصصين الفاسدين و رغم نشرهم لسنة كاملة للموضوع(1) في موقع مجلة الدعوة والأضواء, لكن لا أحد منهم قرأهُ و ربما قرأهُ لكن لم يفهمه كآلمعتاد لأنّ الفكر عدوّ دعاة السلطة(2) و حين إعترضتُ على جهلهم بمقال لاحق بعد سنتين تقريباً بسبب إستدانتهم لعدّة مليارات من البنك الدّولي أيّام وزير المالية جبر صولاغ و مباركة رئيس الحكومة معتبرين حصولهم على الدَّين نصراً لهم, ثمّ ركزت على جهل و ثقافة رئيس الوزراء و لجانهُ و مستشاريه وعدم معرفتهم حتى بتعريف صحيح للسياسة و الأقتصاد والفكر الستراتيجي؛ لكنهم إغتاضوا و حذفوا حتى ذلك المقال من مواقعهم ظناً منهم محاربة الفكر و دفن الحقائق سيشفع لهم جهلهم و رفضت النشر معهم ثانية بعد ما طلبوا ذلك, لأنه لا فائدة بعد ما أنزلوا (الفأس برأس العراق) و (الدّعوة المسكينة التي كانت تحتضر في ردهات المستكبرين) بعد ما إستُنزِفت بآلكامل بعد إستيزارها.

وأستطيع القول ألآن بأنّ الدَّعوة ماتتْ بعد أن كانت مُسجّاة على سرير الموت و دُفنت اليوم في مثواها الأخير في محلّ ولادتها في النّجف و للأبد و لم يبق داعية حقّ سوى المنافقين من النطائح و المتردين الذين يُحلّلون الكذب و الغيبة و النميمة و أكل مال الناس بالحرام و بلا حياء أو ضمير حيّ, بسبب حالة المسخ التي أصابت دعاة السّلطة لفسادهم و إستنزافهم لتأريخ و إعتبار الشهداء و على رأسهم الشهيد الصدر(قدس) الذي ضحى لأجل آلمحبة و الصدق و العدالة لا لأجل النفاق و الكذب و الخراب و هدر حرمة و حقوق المؤمنين و آلمفكرين و الفلاسفة لأجل قصورهم و رواتبهم و حماياتهم و جمع التبرعات من المغفلين لصرفها لشؤونهم الخاصة باسم الفقراء.

و كذلك من مُفارقات ألزّمن و جَهل ألأحزاب الأسلاميّة لهبوط ثقافتها العقائدية و الفكريّة كما هو حال العلمانيّة و القوميّة و العشائريّة؛ فقد إنبرى إئتلاف (الوطنية) بزعامة ألبعثي الأصيل اياد علاوي ألّذي صَرّحَ بكون مؤتمر الكويت للدّول المانحة ضمن الفرص (الضائعة الكثيرة) التي كان يمكن أن تُساهم في إعادة الإعمار و تحريك عجلة المال و الاقتصاد و آلبناء للأمام لأنقاذ العراق المسروق, لكن فشل المؤتمر بقيادة رئيس ألوزراء خيّبَ الظنون و لم ينجح ألبته في تحقيق المطلوب.

و أضاف (آلائتلاف) في بيان له؛ [إنّهُ و بدلاً من آلذّهاب الى ذلك المؤتمر بمطالب و التزامات واضحة و مُحدّدة تخدم إعمار المناطق المحرّرة من الأرهاب و آلظلم مع حزمة من آلقوانين وآلشروط ألوافية لتحديد وضعيّة ألمنح حتّى لا تكونَ دَيْناً على الأقل؛ نراها قبلتها كديون مع شرائط مؤسفة أخطر من شروط قروض البنك الدولي].

