15 نوفمبر، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

“عبدالرحمن مجيد الربيعي” .. ابتعد بنقاءه الوطني عن “خدام بريمر” !

“عبدالرحمن مجيد الربيعي” .. ابتعد بنقاءه الوطني عن “خدام بريمر” !

خاص : كتبت – سماح عادل :

“عبدالرحمن مجيد الربيعي”، قاص وروائي وفنان تشكيلي عراقي.. ولد في مدينة “الناصرية” جنوب العراق عام 1939، درس في مدينته، ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة ببغداد، وبعده بأكاديمية الفنون الجميلة وحمل إجازة جامعية في الفنون التشكيلية.

حياته..

أشرف على تحرير الصفحة الثقافية في صحف (الأنبار الجديدة)، و(الفجر الجديد)، وعمل بالتدريس والصحافة والعمل الدبلوماسي في لبنان وتونس، وتقلد منصب المستشار الصحافي العراقي في بيروت بين 1983 و1985، وهو عضو في اتحاد الكتاب العراقيين ونقابة الصحافيين في العراق وجمعية الفنانين التشكيليين بالعراق، وعضو هيئة تحرير مجلة (الحياة الثقافية)، التي تصدرها “وزارة الثقافة التونسية”.

إتجه “الربيعي” نحو العمل الصحافي والكتابة الأدبية أكثر من إشتغاله بالرسم والفن التشكيلي، فقد  كتب قصصاً وروايات تقارب العشرين، كما نظم الشعر، وأصدر بعض الدراسات، وهو حالياً يقيم في تونس.

الكتابة..

بدأ “الربيعي” كتابة الأدب في العشرينات من عمره، وذلك عام 1962، حين كتب قصة (الخدر)، ومجموعة قصصية بعنوان (السيف والسفينة) صدرت في 1966، ثم رواية (الوشم)، ثم (وجوه مرت)، مجموعة بورتريهات عراقية.

النقاء الوطني..

في حوار مع “عبدالرحمن مجيد الربيعي”، أجراه “عبدالرزاق الربيعي”، يقول عن حياته ومدى رضاه الشخصي عنها: “هناك قولاً لأحدهم قرأته منذ سنوات، لكنه لم يغادر ذاكرتي، بل أنني أردده بيني وبين نفسي في لحظات إحتدامي وما أكثرها هذه الأيام. جاء في القول: «كم كنت أخشى أن تكون حياتي على خطأ في النهاية».. فلماذا أردده ؟.. هل لأنني أدركت بأنني سكبت سنواتي في قنوات الخطأ ؟.. ربما، لكنني أعرف جيداً بأنني لا أعرف الندم المحض، وما مرّ لا يمكن إعادته لأوجهه وجهة أخرى، كما أن العمر لم يعد فيه متسع، والسنوات تقضمنا بشره عجيب، كيف أقترب من السبعين وأنا الفتى الذي ملأ ستينيات القرن الماضي بجنونه الجنوبي وأحلامه الصعبة ؟.. ومع هذا أقول لك: لقد عشت حياتي بكثير من الصدق والصفاء بعيداً عن الإذعان والرضوخ والإمتثال. لذا لم يستوعبني أحد بشكل كامل، هناك دائماً ما هو صعب وعصي في شخصي، وهذا لم يعرفه إلا أولئك الذين عايشوني عن قرب رغم أنني محب، لا أكره أحد، ولكنني قد أحتقر الكثيرين، وإن حصلت لحظة مواجهة سأقول لهم ذلك وليكن ما يكون.. ربما أنا غير راضٍ عن الحال التي أنا عليها لأنني لم أساير، بل أحتفظت بنقائي الوطني، لذا فعندما أمرض مثلاً ستكون المشكلة لأنني لا أعرف كيف أعالج نفسي. ذات يوم كنت في كابوس مرضي شفيت منه والحمد الله حضرني للذهاب إلى المستشفى الحكومي العام، ولمحني فتى ذكي وأنا واقف في الطابور وقد جاء بوالده المسن للعلاج وعرفني، آنذاك تقدم مني وسلّم علي، ثم قال بتأثر: عندما رأيتك لم أصدق عيني، لقد بكيت وفرحت في الآن نفسه، بكيت لأنك بعد كل هذا العمر والعطاء لا تعرف كيف تعالج نفسك؛ وتلك مأساة لكنني فرحت لأنك أكدت لي بأنك نظيف اليد، ولو لم تكن هكذا لكنت تعالج في المصحات الخاصة.. مع هذا فإن ما عشته بكل ما فيه قد كوّنني، صبّني في هذا الكيان الذي تعرفه”.

