تفشت الامية في البلاد في فترة الحروب التي خاضها النظام الدكتاتوري وابان الحصار الاقتصادي وازداد التسرب من المدارس وباختصار لحق ضررا كبيرا بالتعليم ، بل انه تردى وانهارت مؤسساته ولم تفلح الحكومة بعد التغيير من معالجة اوضاعه اذا لم نقل انها اضافت مشاكل اخرى اليه.
والتعليم في العراق الذي كان مضربا للامثال في تطوره وتقدمه في المنطقة وبين دول العالم اصبح يشار الى انحداره الى مستويات كارثية وتطلق التحذيرات من تداعياته على مستقبل اطفاله وابنائه.
ولكن هذا الحال تجري مقاومته ولكن بادوات ووسائل لا ترتقي الى مستوى الكارثة وسعتها وحجمها، وليس بالمستوى الذي يعيد لتجربة التعليم العراقية وهجها، فبعد ان كاد العراق ان يقضي على الامية وقام باكثر من حملة وطنية لتعليم من وقع في شباكها بتقديم المغريات ، نرى اليوم ان مراكز محو الامية لا تزال محدودة و لا تتناسب مع اعداد الاميين ولا تصل اليهم او انها قريبة منهم .
فقد كشفت وزارة التربية عن افتتاحها لـ744 مركزاً لمحو الأمية في عموم المحافظات خلال عام 2017.
كان الهدف منها هو اشاعة ثقافة العلم والمعرفة ما بين شريحة غير المتعلمين من المواطنين والموظفين في دوائر الدولة كافة”. حسب بيان لوزارة التربية.
وأشار الى “عدد المنخرطين في تلك المراكز بلغ 48 ألفاً و765 متعلماً ما بين الذكور والإناث وللمرحلتين [الأساس والتكميلي] الذين حصلوا على شهادة معادلة للصف الرابع الابتدائي”.
ونوه البيان الى ان “الأعداد في الصف الخامس والسادس للمرحلة الابتدائية قد وصل لـ اربعة الاف و650 دارساً ودارسة”. ويقدر عدد الملاكات العاملة في هذه المراكز ا بـ 3639 ما بين معلم ومتطوع .
الواقع ان هناك حاجة اكبر بكثير مما هو متاح وينبغي تحسين التوزيع الجغرافي وشموله لبلدات وقصبات اوسع لاسيما في الارياف والاحياء الشعبية وافتتاح مراكز بالقرب من اماكن عمل الاطفال لتسهيل انضمامهم اليها .
والاهم من ذلك العمل على تفعيل القانون لتجفيف منابع الامية وملاحقة المتخلفين عن الالتحاق بالمدرسة وايجاد وسائل واساليب تغري ذويهم بالاهتمام بهذه المشكلة والقيام بحملة توعية مؤثرة لذلك وادراك ما فات من خلال الانتظام بصفوف محو الامية .
ونقترح تكليف منظمات المجتمع المدني للاسهام بمكافحة الامية لقاء مساعدات بسيطة لسد نفقات الحملة تتناسب مع عدد الاميين الذين يتم محو اميتهم وزيادة عدد مدارس اليافعين والزام بعض المدارس بفتح ولو صف واحد في مدارسها كعمل تطوعي للحد من هذه الظاهرة ليس للذين لا يقرؤون ولا يكتبون، وانما للاشخاص الذين ارتدوا الى الامية.