22 نوفمبر، 2024 8:10 م
Search
Close this search box.

أرضنا الحراء..وظمأ سحب الشتاء

أرضنا الحراء..وظمأ سحب الشتاء

بدأ ألشتاء يطوي أيامه القصيرة حتى لم نعد نرى تلك الغيوم والسحب في سمائنا ودون أن نشعر بتلك النسمات الرطبة والاوراق المتساقطة ولم تفزع طيور اليمام وتغادر اعشاشها بدأ الرحيل والتوديع مبكرا.. حاملا أيامه ألاخيرة الخالية من أمطار الخير التي سخرها الله تتوعد المدن والبيوت والشوارع وتلقي حمولتها.. فتغسل وجه الارض وتخضر الربوع ..تسقي الحرث.. وتقلل تصاعد الأتربة والغبارفي بلدنا الذي يقلل الرؤيا ويزيد من مشاكل الناس الصحية.. تلك التي تعاني من الربو والحساسية .

أكثرأيامه كانت مشرقة ومشمسة ونتمتع بطقس جميل وهواء بارد يساعد على الخروج مع العائلة وبدونها مع رفاق العمر أيام العطل ونهاية ألاسبوع للمتنزهات وألاماكن العامة في ضواحي المدينة التي تتكاثر فيها البساتين والخضرة والاشجار الوارفة الظلال والهواء النقي للترفيه عن مشاكل العمل وزحمة العاصمة التي تعج بالسيارات المسببه للانبعاثات السرطانية وزحامها القاتل عندما يضيق أمر الناس.

زارنا الربيع ولم نعد نرى الفراشات أسراب أو حتى فرادا والرعاة تتطلع الى خضرة الأعشاب الممتدة لرعي الماشية والاغنام .. والفلح تحدق آمالا الى السماء التي تعتمد على الديم لسقي المزروعات ولانقاذ حقل قمح وما زرعته.. لتحصل على انتاج ما تأمله.. وكلها أمنيات عصف بها الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المصاحبة لآلاف الطنان من القنابل والصواريخ التي تقبلتها مساحة وأرض العراق منذ ألعام 1979وحتى ألان .

لم نزل نعاني من امر تبدو مشكلته كبيرة اضافة الى شحة الامطار..المعانات والاهمال من عدم خزن المياه منذ زمن طويل.. وعندما نضيق في انفاق المياه في صيف لاهب قادم.. نتذكر بأن لدينا رافدين عظيمان تغنينا بهما كثيرا سنعبرها مشيا اذا استمر انقطاع المطر والسدود التركية التي تقول هل من مزيد.

لم نكن حريصين في الحفاظ على الثروة المائية وتوفرها في الايام السابقة.. لم نبني سدا أومشروع مخزنا تحسبا لأيام العسرة وتذهب ألمياه سدى الى شط العرب وبقت أعيننا مقيدة تجاه ألآخرين التي تتحكم بمياه المصدر والتي أقامت لها السدود وأحكمت بحذافيرها.

قد تكون السماء غير راضية عنا بشيوع الفساد ومجاوزة الحدود في اتلاف المال وامتلاك الاراضي ووضع اليد على املاك الدولة والغيربدون وجه حق مما أضر البلد والناس فانقطع المطرعنا بتغيير مجرى السحب.. ولم يجهد علماء الدين أنفسهم والمؤمنين باقامة صلاة نافلة الاستسقاء رافعي أيديهم الى الله طلبا لنزول المطر..وكشف الغمة .. بعد أن أصابنا الجدب ونقترب رويدا من كارثة قادمة تزيد من مصاعب هذا البلد وناسه.. عندما يحل شهرحزيران وتموز وتتجاوز فيه الحرارة معدلاتها.. يحل فينا الحزن والحسرة ونحن ننشد حصاد وفير وثروة سمكية طائلة ونتمنى أن لا تجف الاهوار والانهار .. نتمناها في صلاتنا ودعواتنا..ولا من مجيب لكثرة ذنوبنا التي تذهب النعم وتنزل النقم.. ومن لا يرحم من في الأرض لا ترحمه السماء.

أحدث المقالات