الماضي المتجدد..

عن الماضي يقول “الربيعي”: “أنا لا أرى الماضي عنواناً ولا سبباً لأي أزمة بل أراه الإسترجاع الجميل، حيث تبدو لي حياتي كوابيه مهما هو لمعدني الخاص، الماضي طيب وجميل، ليس فيه ما يشين. وإذا كان لي ما أوردته لأولادي الثلاثة فهو نقائي، ونصاعة مواقفي.. ربما كان الماضي المادة التي أشتغل عليها، فبعد تلك السنوات الطويلة أستطيع أن أرى الأشياء بوضوح كبير، بحيث لا يبدو ما أكتبه تصفية حساب مع أحد، رغم أن هناك في أي عمل، سواء كان سردياً أم شعرياً، عملية تصفية حساب، لكنها من باب وضع كل شيء في مكانه. أنا دائماً أكتب الماضي والفارق هو أنني أكتبه بعين الحاضر ليكون نصي معاصراً، ولذا ما زالت رواياتي وقصصي مقروءة وبلغ عدد طباعتها رقماً لم تعرفه القصة ولا الرواية في العراق، وأقول هذا بلا إدعاء ولكن بمفاخرة.. إن الماضي يعيش فينا بالمقدرة على المواصلة ولم يكن يوماً محبطاً لنا، لأنه الماضي الذي نجدده بكتاباتنا وبرؤيتنا المعاصرة التي تشحن ولا تنضب.. الماضي منذ الطفولة، والتعرف على الأشياء من حولنا هو اليقظة الأبدية لذاكرتنا. أتصدق أنني أتذكر تلك السنوات بكثير من التفاصيل، وهو لم يحصل مع أحداث قريبة لم تردمها السنوات. كأن الماضي آثارنا التي تحتاج إلى المزيد من التنقيب”.

الوصول للقارئ..

عن وصوله إلى القارئ العربي، يقول “الربيعي”: “هذه هي المعادلة الصعبة، كيف نصل للقارئ العربي، الشمال إفريقي، كما هي حالتي وبين خصوصيتي العراقية، وكان لي إجتهادي الذي استطعت به أن أوصل نصوصي، وأعترف لك بأنني تعبت في كتابيّ (أية حياة هي ؟) و(وجوه مرت) كل التعب، إذ أنني أدركت أثناء كتابتهما أنه لا بد من الدارجة العراقية ولا مفر منها. ولكن ليست الدارجة المقفلة على نفسها، كما فعل كتاب الخمسينيات في العراق، بل هي الدارجة المتحررة التي تصل ولا تتعثر، وإذا كان لا بد من شرح لمفردة ففي المتن وليس في الهامش؛ بأن أضع بين قوسين وبعد الكلمة مباشرة المعنى الفصيح لها، وقد حقق هذا تواصلاً وإنسياباً عند القراءة”.

مرحلة الستينيات..

يقول “الربيعي”، عن تصويره لمثقفي جيل الستينيات ومرحلتها: “ربما لأن جيل الستينيات كان خليطاً من كل الإتجاهات والأحزاب السياسية، التي لم تختلف فقط، ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل تقاتلت. وسجن من في الحكم منها الذين عارضوهم. ومع هذا كله كان هناك فيض لا يحد من الأحلام. في الكتابة والتجديد والسفر وإكتشاف المعالم، هو جيل على قدر كبير من الحيوية الإبداعية والحياتية، ولأنني كنت فيه وعرفت تفاصيله، إستأثر باهتمامي، فكتبت عنه في (الأنهار)، كتبت عن حيوية الحياة الجامعية أواخر الستينيات والإنخراط في عالم الأهوار بثورة مسلحة تتمثل ما كان يحصل في «كوبا» برمزيها «كاسترو» و«غيفارا». وفي (الوكر) كتبت عن عالم الصحافة وأصحابها.. وعن تونس ولبنان في (خطوط الطول خطوط العرض)، كأنني كنت أرسم خارطة بانورامية لما يجري من خلال نخبة من المثقفين النادرين؛ الذين إختاروا أن يكونوا في الخضم محركين لا متفرجين.. غيري كتب عن أناس آخرين وهم أحرار في هذا ونحن لا نبحث في المحصلة الأخيرة إلا عن الروايات والقصص المتفوقة، رغم أن تداخل السياسي بالإبداعي أفسد هذا وفق منطق هذا معنا فلننفخ فيه، وذلك ليس معنا فلنصغر من دوره، وهكذا، علماً أنني موقن بأن الحركة الأدبية العربية مخطوفة. والخاطفون أخذوا كل شيء، المال، الجوائز، الإعلام، المهرجانات، تأمل ما يجري لتتأكد مما أقوله دون أن أسمي الأشياء بأسمائها فكلنا نعرف ذلك”.

