23 نوفمبر، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

الوطن في عيون سيد مقتدى

الوطن في عيون سيد مقتدى

قبل أربعة عشر عام وبالتحديد يوم الجمعة 30/1/2004 كتبت مقالا ثم بعد ذلك نُشرَ في جريدة الحوزة فأحببت اليوم إعادة نشره وهذا هو النص الكامل للمقال:

(( لعل من اشد ما يلفت الأنظار ويجذب الانتباه للقاصي والداني الجانب الوطني البارز في حركة السيد مقتدى الصدر(دام عزه).. فالسيد مقتدى الصدر هو واجهة دينية لأنه أحد طلاب الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف وأبرز رجالها…
أن التعتيم الإعلامي أخفى شيئاً مهماً من حياة هذا المجاهد وهو الدور العظيم الذي قام به السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) في حفاظه على الحوزة العلمية الشريفة في فترة المحنة والمصيبة التي عاشتها الحوزة والناس وهي الخسارة العظيمة لزعيم الحوزة العلمية الشريفة السيد الولي شهيد الجمعة محمد الصدر (قدس)…
فالحوزة العلمية في ظل هذا المرجع الكبير والمربي العظيم ازدهرت وزاد سكانها وبدأت تأخذ مكانها الطبيعي في قيادة المجتمع نحو الجادة والنجاة …..
فكانت جريمة اغتياله الأثيمة محاولة لإجهاض هذه الولادة وهذا النمو والازدهار للحوزة الشريفة…
وخلال هذه الفترة أي بعد استشهاد السيد الولي محمد الصدر(قدس سره) وقبل سقوط الهدام اللعين وهي حوالي أربعة أعوام كان لهذا السيد الجليل مقتدى الصدر(دام توفيقه) الدور الرئيسي في المحافظة على الحوزة العلمية الشريفة من خلال حرصه الشديد على أن تكون الحوزة مستمرة بالدراسة و بالتالي يبقى دورها القيادي والرسالي ولم يكن الأمر سهلاً وهيناً خصوصاً أن الظروف كانت عصيبة وقاسية بعد ذلك اليتم التي عاشته الحوزة الشريفة برحيل أبيها وزعيمها السيد محمد الصدر ( قدس ) والمجتمع كان يشارك الحوزة في هذا اليتم ايضا…..
وهذا الدور الرسالي الذي مارسه السيد مقتدى الصدر(دام عزه) في تلك الفترة يكشف لنا الجانب الحوزوي من شخصية المجاهد مقتدى الصدر فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين….
و الآن نسلط الضوء على دور رسالي وقيادي مارسه السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) خلال فترة سقوط الطاغية الهدام واحتلال عراق المقدسات والجراحات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتسمى هذه الفترة بفترة الاحتلال الأمريكي المباشر للعراق ….. وهي تعتبر من المراحل الخطيرة والابتلاءات الصعبة التي مرَّ بها بلدنا وشعبنا وهو يشكل أخطر تحدي للإسلام والمسلمين في هذا البلد وخلال هذه الفترة والى هذه اللحظة نلاحظ لمسات السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) واضحة وعظيمة في سدّ هذا الفراغ الديني والسياسي لهذه المرحلة الخطيرة…..
فكان صوت الحوزة الناطق بالحق وصوت الشريعة المقدسة بل أن الذي حصل وصدر منه من مواقف رسالية مخلصة خلال هذه المحنة يكشف لنا جانباً رسالياً آخر مهماً من شخصيته التي ذابت بالعقيدة والشريعة…
أن السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) لا يُنظر إليه كرجلٍ سياسي من رجال السياسة !!
وإنما هو رجل دين وأحد أساتذة الحوزة العلمية الشريفة وطلابها وهو ليس رجلاً اعتيادياً يعيش همومه الخاصة ومصالحه الشخصية بل هو خير مربي وخير أستاذ فمنبره الشريف في مسجد الكوفة المعظم ليس منبراً للعقول فحسب وإنما منبرٌ للقلوبِ أيضا….
وهو بالرغم من ثقل المسؤولية عليه وكونه الكفؤ الوحيد للمسؤولية رسالياً ناظرين إلى صعوبة المرحلة وتعقيدها مما جعل ماءها عكراً،، بالرغم من ذلك كله نجد السيد مقتدى الصدر(دام عزه) يوما بعد يوم يكشف لنا الأخطار التي تحيط وتحدق بنا نحن أبناء هذا العراق الجريح ولم يكتفِ السيد مقتدى الصدر(دام عزه) بكشف الأخطار والمخططات الخبيثة لأعداء الإنسانية والعدالة بل يقدم لنا ( ( نحن أبناء الشعب العراقي ) الحلول والعلاجات وكيفية تجنب هذه الأخطار وعدم الوقوع في شباكها وشراكها ومنبر صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم خير شاهد على ذلك وليس باستطاعة هذه الكلمات المتواضعة الإحاطة التامة بهذا الدور الرسالي الذي يمارسه السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخنا بنجاح وفلاح…..
