حوار
عزيز خيون طائر جنوبي ولد في قرية من قرى قضاء “الرفاعي” بمحافظة “ذي قار” جنوب العراق ، من أسرة فلاحية ومن أبوين عراقيين لا يجيدان القراءة والكتابة ، ولا يعرف يوم مولده بالضبط، إلا أنه سجل ضمن مواليد 1947 تقديراً.
انهى تعليمه بين “البصرة” و “بغداد” و “النجف الأشرف” ، أما المرحلة المتوسطة والثانوية ، فهي من حصة مدينة النجف الأشرف ، والمرحلة الجامعية في العاصمة بغداد.
بكالوريوس في التمثيل والإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد 1972 – 1973.
متزوج من الفنانة الدكتورة عواطف نعيم وهي ممثلة وكاتبة ومخرجة مسرحية ، إضافة إلى جهودها في البحث والنقد.
عمل ممثلاً ومخرجاً لأعمال مسرحية أنتجتها وقدمتها فرق المنظمات الجماهيرية والمهنية المحلية والعربية: منتدى الأدباء الشباب ، اتحاد نساء العراق ، نقابة الفنانين العراقيين ، مجموعة الشباب الطليعي في كرادة مريم ، مسرح التربية في وزارة التربية ، الاتحاد الوطني لطلبة العراق ، اتحاد المسرحيين العرب / بغداد ، واتحاد الفنانين العرب / القاهرة ، وأمانة عمّان الكبرى ومهرجان جرش في الأردن.
عمل ممثلاً ومخرجاً في فرق القطاع الخاص: فرقة المسرح الفني الحديث ، فرقة المسرح الشعبي ، فرقة مسرح الرسالة ، فرقة المسرح الوطني ، فرقة مسرح دبا – الفجيرة في الأمارات العربية.
عزيز خيون..قامة مسرحية شامخة انحنى لنا متواضعا ليحدثنا عن تجربته المسرحية ممثلا وكاتبا ومخرجا.
– من هو عزيز خيون؟
* هو فلاح عراقي يعمل في حقل المسرح منذ عام 1969 والى الآن وتعرف ماذا يعني الحقل بالنسبة للفلاح انه عالمه الخاص الذي لا يستطيع العيش من دونه، كما إن هناك قواسم مشتركة بين الزراعة في الحقل والعمل في المسرح فالزراعة تعلم الإنسان أهم خصلة في حياته وهي ان يكون صبورا ولا يستعجل الأمور لان الثمرة لا تقطف قبل نضوجها ،وكذلك المسرح فأنه يعلم الإنسان أن يكون صبورا لذا فأن العمل المسرحي الجاد يستغرق وقتا طويلا وتجري عليه تمارين كثيرة لكي يأتي ثمره.
وكذلك من القواسم المشتركة أيضا إن الحقل يظم صنوفا كبيرة من الثمار التي يمكن أن تتزاوج وتتلاقح فيما بينها مثلما تتلاقح الفنون وتندمج في المسرح.
_ ماذا يعني المسرح لعزيز خيون؟
* المسرح هو الرئة التي أتنفس منها الحياة ومن دونها أعلن موتي، المسرح فن اقرب للإنسان من بقية الفنون الأخرى فهو يجعلك أمام المتلقي وجها لوجه بلا أقنعة وهو لغة تخاطب القلب والعقل، والمسرح هو الفن الوحيد الذي يتطلب من المتلقي حاستين(النظر والسمع) وإذا فقدت إحداهما تختل عملية التواصل بعكس باق الفنون الأخرى فمثلا يستطيع المتلقي أن يقرأ قصيدة شعرية ويستكشف خباياها وكذلك يمكنه أن يسمع القصيدة ويتأثر بها أي إن باق الفنون يعتمد على حاسة واحدة فقط إلا المسرح فأنه يتطلب وجود حاستين معا، من هنا تأتي أهمية المسرح بالنسبة لي لكونه يعمل على صنع الإنسان، كما إن المسرح يرسخ في الإنسان حب العمل الجمعي فالمسرح لكي يكون متكاملا يجب أن يتوفر فيه كاتب نص جيد وممثل ومخرج فهؤلاء الثلاث هم الدعامة الحقيقة للمسرح وإذا فقد احدهم فأن العمل لا يصبح مكتملا بعكس الفنون الأخرى فالكاتب والشاعر لا يحتاج إلى آخر يقوم عمله الفني أي إن الفنون الأخرى هي جهود فردية بعكس المسرح فهو جهد جماعي.
– كيف تقيم المسرح العراقي اليوم؟
* دعني اقول لك بصراحة ومن دون مجاملة إن الثقافة العراقية تعاني من التصحر وهي تقف اليوم في آخر طابور اهتمام السياسي لذا فهي دائما تعيش في الهامش والثانوي والمطلوب من الجهات المسؤولة الاهتمام بالثقافة لأنها هي من تصنع الإنسان وتجعله يحب الحياة والإنسان إذا أحب الحياة نزع من داخله التطرف والتعصب،والاهتمام بالثقافة يعني توفير المناخ المناسب للمثقف العراقي في ان يظهر مواهبه بكافة المجالات وفي حقل المسرح مطلوب إنشاء مسارح ذات مواصفات عالية تنسجم مع الحركة الحداثية الموجودة في العالم.
_ المسرح الجامعي..هل يعيش مرحلة الازدهار ام الانكسار؟
* المسرح الجامعي افضل حالا من غيره فهو يشهد تطورا ملحوظا فهناك ممارسة مسرحية وهناك بحث مسرحي ومهرجانات مسرحية تنظمها بعض الجامعات العراقية ومهرجان المسرح الجامعي الدولي الثاني الذي تنظمه كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة دليلا على عمق هذه المدينة التاريخي وهو مبادرة مهمه جاءت بعد شعور المهتمين في حقل المسرح لعمل جسر ثقافي يربط بين الشعوب المختلفة ويخلق علاقات انسانية نبيلة، فالمسرح من اهم جسور التواصل وهذا المهرجان نافذة عراقية مهمة لمسرح عراقي وعربي يخاطب العالم والانسانية لان المسرح لا وطن له.