وعن الصراعات الأدبية في الساحة الثقافية العربية، يقول “الربيعي”: “كل كاتب له خلافاته مع كتاب آخرين، ليس بالمعنى الشخصي بل بالمعنى الإبداعي أيضاً، والصراعات الأدبية دليل حيوية في الساحة الثقافية العربية، لكن من المؤسف أن جل صراعاتنا الأدبية هي وجه من وجوه الفساد الأدبي، هناك من يقفون بوجهك، هكذا ولا سبب في الأمر، مرة أخبرني صديق أحبه؛ وهو شاعر محترم، بأن محرراً لجريدة كبيرة أعطاه كتابي (أية حياة هي ؟) وهو يقول له: «أريدك أن تشتمه بهذا الوضوح»، ولكن بعد أن قرأه وجد الكتاب أهلاً للتحية وليس للشتيمة. وهذه حالة واحدة من عشرات الحالات، وأنا لا أستاء من أمور كهذه، بل أشعر بصغر ودونية من يقدمون عليها، وهم مع الأسف الشديد موجودون ومتوفرون أينما ذهبت”.

أدب المقاومة..

يقول ” الربيعي”، عن إيمانه في وجود أدب مقاومة عراقي، في علاقته بالاحتلال الأميركي: “لا أظن أن هناك مبدعاً مهما كان رأيه في نظام الحكم القائم ببلاده يرتضي أن يتم إسقاط هذا النظام بغزو خارجي، فهذا معناه أن هذا الغزو سرق من الوطنيين شرف إسقاط هذا النظام، ووفقاً لهذا التوصيف لا أعرف روائياً أو شاعراً أو ناقداً ينساق مع خطاب الغزاة ويحوله إلى خطابه. ولكن من الصعوبة أن أستعمل مصطلح “أدب مقاومة عراقي”؛ كما هو حال “أدب المقاومة الفلسطينية” والجزائرية مثلاً، لكن هناك بدايات أو ما يشبهها في الشعر بشكل خاص، وفيها رفض للاحتلال وإدانة له وتشهير بما فعل، ولا أريد أن أذكر الأسماء فبعضها ما زال موجوداً في العراق وهناك أيضاً روايات قليلة فيها هذا النفس المقاوم، مثل رواية (حليب المارينز) لعواد علي، و(الحفيدة الأميركية) لإنعام كاجي، إن أخشى ما أخشاه في الحالة العراقية هو سير بعض الأدباء وراء السياسيين، فهذا معناه الكارثة بكل معناها، معناه خيانة تراث أدبي عراقي مقاوم من «معروف الرصافي والجواهري وذو النون أيوب وعبدالمجيد لطفي والبياتي وبلند الحيدري والسياب وغائب طعمة فرمان وشاذل طاقة وشفيق الكمالي ومهدي عيسى الصقر ونازك الملائكة»، وصولاً إلى الأحياء أمثال «سعدي يوسف وسامي مهدي وحميد سعيد وصوت العراق أبو خالد عبدالرزاق عبدالواحد».. وبالنسبة لي كتبت مئات المقالات منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وفيها رصدت كل ما يجري في العراق ودافعي غيرة وطنية، زعل مني أكثر من سفير بتونس لصراحتي، ولم أتوقف، وواصلت بعد ضرب العراق واحتلاله. وكنت في كل هذه الكتابات واضحاً ومتجانساً مع نفسي، ولم أهرع كما هرع آخرون طلباً للثمن من الحكام الجدد”.