وقد عبّر أحد الأساتذة اللذين يدّرسون الموسوعة المهدوية للسيد محمد الصدر ( قدس ) ما مضمونه :
أن الدور الرسالي الذي يمارسه السيد مقتدى الصدر(دام عزه) في هذه المرحلة الخطيرة التي يمّر بها الإسلام والشعب العراقي على السواء ناشئ ومنتزع من العقيدة المهدوية التي كشف النقاب عنها السيد الولي محمد الصدر ( قدس ) في موسوعته العظيمة وهذا يعني أن هذا الدور الجهادي الرسالي للسيد مقتدى الصدر(دام عزه) يمثل تمهيداً لظهور صاحب الزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) فالسيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) جعل الفكرة المهدوية حركة اجتماعية معاشه أي متحركة في المجتمع..
فكيف يمكن لكلماتنا هذه الإحاطة التامة بهذا الدور الرسالي الذي يمارسه السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر(دام عزه) ونحن لازلنا نعيش هذا الدور الرسالي ولازلنا نتعلم ونهتدي بنوره……
إن الجانب الوطني في هذا الدور الرسالي بارز كما هو ملاحظ من قبل الجميع خلال هذه الفترة الأمر الذي يجعل كل عراقي غيور على شعبه يرى في السيد مقتدى الصدر(دام عزه) ممثلاً عنه في المطالبة بحقوقه وتحقيق أهدافه بل الأمر أكثر من ذلك بكثير ويتعداه فالعراقي الغيور يعتبر السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) صوته الناطق و أمله الوحيد في الخلاص….
وهذا الحس الوطني ليس وليد الظروف والملابسات أو ناشئ من الضرورة بل هو تكليف شرعي يؤديه هذا السيد المجاهد لان الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية المقدسة يحثان السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) وكل مسلم بالتحلي بالمواطنة الصالحة والدفاع عن الوطن وعدم الرضوخ إلى المحتل والركون إلى الظالم……
وكما ورد في كتاب نظرة عامة في العبادات للسيد محمد باقر الصدر ( قدس سره) ما مضمونه أن العبادة هي التي تخلق في نفس العابد الشعور الداخلي بالمسؤولية وهذا الشعور ناشئ من الإيمان بالله سبحانه وتعالى الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا تخفى عليه خافيه لا في السماء ولا في الأرض وهو الذي يعلم ما تخفي الصدور ….. وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم….
فرقابة الله سبحانه وتعالى لا تُخدَع ولا يخفى عليها شيء فالإيمان بالله سبحانه و تعالى إيمان بهذه الرقابة…
والعبادة هي ترسيخ لهذا الإيمان وخلق لهذا الشعور في نفس العابد وهذا الشعور داخلي وهو ليس ناشئ من رقابة خارجية كرقابة المجتمع والقوة الإجرائية من شرطة ومرور ….
فهذه الرقابة الخارجية لا تخلق في نفس الفرد شعوراً داخلياً لا يزول بل هي مجرد رقابة خارجية على الفرد تزول مع زوال سببها الخارجي أو عن طريق التحايل و الخداع ..!!!
وإما الشعور الداخلي بالمسؤولية لا يتأثر لا بقليل ولا كثير بالرقابة الخارجية الاجتماعية ولا يتأثر ولا يتزعزع بوجود هذه الرقابة الخارجية وعدمها ما دامت الرقابة الحقيقة هي رقابة الله سبحانه وتعالى متجسدة في نفس الفرد عن طريق العبادة الحقيقة وبالتالي تحلي هذا الفرد بالمواطنة الصالحة،، بل أن العبادة هي الضمان الوحيد لحصول المواطنة الصالحة….
إذن هذا الجانب الوطني البارز في الدور الرسالي للسيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) نابع من العبادة..
وعبادة السيد مقتدى الصدر(دام توفيقه) هي التي تدعوه وتدعو كل عابد لله سبحانه وتعالى إلى التحلي بهذه المواطنة الصالحة…
وتدعو هذا السيد المجاهد إلى تفعليها في دوره الرسالي الجهادي…
فهو بحق المصداق الحقيقي للفرد المؤمن العابد وبالتالي مصداقاً حقيقياً للمواطن الصالح والوطنية….))

أحدث المقالات

أحدث المقالات