١٩١٦/٥/١٤ أهل بغداد يستيقضًون على وصول الاف الاسرى الانگليز سيرا من الكوت الى بغداد
في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن وصول اكثر من ١٤ ألف أسير أنگليزي الى بغداد سيراً على الاقدام من مكان أسرهم في مدينة الكوت وكان الكثير منهم بلا حذاء بل كانوا يسيرون حفاة وكانوا في حالة يرثى لها وشاهد اهل بغداد هذه المناظر حيث تعمد العثمانيون المنتصرون الطواف بالاسرى في شوارع بغداد وأزقتها قبل ان يتوجهوا بهم الى محطة القطار حيث وضعوا في موقع أُحيط بالاسلاك الشائكة اذ بعد ان وصل الانگليز الى منطقة سلمان باك وهددوا بغداد ولكن القائد العسكري العثماني الجديد خليل پاشا استطاع طرد الانگليز من هذه النواحي فانسحبوا من جنوب بغداد الى الكوت وتابعهم الى هنالك حيث تمكن من أسر الانگليز هنالك وبعد ذلك جلبهم كأسرى الى بغداد هذا القائد الذي أصبح والياً لبغداد وبعد مضي سنوات على انتهاء الحرب وبناء على صدور قانون زمن الرئيس التركي كمال اتاتورك اعطى القادة الاتراك حق اختيار لقب جديد لذلك اختار خليل پاشا ان تكون الكوت لقباً له تذكيرا بأنتصاراته فيها وأسر الاف الانگليز فيها ويرجع الموضوع الى سنة ١٩١٤ حيث اعلنت بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية عندما كان العراق من الولايات العثمانية اذ في ١٩١٤ دقت الطبول في بغداد وكتب على الجدران رسما لمدفع وبندقية وتحتها عبارة تركية ( سفر برلك وار عسكر اولانلر سلاح پاشنه) اي اعلان النفير وعلى الجنود الاستعداد بأسلحتهم وفي ٩/٢٩ وصل المركب البحري الانكليزي الى شط العرب حيث تسلل جنود المركب الى الارض لقطع خط التلغراف وبعدها تم احتلال الانگليز لمدينة الفاو ولم يستطع الجيش العثماني استعادة هذه المدينة وفي ١٩١٦/١١/١٥ اصدر القائد البريطاني برسي كوكس بيانا للشعب العراقي وبعدها باسبوع احتل الانگليز البصرة وفي ١٩١٦/١/٥ وصل الوالي سليمان نظيف واليا على بغداد بعد عزل الوالي السابق على أثر سقوط البصرة وتعيينه قائدا عسكريا وفي ٤/٢٣ وصل الجنرال الانگليزي طاونزند الى البصرة بعد تعيينه قائداً ووصل وال تركي جديد لبغداد ليتولى قيادة الجيش التركي بعد انتحار الوالي السابق الذي لم يمض على تعيينه سوى اربعة اشهر وفي ٦/٤ احتلت القوات البريطانية مدينة العمارة بعد انسحاب الجيش التركي وفي ٧/٢٥ من نفس السنة احتل الانگليز مدينة الناصرية وفي ١٩١٥/٩/٢٩ أحتلوا مدينة الكوت وفي ١٠/٥ احتلوا مدينة العزيزية واقتربوا من بغداد وفي١١/٢٢ وصلوا مدينة سلمان باك ولكن بعد ساعات تغير الموقف كلياً لصالح القوات التركية بعد ان تولى خليل پاشا ولاية بغداد وقيادة القوات التركية حيث انسحبت القوات الانگليزية من سلمان باك في ١١/٢٥ ومن مدينة العزيزية حصل الانسحاب الانگليزي بعد خمسة ايام وبعد ثلاثة ايام اخرى وصل الجيش الانكليزي المتقهقر الى مدينة الكوت حيث استطاعت القوات التركية بقيادة خليل باشا محاصرتها وشن الانكليز هجومات متعددة لفك الحصار كان اولها يوم١٩١٦/١/١٣ واضطر الانكليز الى ذبح خيولهم في مدينة الكوت المحاصرة لاطعام جنودهم واستشهد القائد التركي محمد فاضل الداغستاني وشيع في بغداد يوم ٣/٢٠ من نفس السنة وعرض القائد الانكليزي مبالغ من المال ومدافع مقابل فك الحصار لكن رفض خليل باشا هذا العرض وفي ٤/٢٩ استسلمت القوات الانكليزية المحاصرة بعد ان فتك بها الجوع والمرض والجرح والقتل ووصلت باخرة الى بغداد تحمل عددا من الضباط الاسرى الانكليز وسلموا قائد الجيوش الانكليزية الجنرال طاونزند الى القنصلية البريطانية وفي ١٩١٦/٥/١٤ وصل الجنود الانكليز الاسرى الى بغداد في حالة يرثى لها وتعمد الاتراك الدوران بهم في شوارع وازقة بغداد قبل وصولهم الى محل الاعتقال بجانب محطة القطار .