حرية الكتابة..

يوضح “الربيعي”، عن المغرب العربي وحرية الكتابة، فيه: “لو قرأت ما ينشر في تونس والمغرب والجزائر من نصوص روائية وقصصية تتأكد بأن ما كتب فيها من المتعذر جداً أن ينشر في العراق مثلاً، إذ كان السائد أنك لو أردت طباعة عمل أولى عليك أن تحمل على موافقة الرقابة أولاً، أما في المغرب العربي فلا شيء من هذا تستطيع أن تقدم كتابك للناشر. وإذا كان هناك من شكل يثيره الكتاب فقد يقاضي. ولكن هذه حالات نادرة، وليس أمامي مثال أستطيع أن أسوقه. في العراق عانينا طويلاً من الرقابة، كما عانى جيلكم التالي لنا، كانت هناك هيئة كاملة للرقابة. تقرأ ما تكتبه كلمة كلمة، وأحياناً تذهب المبالغة لقراءة النوايا. وقد أدركت هذا مبكراً. ومنذ كتابي الأول الذي أصدرت طبعته الأولى في العراق عامداً، وهو مجموعتي (السيف والفنية)، وذلك في عام 1996. بعد هذا الكتاب جعلت كتبي تهاجر راضية إلى لبنان، الذي إتسع صدره لكل التجارب الكتابية، نشرت الطبعة الأولى من مجموعتي (الخيول) في تونس عام 1976. كما أن روايتي (الوشم) التي صدرت في سبع طبعات، ليس بينها طبعة عراقية واحدة، وقد تمنيت هذا، وكذلك الأمر مع روايتي (خطوط الطول.. العرض)، التي أترقب صدور طبعتها المغربية لها، وهي الرابعة بعد طبعات بيروت وتونس ودمشق”.

المثقف العراقي..

في حوار آخر أجراه معه “نضال حمد”، يقول “الربيعي”، عن دور المثقف العراقي بعد احتلال بلاده: ” المثقف العراقي اليوم في وضعٍ ربما كان أحرج وأصعب وضع يتعرض له هذا المثقف في تاريخ الصراع، وبدءاً ربما من بروز اسم هذا العراق العظيم في التاريخ إلى يومنا هذا. العراق اليوم محتل ولعل من أكبر المآسي أن هذا الاحتلال قد تم بمباركة من بعض أبناءه، ممن تحولوا إلى عملاء وشجعوا المحتلين على دخول العراق وزينوا لهم الأمر وبأن كل شيء سيكون على ما يرام وبأن العراقيين سيرحبون بهم، صحيح أن النظام الذي كان قائماً في العراق من أكثر الأنظمة دمويةً في العالم، ولكن هذا أيضاً لا يبيح ولا يعطي المسوغ أو المبرر لأهل الوطن بأن يطلبوا من القوات الآتية من خلف البحار أن تستعمل أشد الأسلحة وأكثرها فظاعة وبشاعة لتدمر بلدهم من أجل أن يستلموا الحكم ويجلسوا على كراسي الحكم، ويا لبؤس هذا الحكم الذين هم ينشدونه أو هذا الحكم الذي يظنون أنهم وصلوا إليه، يعني أنهم بالنتيجة مجرد نُذُل عند “بريمر”، يلبون ما يريد ولا يستطيعون أن يملوا عليه أي شيء”.

الرواية والتاريخ..

في حوار ثالث له نشر في صحيفة (الفرات)، يقول “الربيعي”، عن علاقة الرواية بالتاريخ: “ليست هناك رواية بعيدة عن التاريخ، ولكن التاريخ الذي أقصده وأهتممت به، هو التاريخ القريب الذي عشته أو عايشته، ولي شهادة قدمتها في ندوة (الرواية والتاريخ)، التي عقدت في القاهرة سنة 2004، وهذه الشهادة منشورة في مجلة (الحياة الثقافية) التونسية، وفيها قلت أنني لا أميل إلى كتابة الروايات التاريخية، وهذا النوع له كتابه، ولكنني أكتب عن التاريخ القريب، بدليل أن كل رواياتي التي كتبتها دارت حول التاريخ القريب والعراقي منه بشكل خاص، مثل روايتي (القمر والأسوار)، فهي تدور حول الفترة الملكية في العراق، وكذلك روايتي القصيرة (عيون في الحلم)، لكن رواياتي الأخرى تدور عن العراق الجمهوري”.‏