و قد حذّرنا في مقال سابق من جانبنا أنّهُ يجب أن تُخضع الأموال ألأستثمارية لِلُّجان العراقيّة المختصّة المخلصة و آلمُجرّبة تحدّد الأهداف ألمنظورة بحسب الأولويات وطبق القوانين العادلة؛ لكننا رأينا هذه المرة أيضاً تحقق العكس بدل ذلك, حيث حضر العراق للمؤتمر الذي أنهى أعماله اليوم بقوة و بوفد ضمّ 150 عضواً أكثرهم لا يفقه شيئا عن الأعمار و البنى التحتية و الأولويات بما فيهم رئيس الوزراء نفسه, بل ضمّ أطرافاً لا علاقة لها بالموضوع .. بضمنهم مجموعة(7 أعضاء) من الناشطين ألمدنيين، و فوق هذا كلّه قدّمَ آلوفد مطالب مبعثرة غير مدروسة أضاعتْ حقوقه و استنفدت قدرة الدول الصديقة على مدّ يد العون، فتحولت (المنح) الى (ديون) و شروط الشركات إلى قوانين سارية تُلزِم الحكومة العراقية بتنفيذها بدل القوانين العراقية ألتي أساساً لم تكن موجودة بسبب جهل رئاسة مجلس ألوزراء العبادي و مجلس النواب الجبوري و من حولهم من ألذين لا يفقهون و لا يفهمون شيئا عن مبادئ الأدارة الحديثة و الأقتصاد وآلفكر الأسلامي رغم عرضنا لذلك .. و هكذا حال بقية الأحزاب الفاقدة للفكر و الثقافة, لنخسر العراق كلّه بعد ما رهنوا سيادته و مستقبله و تفاصيل القوانين لصالح المستكبرين في (المنظمة الأقتصادية), مقابل كلّ هذا تثبيت أجر رؤساء الأحزاب المتحاصصة في الحكومة لتأمين مُستقبل عوائلهم و أطفالهم داخل و خارج العراق و عسى نار الفقر و الفقراء تأكل حطبهم وتقطع نسلهم كما يقول المثل العراقي!

إنّ مُحافظ البنك المركزي ألمدعو ألعلاق يتحمّل ألوزر ألأكبر لهذا الفساد و لسرقاته المليارية بسبب التحويلات المشبوهة لمليارات الدولارات للأردن و تركيا و غيرها و التي حصل من ورائها على أموال و رشاوى و عمولات كثيرة و هو أول من يتحمل مع رئيس الوزراء؛ ألوزر عواقب إفشال مؤتمر الكويت و رهن مستقبل العراق, بالموافقة على إغراقه بالدّيون ألسّيادية, بدلاً من آلمنح التي تُعطى بلا عوض وفوائد و شروط, لذلك على مجلس النواب و القضاء و إن كانا فاسدين أيضاً؛ فتح صفحة للتحقيق على الأقل و إستجواب المعنيين للوصول الى من تسبب بفشل هذا المؤتمر ألذي كان الأمل الوحيد لأعادة الأعمار و البنى التحية ليعلم العالم بمدى الظلم الواقع على العراق و العراقيين لجهل و فساد الحاكمين.

حيث تمَّ مع قرب إنتهاء مؤتمر الكويت رصد مبلغ 30 مليار دولار لا كمنح .. بل كقروض والتزامات استثمارية بإشراف أمريكا بشروط خاصة مفروضة و كما نبّهنا في مقالنا السابق؛[ الأستثمار القذر في العراق](3).
و كانت لجان عراقية مُختصّة قد حدّدت أكثر من 100 مليار دولار مطلوبة لإعمار المناطق المتضررة من غير البنى التحتية التي تحتاج لأضعاف ذلك, لذلك لا إعمار و لا أعمال و لا عمران و لا حتى بُنى تحتية و لا مستقبل للعراق, و هكذا دمّرت الأحزاب المتحاصصة الفاسدة واقع العراق و آلعراقيين و حتى مستقبلهم بسبب جهلهم و تكبّرهم على آلحقّ و أهل آلحقّ.
و إنّما رهنوا (العراق) بسبب ألمسخ ألذي شملهم بعد ما خُليتْ وجودهم من آلحياء, (و إذا كنت لا تستحي فكل شيئ حلال)!
ملاحظة أخيرة: و الله العراق لا يحتاج لمؤتمر ولا قرض, يكفي محاسبة 5 فاسيدن كبار للحصول على عشرات المليارات!
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للتفاصيل:
http://www.almothaqaf.com/qadayaama/qadayama-09/18725-2010-09-19-04-19-31
(2) سنغافورة كما الكثير من دول النّمور ألأسيوية سنة ١٩٥٩ كانت مزبلة و دولة لا يعرف لها تأريخ , بل كانت ضمن الاتحاد الماليزي التي لفظتها وتركتها جزيرة تائه, إلّا أن وطنيّة (لي كوان يو) جعلته ينقلها الى اهمّ دول العالم بعد رؤيته الفذه للاستثمار و ما كانت سنغافورة بهذا الحال لولا وطنية ساستها و نظرتهم لوطنهم نظرة الاصالة و الحرص؟
ألاسوء الذي سيواجه العراق بعد الأرهاب ! / عزيز الخزرجي

أحدث المقالات