قتل بارين كوباني بعيداً عن انتمائها بهذه الطريقة وتشويه جسدها وعرضها على وسائل الاعلام بهذه الصورة عملية قذرة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية مع غيابها تموت الضمائر ، وتسود الأنانية، ويسيطر القوي على الضعيف بكل لغات العنف، بالسادية، بالتلذذ بتعذيب الناس، بالتجبر والتسلط وامتهان كرامة إنسانية ، يبدو انهم توارثوا ترسبات غاية في القسوة وامتهان الجسد. إنّ كرامة الجسد لا يمكن أن نفهمها خارج نطاق الكرامة الإنسانية بعامة ، أن الموتى لهم حرمة ولا ينبغي مطلقا الاعتداء على حرمة الأموات إنما يبقي الميت في مكان لا ينبغي العدوان عليه أو فصل جزء من جسده، فكل من يعتدي على حرمة الميت خارج عن حدود الله وما أقرته الشريعة ، والإنسان قد اكتسب التكريم من خالقه، ومن يكرّمه الله فليس بحاجة أن يمن عليه أحد بالتكريم، والله سبحانه وتعالى إنما كرّم الإنسان باعتباره إنسانا، وبصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه ، لقد حرص الإسلام على تكريم الإنسان حيا وميتا فجاء في القرآن الكريم :”ولقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”، وكرم الله الإنسان وفضله على سائر المخلوقات بالعقل وتنتقل قضية التكريم للإنسان حتى بعد وفاته، ومن الأحكام التي وضعها الإسلام كذلك تجهيز الإنسان وتكفينه في أسرع وقت ممكن وتكريمه بالدفن . أن الاعتداء على الجسد الأنثوي هو أكثر شناعة وبشاعة لكون الأنثى في محل أرفع من محل الرجل بما يتلاءم مع لين طبيعتها الجسدية وكرامة إنسانيتها ان هذا العصر قد عمّق احاسيس الانسان بجسده ، هذا الإنسان الذي لم يُخلق ليكون عبداً لرئيس أو مسئول ، احترام الإنسان احترام للإنسانية، والاهتمام بالإنسان كإنسان خاصة اهتمام المسؤول بموظفيه اهتمام بالبشرية كلها، لا بد أن يفكر الانسان ويراقب الله – جلت قدرته – قبل أن يفرض رأيه على احد، ويراقب الله في كل تصرفاته وليضع نفسه مكانهم، ويرى ذاته فيهم إذا أراد أن يكون بالفعل قيادياً إنساناً لا إنساناً قيادياً . موت الضمير الإنساني الكثيرة سببها اختلال الموازين عند أصحابها والتباس المفاهيم واختلاط الصح والخطأ فلم يستطيعوا التمييز بين الإنسان وبين الكائنات الحية الأخرى.لقد ولدت هذه الجريمة قتل بارين كوباني موجة من استياء في وسط الشعوب الحرة ومشاعر مؤلمة في ظل تخاذل المجتمع الدولي جراء ما تقوم به قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والمرتزقة الموالين لها في صفوف المعارضة بحق الشعب في عفرين انها رسالة للانسانية لتوقف الحرب الغير منطقية والتي تجاوزرت القيم هم ماتوا أيّ سفالة تحطّ من الإنسان أن ينزل إلى الدرك الأسفل من السفالة والانحطاط أيّ وحشية تفوق هذه الوحشية؟ على قطع وتشويه جسد فاقد الروح ، يسيرون جراثيم إرثهم اللزج بالترّهات والحكومة الامريكية مسؤولية امام هذا العمل الشنيع والسكوت عنه رغم فقدانها لهذه الخاصية والتي خسرت انسانيتها ، هذا العمل ” الذي لا يمكن لبشر تصور بشاعته و لا يدع مجالاً كبيراً للغفران والمصالحة ” وحتى لو انتهت الحرب، بالاسم، ستبقى آثارها النفسية والاجتماعية ماثلة لأجيال، كأحقاد لا تموت. هذا إن تخلت الأطراف المتنازعة عن فكرة القتل الجماعي والرغبة في إبادة الآخر وتصفيته كحل ينهي تلك الممارسات والحرب، مع إدراك كل طرف بأن الطرف الآخر لا يمكن أن يغفر له مستقبلاً يتجلى هذا الإحساس العام باللاجدوى للكلمات والعواطف أمام بطش الأفعال، في ردود الأفعال عبر وسائل الاعلام نفسها. بعضها أتى باهتاً وراضخاً بل وحالماً بالعودة إلى حقبة ما قبل الحرب في البلاد، ومن أماكن بعيدة من العالم ومثل هذه الافعال تمارس و لا يجرؤ أحد على التفكير فيها أو الكلام عنها أصلاً في بعض البلدان .