وعن النقد العربي يقول “الربيعي”: “لاأظن إن أعمالاً روائية جادة تكتب في عصرنا ويجري إهمالها، بل العكس إن كل الأعمال الجادة يجب الاهتمام بها، لكن هناك اختلافاً في التوقيت وعلينا أن لا ننسى بأن هناك دورا كبير للإعلام في التعريف بالأعمال وتقديمها للقراء، وخذ مثلا كتاباتي، فقد كتب عنها النقاد كثيراً كما أن هناك أطروحات جامعية في بلدان عربية وأجنبية، وهناك تراجم كثيرة لهذه القصص أحدثها ترجمة روايتي (الوكر) إلى اللغة الإيطالية كما صدرت لي مجموعة قصصية باللغة الألمانية مؤخرا، من هنا أقول بشكل عام ليس هناك عمل مهم جرى إهماله”. ‏

الجنس في أدب “الربيعي”..

كتب الناقد العراقي “داود سلمان الشويلي” في دراسة له بعنوان “قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي”: “لم يحتفل الوسط الثقافي والأدبي، عراقيا وعربيا ، كما احتفل بنتاجات عبد الرحمن مجيد الربيعي القصصية والروائية، لما فيها من جديد ومثير من ناحية الفكر ومن ناحية التعبير.. ولم يلق كاتب عراقي ما لقيه الربيعي من أبواب مفتوحة ومشرعة بوجه نتاجاته إن على مستوى النقد أم على مستوى الدراسة والبحث، لأسباب كثيرة نذكر منها: ذلك الاقتحام (الثوري) الذي قام به الربيعي لمعاقل عالم القصة القصيرة خاصة في الستينات، تلك الفترة التي كانت من أشد فترات عدم الاستقرار السياسي التي مرت في التاريخ المعاصر للعراق والوطن العربي، وقد توجت تلك الانكسارات في العراق بنكسة حزيران 1967، على المستوى الوطني والقومي”.

ويواصل “الشويلي” عن قضية الجنس في أدب الربيعي: “والربيعي واحد من الكتاب الذين زخرت نتاجاته الروائية بهذه القضية، إلا أنه لم يجعل منها محورا رئيسيا تدور حوله أحداث الرواية لتكون من ثمّ واجهة إعلامية لتحسين صورة ما يكتب أمام القراء خاصة ممن يستهويهم مثل هذا الموضوع، بل أن قضية الجنس عنده أخذت لها أبعادا خاصة بها، من خلال ما يحمله الكاتب من وجهة نظر مميزة لهذه القضية التي ترتبط بمجمل القضايا التي تطرحها الحياة المعيشة لأبطاله، وصورة من عدة صور كان لها الوقع الخاص والمميز على صعيد الواقع.. فإننا لا نجد قضية الجنس عنده هي المحور الرئيس لعمله الإبداعي، وإنما نجدها كواحدة من القضايا التي يطرحها ذلك العمل وحسب الزمن التي استلت منه، ولكن برؤية فنية تأخذ من الواقع الشيء الكثير لتصقله في بوتقة الفن.. نجد أن هذه القضية عند الربيعي تأخذ لها عدة مسارات حسب عواملها وأسباب تكونها، والظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، كذلك، للفترة التي تتخذ منها الرواية زمنا لها، إضافة لذلك، فإن أشكال هذه القضية تتلون عنده، إلا أنها– في النهاية – تتبلور في أشكال معينة معروفة لهذه القضية في أغلب رواياته، وهذا ليس عيبا يسجل ضد المنهج الفكري وكذلك المنهج التعبيري للكاتب، بقدر ما هو حسنة تضاف إلى حسنات عمله الإبداعي والفني لأن الواقع الذي يتحدث عنه هو الواقع العراقي بكل ثوابته ومتغيراته، ضمن فترة تاريخية محددة”.

https://www.youtube.com/watch?v=59u8Sr4xiqs

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة